سفير مصر الأسبق بواشنطن: علاقاتنا بأمريكا تساهم في حل عادل لـ«سد النهضة» (حوار)

كتب: فادي فرنسيس الخميس 06-04-2017 22:10

أكد عبدالرؤوف الريدى، سفير مصر الأسبق فى واشنطن، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الولايات المتحدة الأمريكية حققت نجاحاً كبيراً، وأن قياس نجاح الزيارة أو فشلها لا يأتى بإعلان أمريكا جماعة الإخوان «إرهابية» من عدمه. وأضاف «الريدى»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن مردود هذه الزيارة سينعكس على المنطقة العربية والشرق الأوسط لحسم عدد من القضايا العالقة ومنها الفلسطينية والسورية والليبية، ومن الممكن أن تكون قوة العلاقات بين مصر وأمريكا لها انعكاسات طيبة على موضوع سد النهضة الإثيوبى، لافتا إلى ما وصفه بـ«وجود لغة حميمية بين السيسى وترامب»، وإلى نص الحوار:

■ ما تقييمك لأول زيارة للرئيس إلى واشنطن؟

- أرى أنها ناجحة وتعتبر نقطة تحول فى العلاقات، بعد 16 عاما من الفتور، فالسيسى قرأ الموقف جيداً وراهن على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، واتضح خلال اللقاء أن هناك لغة حميمية وكيمياء مشتركة بين الرئيسين، كذلك حققت الزيارة نجاحاً بتنوع اللقاءات خاصة بعد ذهابه للكونجرس مباشرة، ومقابلته مع رئيس الجمهوريين السيناتور ميتش ماكونيل، والذى يعد بمثابة رئيس المجلس، فضلاً عن ذهابه إلى البنتاجون، والذى يؤكد دائماً حرصه لدعم مصر، فالزيارة بشكل عام خطوة مهمة جدا، وأرى أنها ستؤثر على المنطقة كلها بشكل عام.

■ كيف سينعكس مردود الزيارة على المنطقة ككل؟

- سينعكس مردود الزيارة على المنطقة العربية والشرق الأوسط بالطبع لحسم عدد من القضايا العالقة ومنها الفلسطينية والسورية والليبية، كما أن نجاح هذه العلاقة سيؤثر على القضايا الأفريقية، فممكن أن تكون قوة العلاقات بين مصر وأمريكا لها انعكاسات طيبة على موضوع سد النهضة.

■ كيف ستؤثر على قضية السد؟

- عندما تكون هناك علاقات إيجابية ممكن أن تكون عنصرا مساعدا لإيجاد الحل العادل لموضوع سد النهضة.

■ إذاً نتوقع تغييراً كبيراً فى مواقف أمريكا تجاه مصر بعد مواقف ترامب؟

- التغيير حدث بالفعل خلال هذه الزيارة، ما رأيناه خلال استقبال ترامب للسيسى دليل واضح للغاية ويجسد أن هناك تغييرا واضحا للعلاقة، فمصر عانت على مدار السنوات الماضية من فتور فى العلاقات (المصرية- الأمريكية)، واستغل أعضاء الإخوان ذلك بالضغط على إدارة أوباما ومراكز الأبحاث، لكن أرى أن الأوضاع تغيرت بعد هذه الزيارة.

■ البعض فى وسائل الإعلام يربط نجاح الزيارة من عدمه بإعلان أمريكا جماعة الإخوان إرهابية، ما تعليقك؟

- هذه مبالغات، فلا يمكن أن يتم قياس نجاح الزيارة من عدمه بإعلان أمريكا أن الإخوان إرهابية، فالزيارة هذه المرة لها ظروفها بعد تعقد الأوضاع فى الشرق الأوسط، إضافة لمسألة إحياء عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، فضلاً عن الأزمتين السورية والليبية، وبخصوص إعلان الجماعة إرهابية فهذا الشىء يخضع لتوافق أعضاء الكونجرس، لذلك لابد أن تعمق الإدارة المصرية علاقتها بجميع أعضاء الكونجرس.

■ ما تقييمك للاستعداد المصرى لهذه الزيارة قبل توجه الرئيس إلى واشنطن؟

- استعداد جيد، وسامح شكرى، وزير الخارجية، ذهب أكثر من مرة إلى الولايات المتحدة، وحرص على لقاء نائب الرئيس الأمريكى.

■ بالتزامن مع زيارة السيسى، انطلق وفد الدبلوماسية الشعبية إلى واشنطن للضغط على أعضاء الكونجرس بإعلان «الإخوان إرهابية»، هل ترى تأثيراً لزيارة هذا الوفد؟

- من وجهة نظرى، يجب أن تحكم الدبلوماسية الشعبية عدة ضوابط، أهمها اختيار الأشخاص وفقاً لعنصر الخبرة والكفاءة، ولابد من التنسيق مع وزير الخارجية فى الملفات التى سيطرحها وفد الدبلوماسية الشعبية، لأنها تمثل صوراً من الدبلوماسية المصرية، وبخصوص موضوع إرهابية الجماعة ليس هو الأمر الأساسى لنجاح زيارة الرئيس.

■ بالعودة إلى تاريخ العلاقات لكونك كنت متابعاً للسياسات الأمريكية على مدار 50 عاماً، ما أفضل فترات العلاقات المشتركة بين مصر وأمريكا على مستوى الرؤساء؟

- أفضل فترات للعلاقات كانت فى حكم كل من جيمى كارتر، وجورج بوش الأب، والرئيس التاريخى أيزنهاور، وأسوأ فترات كانت فى عصر كل من جونسون وجورج بوش الابن وباراك أوباما.

■ البعض ينتقد سياسات ترامب تجاه العالم الإسلامى.. ووجهت له اتهامات بالعنصرية ضد العرب؟

- أولا: لا يمكن الحكم على مواقف ترامب من تصريحاته السابقة خلال ترشحه للرئاسة، فإدارة أمريكا لا يتحكم فيها الرئيس منفردًا، وترامب استطاع أن يصل للرئاسة لأنه نجح فى إقناع الناخب الأمريكى، وقرأ «المود» العام، وخاض حملة مع رجال الأعمال تحت شعار «معًا لعودة أمريكا»، ووصل إلى الرئاسة رغم توقع السياسيين وقتها أن هيلارى كلينتون، المرشحة السابقة للرئاسة الأمريكية، هى التى تملك أسهماً أكبر للفوز بالمنصب، وبخصوص موقف ترامب من العالم الإسلامى أرى أن العرب فى حاجة إلى إعادة النظر فى سياساتهم وفى لغتهم وفى نشر الخطابات الدينية التى تردع أى فكر متطرف يسيطر على المنطقة.

■ رغم التغير فى السياسات الأمريكية تجاه مصر بعد الزيارة الأخيرة فإن ملف حقوق الإنسان يظل علامة استفهام خصوصًا أن المؤسسات الأمريكية مازالت تنتقد أوضاعه.. ما تعليقك؟

- سيظل موضوع حقوق الإنسان مطروحاً، لكن هناك تفهما أكبر أهمية لأن تكون هناك مواجهة قوية مع الإرهاب والتطرف، فالتوازن فى موضوع حقوق الإنسان ومحاربة الفكر المتطرف أحدث تفهما من جانب الإدارة الأمريكية، ولذلك لابد من المتابعة والاهتمام بتحسين صورة مصر دائماً.

■ على ذكر التسويق لصورة مصر، نشرت بعض الصحف أن الحكومة تحاول التعاقد مع شركات أمريكية خاصة لتحسين صورتها فى الخارج؟

- هناك دول أنفقت ملايين الدولارات على هذه الشركات، ولم تصل للنتيجة المطلوبة لتحسين صورتها، لذلك أرى أن تحسين الصورة يأتى عن طريق مباشر مثل الدبلوماسية المصرية الممثلة فى شخص وزير الخارجية والسفير المصرى فى واشنطن، وكذلك عن طريق وسائل الإعلام المصرية الموجهة للخارج، ولابد أن تدرك الإدارة المصرية أهمية الهيئة العامة للاستعلامات فى الترويج لصورة الدولة.