واصلت نيابة مركز بلقاس برئاسة أحمد شوقي، مدير النيابة، التحقيق، اليوم، في اتهام أحد الشباب لتاجر عملة بخطفه وتعذيبه باستخدام الكرباج والفحم المشتعل لإجباره على الاعتراف بسرقة مبلغ 3 ملايين دولار من فيلته بجمصة.
وترجع وقائع القضية إلى تلقي اللواء أيمن الملاح، مدير أمن الدقهلية، إخطارا من اللواء مجدي القمري، مدير المباحث، بورود بلاغ لمركز شرطة بلقاس من أسرة الشاب «محمد. ج. ا»، 30 سنة، من مدينة بلقاس تتهم فيه «ي. ال»، رجل أعمال وتاجر عملة وآخرين بخطف نجلهم محمد وتعذيبه وإحداث إصابته، وتم نقله إلى مستشفى بلقاس العام للعلاج.
انتقل الرائد أحمد توفيق، رئيس مباحث مركز بلقاس، وضباط المباحث للمستشفى واستمعوا لأقوال المجني عليه.
وقال المجنى عليه: «خطفوني من على الطريق الدولي في سيارة مرسيدس ونقولني لمكان مجهول وعذبوني على مدار 3 أيام بالضرب بالكرباج ووضعوا الفحم في جيوبي وعلى رجلي لإجباري على الاعتراف بسرقة 3 ملايين دولار من فيلة تاجر العملة بجمصة، وبعدما تأكدوا عدم ارتكابي الواقعة وعثروا على السارقين الحقيقيين أطلقوا سراحي».
ويروى ما حدث معه قائلا: «بدأت حكايتي مع تلقي اتصال من شخص أعرفه من مدينة جمصة وقال لى: قابلني على الطريق الدولي عند كوبري عمار، أنا جاي أتغدى عندك، فذهبت لاستقباله بتوك توك، فوجدت في انتظاري سيارتين، أخذوني وكتفوني، وألقوني داخل سيارة مرسيدس، وأخفوا نظرى ونقلونى لمكان مجهول».
وأضاف: «وصلوا بي إلى مكان على بعد ساعة من بلقاس تقريبا وهناك علقوني من ذراعي لمدة 3 ساعات في حجرة وإيدي وراء ظهري ووضعوا الفحم المشتعل في جيوبي وأسفل رجلي وضربوني بالكرباج والخرطوم والجنازير وضربونى بأرجلهم حتى كسروا أسنانى ولازالت آثار الجنزير في يدي وقالوا لى انطق الشهادة وإما تعترف بمكان الفلوس اللي سرقتها أو مش هتشوف أهلك تاني».
وتابع: «أحضروا لي 4 أشخاص وغموني قبل أن يدخلوا عليا وريحتهم كانت حلوة وكأنهم ناس كبيرة ومحترمة وكان تعذيبهم مختلف حيث كانوا يأتون لمدة ساعة فقط يوميا ويرشوا مادة في فمي ويغمي عليا ويتم إفاقتي بالكي بالنار أو الضرب بالطوب في رأسي ويضغطوا بأرجلهم على مكان الحروق حتى تنفجر وتخرج منها المياه فأصرخ من شدة الألم، ولما أطلب منهم أشرب يأتوا لي بمياه مالحة، ويسقوني منها ومنعوا عني الأكل، وكان أحدهم يأتي لي بمياه من ورائهم، وطول ما في حد منهم صاحي يعذبوا فيا، واستمر هذا التعذيب لمدة ثلاثة أيام، وعندما لم يجدوا نتيجة من تعذيبي وأكدت لهم أكثر من مرة أنى برىء من التهم، نقلني خفير اسمه سعد لحجرة مجاورة ووجدته ينصحني ويقول لي: يابني اتكلم، يابني فين الفلوس، الدم الموجود على الحوائط دم الناس إللي قبلك، وانت ممكن تموت في أي لحظة، وبعدها بساعتين قال لي احنا اتأكدنا إنك اتظلمت ولم تسرق الفلوس».
واستطرد قائلا «أنا كنت أعمل في جمصة، وتركت العمل هناك وعدت لبلقاس وكانت تعمل معي سيدة، اعترف زوجها بالاشتراك في سرقة مبلغ 3 ملايين دولار، ولما أنا اختفيت من جمصة افتكروا إني شريك معاه فأخذوني وعذبوني وبعدها توصلوا إلى أن حارس الفيلا في جمصة هو من كان وراء السرقة، وعرفوا من شارك في سرقة فلوسهم وتركوني بعدما أذاقوني عذابا بشعا وكأن شيئا لم يحدث».
وقال محمد الشحات، 32 سنة، ابن عم المجني عليه «بعد اختفاء محمد ذهبنا لمركز بلقاس لعمل محضر ولكنهم قالوا انتظروا مرور 48 ساعة لكي نحرر محضر اختفاء، وبحثنا عنه في كل مكان وعرفنا أن التوك توك الذي يقوده موجود في جمصة، وفوجئنا بعد ثلاثة أيام باتصال هاتفي من (ي. ال)، تاجر عملة معروف، وقال لنا (محمد عندي تعال خده امسك نفسك لما تشوفه، وفوجئت أن محمد متبهدل ومولعين فيه)».
وأضاف «قابلت تاجر العملات وقال لي أنا اتسرق مني 3 ملايين دولار، تركتها في الفيلا والحارس يعلم بوجود المبلغ ولو أبغلت الشرطة كانوا عملوا لي قضية أموال عامة وفكرت أجيب فلوسي بمعرفتي وابن عمك اتاخد بالغلط واحنا عثرنا على 1.5 مليون دولار مع الغفير، والباقي أخدهم من ساعدوه ومحمد ابن عمك كان أحد المتهمين لأنه كان يعمل في كافتيريا في جمصة واختفي لكن عرفنا أنه برىء وعلشان كده تركناه».
وتابع: «طلب منى نسيان الموضوع وقال الحمد لله إن محمد لسه عايش، إلا أنني بعد أن أخدت ابن عمي وكانت حالته صعبة جدا ذهبنا لتحرير محضر في قسم جمصة فطلبوا منا أن نذهب إلى مركز بلقاس».
وقال عبدالله المغازي، محامي المجني عليه، «تحرر المحضر رقم 6810 لسنة 2017، وأكدت تحريات المباحث صحة الواقعة، والقضية فيها 5 متهمين حتى الآن وتم القبض على ثلاثة فقط».
وأشار إلى أن المجني عليه تم عرضه على الطب الشرعي، وتم عمل تقرير طبي مبدئي يؤكد إصابة المجني عليه بكدمات وجروح وحروق .