الصحة العالمية ترصد مأساة 6 أشخاص بعد 6 سنوات على الثورة السورية

كتب: محمد منصور الخميس 06-04-2017 19:12

نشرت منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني تسلسلاً زمنيًا معبرًا عن الأزمة السورية التى اندلعت قبل نحو 6 سنوات.

وشمل التسلسل الزمنى تتبعًا لأخبار 6 أشخاص، عاصروا الاقتتال في سوريا منذ بدء الأزمة وحتى الآن.

وقالت المنظمة على موقعها الرسمي إن الأزمة السورية المستمرة منذ سنوات ست ألحقت خسائر هائلة أضرت بصحة الشعب السوري وجودة الخدمات الصحية المقدمة له، والتى تشمل توافر العلاجات واللوازم الطبية ورعاية الإصابات ورعاية الحالة النفسية وتطعيم الأطفال ضد الأمراض الفتاكة.

وعرضت منظمة الصحة العالمية 6 قصص مختلفة لأشخاص عاشوا في سوريا أثناء اندلاع الأزمة، منهم الطفل جوزيف البالغ عمره 6 سنوات والمصاب بسرطان الدم، والذى فرّ منذ تسعة أشهر هو وأسرته من درعا للبقاء مع عمه في دمشق، وبسبب النقص في أدوية علاج السرطان، فإن جوزيف غير قادر على مواصلة علاجه، وقال أبوه «لا أريد أن يموت طفلي. نحن لم نكن قادرين على تأمين الدواء له لمدة ثلاثة أشهر حتى الآن» مضيفًا «أريد له أن يعيش لمدة طويلة، فعمره ست سنوات فقط... ولكنه قوي ومدافع حقيقي عن حياته».

وقالت المنظمة تعليقًا على حالة الطفل إن الأزمات والمواجهات المندلعة في سوريا دفعت مصانع الأدوية للتوقف عن العمل، الأمر الذى أدى لتقلص إنتاجها لنحو 90 %، وهو ما رحم أكثر من نصف السكان من الحصول على الأدوية والعلاج الطبي.

وتتبعت المنظمة مأساة طفل أخر يُدعى «خالد» ويبلغ عمره 8 سنوات. في عام 2013، وبينما كان يمشي في الشارع، وقع انفجار شديد دمر المباني المحيطة به وحاصره تحت الأنقاض، وحين عثر المارة على خالد، ونقلوه مع عشرات المدنيين الآخرين المصابين إلى أقرب مستشفى عامل.

بسبب الإصابة فقد خالد إحدى ساقيه وجزء من منطقة الحوض، لكن ولحسن الحظ، كان هناك جراح في المستشفى استطاع التحكم في النزيف وأجرى لخالد عملية جراحية طارئة. وفي الوقت الذي حصل فيه خالد على الرعاية المنقذة للحياة، فإن الحظ لم يحالف الآخرين في الحصول عليها منهم طفلة تُدعى هالة كانت تبلغ من العمر وقتها 4 سنوات أدخلت إلى المستشفى في حالة حرجة، ولم يتمكن العاملون في المستشفى من إنقاذ حياتها، وبعد أقل من 24 ساعة توفيت جراء إصابتها.

وقالت المنظمة في التقرير المنشور على موقعها الالكتروني إن الآلاف من الأشخاص يُصابون كل شهر نتيجة للقتال، مشيرة إلى أن المستشفيات غدت منهكة من الأعداد المتزايدة للمرضى المحتاجين لرعاية الجروح وتشير البلاغات إلى وجود نقص في الأدوية والمستلزمات الجراحية.

في العام 2014، أصيب الشاب «نور» الذى يُعانى من فُصام برصاصة قناص، نقل على أثر الإصابة إلى مستشفى ابن رشد بدمشق، وهو المستشفى الوحيد المتبقى في سوريا لعلاج الأمراض النفسية الحادة، ورغم تمكن «نور» من الحصول على الرعاية الطبية النفسية، إلا أن هناك عدد أكبر من السوريين الذين أصيبوا بأمراض نفسية نتيجة الصراع، ولم يتقلوا العناية اللازمة بسبب نقص أعداد المتخصصين في الصحة النفسية.

وقالت المنظمة إنه وبسبب النقص في أدوية أمراض القلب والكلى والسكري والسرطان، فإن المُصابون بأمراض مزمنة يزداد تعرضهم لخطر الموت بسبب المضاعفات التى يُمكن علاجها بسهولة في الظروف العادية، من اولئك المرضي الطفل «عمر» الذى يعيش في حلب ومُصاب بالسكري، وتقول المنظمة إن الطفل وأمه يتوجهون كل شهر للحصول على الأنسولين من مراكز الرعاية الطبية الأولية، ينجحون تارة ويفشلون تارة أخرى، وتشير المنظمة إن الحصول على الأدوية لم يعد سهلا في المنطقة التى مزقتها الصراعات.

في 2016، قال الدكتور «حاتم أبو يزن» المدير العام لمستشفي الأطفال في حلب إن مستشفاه تعرض للقصف، الأمر الذى أجبر الطاقم الطبي على نقل الرضع من لاحضانات إلى الطابق السفلي، والانتظار لمدة 10 دقائق كاملة حتى هدأت عملية القصف، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من نصف المستشفيات في سوريا مغلقة بالكامل أو بشكل جزئي، فيما فر ثلت العاملين في مجال الصحة من البلاد بسبب تعرضهم المستمر للاعتداءات.

الطفل سامر، الذى يبلغ من العمر 12 شهرًا، اضطرت والداته للفرار في 2017 من بلدتهم الأصلية إلى محافظة حماة، أدخل سامر إلى مركز لمعالجة سوء التغذية وشخصت حالته بالتهابات رئوية حادة وصعوبة في التنفس علاوة على سوء التغذية، وبعد 10 أيام، عولج سامر، إلا أن هناك حوالى 4.3 مليون طفل أخر عمرهم أقل من 5 سنوات ويحتاجون إلى خدمات التغذية، بما فيهم 73 شخص يُعانون من سوء التغذية الحاد.