أكد رئيس الحكومة المكلف فى لبنان نجيب ميقاتى أن تسمية «حزب الله» له فى الاستشارات النيابية لترؤس الحكومة لا تلزمه فى الوقت الحاضر بأى موقف سياسى «سوى التمسك بحماية المقاومة»، وردا على سؤال عن اتهامه بأنه «مرشح حزب الله»، قال ميقاتى فى تصريحات صحفية الأربعاء: «لا يجب الحكم مسبقا على أو على تصرفاتى، لاسيما من جانب المجتمع الدولى»، فى الوقت الذى هدأت فيه الاحتجاجات فى لبنان بعد نزول أنصار تيار الحريرى إلى الشوارع، اعتراضا على تسمية ميقاتى رئيسا للوزراء كما نظم الجيش دوريات لحفظ الأمن.
وأضاف ميقاتى أنه لا ينبغى لواشنطن أن تقلق من تعيينه رئيسا للوزراء، وقال: «واشنطن مهمة جدا بالنسبة لى. لا يمكن إلا أن تكون لنا علاقات جيدة، وأتمنى أن يبقوا على دعمهم للبنان»، وأضاف: «هم يعرفون تاريخى، قد لا تكون هناك علاقة شخصية، لكنهم يعرفون ما أنا قادر عليه».
وسعى ميقاتى إلى طمأنة الغرب إلى أنه لن يكون فى مواجهة مع الحكومات الغربية، مضيفا فى مقابلة مع قناة «إل. بى. سى» اللبنانية أنه سيحافظ على العلاقات مع الجميع وأنه لن يدخل فى مواجهة مع أحد، وأكد أن لبنان يحتاج إلى دعم جميع الدول الصديقة وأيضا إلى الاستقرار لكى يتمكن من بناء نفسه.
وفى واشنطن، حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون من أن السيطرة المحتملة لحزب الله على الحكومة اللبنانية «سيكون لها بالتأكيد تأثير على العلاقات مع الولايات المتحدة». وتدرج الحكومة الأمريكية «حزب الله» فى اللائحة السوداء للمنظمات الإرهابية.
وقالت هيلارى فى مؤتمر صحفى مع وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيز: «سيكون لوجود حكومة يهيمن عليها (حزب الله) اثر واضح على علاقاتنا الثنائية مع لبنان»، وأضافت كلينتون أن «مواقفنا الأساسية مازالت كما كانت دائما.. نعتقد بضرورة متابعة سير العدالة وإنهاء الحصانة من العقاب. نؤمن بسيادة لبنان وإنهاء التدخل الخارجى».
على صعيد متصل، قال تومى فيتور، المتحدث باسم البيت الأبيض، إنه «من الصعب تصور أن تتخلى أى حكومة تمثل كل اللبنانيين حقا عن جهود إنهاء عهد الحصانة من العقاب على الاغتيالات بهذا البلد فى نفس الوقت ندعو جميع الأطراف للحفاظ على الهدوء».
وقال هوارد بيرمان، النائب الديمقراطى فى لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن يوم ظهور حزب الله الإرهابى كصانع للملوك فى الساحة السياسية بلبنان، فضلا عن هيمنته العسكرية الراسخة «يوم حزين للبنان»، داعيا إلى مراجعة جميع برامج المساعدات الممنوحة لبيروت.
من جهتها، دعت الممثلة السامية للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى كاثرين أشتون إلى الهدوء فى لبنان بعد أن خرج المتظاهرون إلى الشوارع، معربين عن معارضتهم تعيين نجيب ميقاتى رئيسا للحكومة الجديدة.