المصري حسن عامر يتأهل إلى المرحلة النهائية في مسابقة «أمير الشعراء»

كتب: ميلاد حنا زكي الأربعاء 05-04-2017 16:35

تأهل الشاعر المصري حسن عامر الشهير بـ «ابن النيل» إلى المرحلة النهائية في مسابقة «أمير الشعراء» بأبوظبي، حيث فاز بـ47% من درجات لجنة التحكيم ويتأهل إلى المرحلة النهائية.

وشهدت ليلة الثلاثاء، استماع جمهور الشعر إلى 5 قصائد لخمسة شعراء، واستطاع أن يتقدمهم عامر بعد حصوله على أعلى درجات لجنة التحكيم، والبالغة 47 درجة من خمسين درجة، تلاه عمر عناز من العراق بـ46 درجة، ثم إباء الخطيب من سوريا بـ44 درجة، وحل رابعاً شيخنا عمر من موريتانيا بـ42 درجة، وأخيراً قيس قوقزة من الأردن بـ41 درجة. ليتأهل حسن بذلك إلى المرحلة الأخيرة من المسابقة، متخطياً محنة انتظار نتائج التصويت التي سيعيشها على مدار أسبوع كامل زملاؤه الشعراء.

وألقى الشاعر المصري قصيدته (هذه ربابتي، وهكذا أغني)، والتي حظيت إعجاب لجنة التحكيم، فقال:

من طين قريتنا

ومن أحجارها

مما أباح الليل من أسرارها

من شال سيّدة هناك فقيرة

نامت عيون النهر ملء جرارها

ولدًا أتيت معمّدًا بقصيدتي

وفمي نبيّ خارج من غارها

أشدو

فيمتدّ الربيع محبّةً

وتشبّ أرض الله عن أسوارها

وعقب د. صلاح فضل عن القصيدة، وقال: «إنها تمضي في استكناه الذات الشاعرة بلون من السلاسة العذبة والتدفق الجميل، بما فيها من صور عذبة للطين والأحجار وشال المرأة، ليصل الشاعر إلى صورة مركبة مستحيلة وجميلة تمثلت في الشطر (نامت عيون النهر ملء جرارها)، فأن يكون (النهر له عيون) فهي صورة تنبع من الجنة في ظل وجود النيل والنهر، غير أن تلك العين تنام، وتملأ جرار السيدة»، وهذا ما وجده د. صلاح غريباً لا يُفهم للوهلة الأولى، لكن في طياته يكمن الشعر. كما يرى الشاعر ذاته ولداً، لكن فمه نبي خارج لتوه من الغار، والفم هو غار النبي، حيث يخرج الشعر والوعي. وقد جاءت المشاهد في النص شهية وعذبة، تبدأ من الحب والعمل، إلى أن يندس الشاعر في الأشياء، ويشعر بالأسئلة ونارها المدهشة، ويصبح قلبه غزالة برية، مشيراً د. فضل إلى أن كل ذلك يشكل رؤية شعرية أشبه بأن تكون كونية.

وقال الدكتور علي بن تميم، أحد لجنة التحكيم : «وصف النص بأنه غنائي جميل، تنساب مفرداته بسلاسة، أما العنوان تفسيري لا تعبيري، والشطر الأول من النص يقدم الربابة، وآخر يشرح طريقة الغناء، ومع ذلك فهو لا يصادر عذوبة وجمال ورقّة النص البريء. تلك البراءة التي تنسب للريف أكثر من المدينة».

ووجد « بن تميم» أن البراءة في نص حسن مركبة، تمزج بين الشاعر والمكان بكل عناصره، وتصنع مصادر الإلهام، فالشاعر يبني يوتوبيا عذبة، ويجسد للحظة جميلة منبثقة من لحظة غنائية تامة (وتشب أرض الله عن أسوارها)، إلى جانب المزج الجميل بين رمزية الدلالات المسيحية والإسلامية.

في حين أشار د. عبدالملك مرتاض إلى أن العنوان أقرب إلى كونه تقريرياً، وربما كان على الشاعر الاكتفاء بعبارة (هذه ربابتي). والقصيدة – كما رآها - بدأت بسيطة تكاد شعريتها تختبئ، لكن كلما تقدم بها المسار كانت تتقدم حتى البيت الخامس، فجاءت متقاربة المستويات، وقد انتقيت برفعة من العناية، وكان نسج ألفاظها بمثابة اللؤلؤ قبل نظمه في قلادة، وبالتالي فإن انتثارها وانتظامها سواء. ووجد د. مرتاض أربعة عناصر في البيت (في كحل كل صبية أغفو/ وفي ليل الحنين/ أذوب تحت جدارها)، وهي كحل الصبية، الغفو، ليل الحنين، الذوبان، وكل تلك الصور الشعرية حِسَان، ثم هنأه بشعريته العارمة.