تاريخاً جديداً سطره حادث تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، داخل وزارة الداخلية، بعد أن تسبب الحادث فى استشهاد 3 من ضابطات وأفراد الشرطة النسائية، لأول مرة فى تاريخ الجهاز الشرطى، الذى مضى 35 عاماً على تخرج أول دفعة منهن بوزارة الداخلية، عام 1982.
وهن الشهيدات «العميد نجوى الحجار، الضابطة بإدارة تصاريح العمل، والعريف شرطة أمنية رشدى، والعريف شرطة أسماء محمد إبراهيم حسين».
الشهيدة نجوى، زوجة اللواء عزت عبدالقادر، ووالدة الضابط النقيب محمود عزت، معاون مباحث قسم مينا البصل، فقدت منذ عامين نجلها مهاب، الطالب فى الفرقة الرابعة بكلية الشرطة، ولم يكن يفصله عن التخرج إلا أياما قليلة كما يقول أحد أقارب الأسرة، «كان أمنية حياتها تجوز ابنها التانى النقيب محمود ليكون أول مولود له باسم أخيه المتوفى مهاب، ولم يمهلها القدر ذلك».
وأضافت عمة الشهيدة: «إن الأسرة كلها ضباط شرطة، الشهيدة وزوجها وأبناؤها وعدد كبير من العائلة، وليس غريبا عليهم تقديم شهداء، ولكننا نطالب بالقصاص السريع من الإرهابيين حتى تبرد الدماء».
وأمام مشرحة كوم الدكة كان يقف الحاج أحمد إبراهيم حسن، والد الشهيدة عريف «أسماء» والذى بدا أكثر إيماناً وورعاً بهدوء كبير يتحكم فى دموعه ويقول إن ابنته أسماء تبلغ من العمر 28 سنة، وكانت تعمل بقوة ميناء الإسكندرية لديها طفلتان الكبرى عمرها 4 سنوات والصغيرة سنة و4 أشهر فقط وأنه علم بخبر استشهادها من بعض المعارف فى الإسكندرية، حيث يعمل فى هيئة البريد بشبراخيت.
وأضاف الحاج أحمد: الناس قالولى مش لاقيين أسماء بعد الانفجار وجريت بسرعة على مكان الحادث ابحث عنها وبعض زميلاتها أخبرونى أنهم وجدوا شنطتها فقط وبحثت أنا وأقاربى فى كل المستشفيات ولم نجدها وبعد أن وصلت المشرحة وجدت جثمانها.
ويكشف والد الشهيدة أنها المرة الثالثة لابنته لتأمين الكنائس، ويقول: «الحمد لله أنها توفيت شهيدة لأنها فعلا صاحبة خلق قويم يشهد به زملاؤها وزميلاتها فى العمل ويشهدون لها بحسن الخلق وكانوا يعتبرونها بمثابة شقيقتهم الكبرى لذلك كلهم متواجدون معايا ويقفون بجانبى منذ وجدت الجثمان حتى الآن».