أعلن الدكتور جمال الدين موسى، وزير التربية والتعليم، أن المعلمين الذين انضموا إلى دعوات الإضراب عن التدريس والدخول فى عصيان مدنى «لا يقدرون المصلحة الوطنية ولا يضعون فى اعتبارهم أهمية الصالح العام» - على حد قوله - وأشار الوزير إلى أن عملية التعليم جزء من أركان الدولة، ووظيفته كوزير هى تحقيق المصلحة العامة من خلال استمرار العملية التعليمية.
وقال «موسى» خلال افتتاحه مدرسة المتفوقين بالمدينة الكونية بمدينة السادس من أكتوبر السبت : «أغلبية المعلمين لهم اتجاهات مختلفة عن الذين قاموا بالإضراب عن العمل، والأيام المقبلة ستثبت أن المجموعة التى دعت إلى الإضراب لا تمثل أغلبية المعلمين»، وأضاف: «كوزارة نفكر فى كل مطالب المعلمين كما نضعها فى الاعتبار». مشيرا إلى أن وزارته ساهمت فى حل عدد من تلك المشاكل، لكن توجد بعض المطالب «تتجاوز قدرتى كوزير للتربية والتعليم» - على حد وصفه - وتابع «موسى»: «نأمل خلال الفترة المقبلة فى ترقية 600 ألف معلم حتى يشعروا بتحركنا»، مضيفا أنه كلف عدد من العاملين بالوزارة بوضع مشروع قانون يتلافى مساوئ نظام الكادر.
وحول الإجراءات القانونية التى سوف تتخذها الوزارة حال استمرار إضراب المعلمين، أكد الوزير أن المختص بهذا الإجراء وفقاً للقانون هو المحافظ وليس الوزير وأنه لم يعط أى توجهات لأى محافظ بشأن هذا الموضوع.
وبسؤاله عن وجود اتصالات بين الوزارة ونقابة المعلمين المستقلة، الداعية للإضراب، قال الوزير: «الوزارة جهة إدارية، والنقابات جهة مستقلة، ولا توجد علاقة بين الجهتين، فالوزارة جهة محايدة لا علاقة لها بالنقابات».
وأثناء تفقد الوزير الطلاب المتفوقين أثناء دراستهم، والبالغ عددهم 150 طالباً، سأله أحد الطلاب، الذى يدعى أحمد مجدى محمود من محافظة الشرقية عن مصير الطلاب بعد انتهائهم من الدراسة.. هل سيتم التحاقهم بالجامعات المصرية أم ستقدم لهم منح من الخارج؟ قائلاً: «التحقت بالمدرسة وتقدمت إليها بعدما رأيت خريج كلية الطب يعمل فى محطة بنزين، والمهندس يتخرج ليشتغل عامل نظافة».
سؤال الطالب استقبله الوزير بابتسامة، مؤكدا له أن الكليات الأجنبية الموجودة فى القاهرة مثل الجامعات البريطانية والألمانية ستعطى منحا دراسية للطلاب المتفوقين، بالإضافة إلى جامعة القاهرة وأكاديمية البحث العلمى، معلناً أن الدكتور أحمد زويل سوف يزور المدرسة ويلتقى بطلابها، وأن جامعة زويل سوف تكون من ضمن الجامعات التى ستقبل طلاب المدرسة بعد الانتهاء من تجهيزها.
وقال «موسى» إن الهدف من مدرسة المتفوقين لا يقتصر فقط على إعداد علماء فى مجالى العلوم والتكنولوجيا فقط، وإنما إخراج طلاب مؤهلين وقادرين على التعامل مع متطلبات العصر، وأن هذه المدرسة تعد نواة لتطوير التعليم الثانوى فى مصر، لافتا إلى أن المدرسة يوجد بها 12 معملا مجهزاً فى جميع العلوم بالإضافة إلى معمل للغات ومكتبة إلكترونية وورقية كما تضم 15 فصلاً مجهزاً ويضم الفصل الواحد 25 طالباً، وأضاف الوزير أن عدد المتقدمين للالتحاق بالمدرسة الذين تخطى مجموعهم الـ98% هو 1200 طالب، تقدم لامتحانات القبول بالمدرسة 1002 طالب وتم اختيار الـ150 طالباً الأوائل، مشيراً إلى أن الامتحانات جاءت فى مجالى الرياضيات والحاسب الآلى بالإضافة إلى اختبارات الذكاء الكلى والذكاء الوجدانى. ولفت الوزير إلى أن المدرسة تحتوى على مبنى لإقامة الطلاب، خاصة القادمين من محافظات مختلفة، ولذلك تمت الاستعانة بخبراء اجتماعيين ونفسيين وتربويين لمواجهة التحديات النفسية التى قد يمر بها الطلاب نتيجة بعدهم عن عائلاتهم لفترات طويلة وهم فى سن صغيرة.
وعن نظام الامتحانات المتبع فى مدارس المتفوقين، أكد الوزير أن الامتحان ما هو إلا «تحصيل حاصل»، وأنه يأمل فى أن يتم امتحان الطلاب بطريقة مختلفة، فالطالب الذى ربما يخترع اختراعاً مفيداً لا يمكن أن أتجاهله ولابد من إدخاله ضمن نظام تقييم الطلاب.