أنهت بعثة فرنسية أثرية تابعة للمركز الفرنسي للدراسات السكندرية، برئاسة الدكتورة ميري دومينيك، أعمال مشروع الترميم والتطوير لحواصل طابية النحاسين الواقعة بمنطقة باب شرقي خلف إستاد الإسكندرية اليوم الأربعاء، وذلك لأول مرة منذ إنشائها منذ 170 عاماً تمهيداً لافتتاحها للزيارة أمام الجمهور.
وقال مصدر أثرى بمنطقة آثار الإسكندرية بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن البعثة بدأت مشروع الترميم الذي وافقت عليه اللجنة الدائمة للآثار «أعلى سلطة في وزارة الآثار»، قبل 6 شهور، وانتهت منه أمس بترميم الحاصلين رقمي 4 و5 خاصة، وأنه تم ترميم الحواصل الثلاثة الباقية وهي 1 و2 و3 من قبل نفس البعثة في عام 2008، وعلى نفقتها الخاصة أيضاً، مشيراً إلى أن مشروع الترميم شمل تجديد الأرضيات المتهالكة منذ فترة بسبب عوامل الرطوبة والطقس غير المستقر في الإسكندرية، وكذا الأسقف والجدران، تمهيداً لمراحل مقبلة تستتبع الترميم، وهى بناء سور خارجي لحمايتها من التعديات والإهمال والقيام بأعمال صيانة دورية للحواصل.
وأوضح المصدر في تصريحات صحفية، أنه نظراً لأن الترميم مكلف جداً فتم الموافقة على ترميمها على نفقة البعثة الفرنسية لافتاً إلى أن مشروع الترميم للحاصلين 4و5 يعد لأول مرة منذ إنشائها في عهد محمد على باشا، وذلك تمهيداً لافتتاحها رسمياً للزيارة أمام الجمهور.
وكان وفد من منطقة آثار الإسكندرية برئاسة مصطفى رشدي مدير عام منطقة آثار الإسكندرية وغرب الدلتا، ومحمد متولي مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في الإسكندرية والساحل الشمالي، قاما بتفقد الطابية بعد الانتهاء من أعمال الترميم وقاما بتكريم أفراد البعثة على جهودهم في إنهاء الترميم في وقت قياسي.
وقال الأثري أحمد عبدالفتاح عضو اللجنة الدائمة للآثار والخبير الأثري، أن طابية النحاسين أنشأها محمد على باشا وكان يستخدمها في صنع الأواني النحاسية وأدوات الحرب النحاسية، ومن ثم أطلق عليها طابية النحاسين، وكانت تسمى أيضاً بطابية «قبور اليهود»، حيث عهد محمد على إلى المهندس الفرنسي جاليس بك Galice لترميم الحصون القديمة وبناء حصون جديدة إلى أن بلغت في عهده 25 طابية.