«الأقصر وأسوان»: الأجانب غياب.. والسياحة الداخلية تدفع بـ «المصرى»

كتب: وفاء بكري, ريهام العراقي, مصطفى السيد الإثنين 03-04-2017 21:53

ظل الصعيد ممثلا فى الأقصر وأسوان، هو الوجهة الرئيسية للسياحة على مستوى العالم، حتى تأثرت وأصبحت تعتمد بشكل كبير على السياحة الداخلية التى تدفع مقابل خدماتها بالجنيه، والتى مثلت اليوم نحو 70 % من الحجز فى الفنادق بالمدينتين، فى ظل انعقاد مؤتمر الشباب فى أسوان، بينما تمثل نسبة السياحة الأجنبية 30 %، فى موسم كان يشهد نسبة تصل إلى 110 % حتى عام 2010، ما أثر على مصدر العملات الأجنبية وتحديدا الدولار.

وأكد خيرى عبدالهادى، رئيس غرفة شركات السياحة بأسوان، أن السياحة تأثرت بشكل كبير جداً بسبب الأحداث التى مرت بها مصر منذ ثورة 25 يناير، وحتى الآن، وهو الأمر الذى وصل بحال السياحة فى المحافظة إلى انخفاض نسبة اشغالات الفنادق من 100% إلى 20% وأحيانا أقل، إلى جانب زيادة نسبة البطالة بين مواطنيها، واختفاء عدد كبير من المهن العاملة فى السياحة، ما تسبب فى نقص شديد فى مصادر دخل الدولار فى مصر.

وقال «عبدالهادى» إنه قبل ثورة يناير، كان عدد السياحة الوافدة 14 مليون سائح، بدخل 15 مليار دولار، وفقاً لآخر الإحصائيات، وبالتأكيد فإن السياحة تعد قطاعا حيويا، ومصدرا مهما للعملة الصعبة.

وأضاف: «موسم السياحة فى أسوان كان يبدأ فى أوائل سبتمبر وحتى آخر إبريل، لكنها تأثرت بظروف الثورة، وعدم الاستقرار، ومناوشات قبائل وعائلات أسوان، والأحداث الواقعة فى الدول المجاورة مثل ليبيا والعراق»، مشيراً إلى أن السياحة الداخلية هى الوحيدة التى تعتمد عليها المناطق والمدن السياحية فى مصر الآن، والتى تغطى فقط أعمال التشغيل وتكاليف بعض العمال فى الفنادق والمراكب، ولكن نسبتها لا تقارن بالأجنبية، من حيث العدد أو الدخل، ما بين العملة المصرية والأجنبية.

وعن العاملين فى قطاع السياحة بأسوان، قال إن 80% من أهالى المحافظة يعملون فى قطاع السياحة، وكانت لديهم الخبرة الكافية، ولكن بسبب الحالة التى وصلت إليها من تدهور تسببت فى هجرة هذه العمالة للعمل فى مجالات أخرى مثل المصانع والشركات كأفراد أمن حتى يتمكنوا من تغطية متطلبات أسرهم، خاصة أن نسبة البطالة وصلت إلى 70% بين أهل أسوان، وأصبح الشباب يجلسون على المقاهى لا يجدون عملا.

وأكد أن عددا كبيرا من البازارات السياحية تم إغلاقه، لعدم وجود حركة بيع وشراء، وبعضها قام بتغيير النشاط إلى البقالة بسبب تدهور السياحة، وارتفاع سعر المنتجات التى كانوا يعملون بها، بعد ارتفاع سعر الدولار، وتعويم الجنيه، ما تسبب فى رفع أسعار كافة المنتجات السياحية، وزيادة أسعار الفنادق والمراكب وكل ما يرتبط بالسياحة.

وأشار إلى أن حال البازارات انتقلت أيضا إلى الفنادق التى أغلقت أبوابها للحفاظ على ممتلكاتها من التلف بسبب السياحة الداخلية، والمراكب التى توقفت عن العمل لعدم وجود مستخدمين لها، موضحاً أن هناك تنسيقا كاملا بين وزارة الشباب والرياضة وغرفة السياحة والمحافظة، لتنظيم رحلات للشباب لتنشيط حركة السياحة بها.

وعن سبل جذب السياحة التى تقبل عليها المحافظة، أعلن أن هناك أفكارا بتنظيم مهرجان رياضى عالمى مشابه لمسابقة التجديف الدولى، ودعوة كافة دول العالم للمشاركة، إضافة إلى تنظيم مسابقة صيد ببحيرة ناصر التى بها ثروات كبيرة لم تستغل بعد.

وقال إن البنية التحتية فى المحافظة وصلت إلى حالة سيئة بسبب إهمالها، وتحتاج إلى إعادة هيكلة، مثل الشوارع ونظافتها، ومحطة قطار أسوان، التى لم يبدأ العمل على ترميمها إلا بعد تعليمات من الرئيس عبدالفتاح السيسى.