«ويكيليكس»: «أبوالغيط» يعتبر «الإخوان» تحدياً لاستقرار مصر.. وأسلوبه كان «تمثيلياً»

كتب: غادة حمدي الجمعة 16-09-2011 20:21

 ذكرت برقية سرية بعثت بها السفيرة الأمريكية السابقة لدى القاهرة «مارجريت سكوبى» إلى بلادها فى أغسطس 2009، أن أحمد أبوالغيظ، وزير الخارجية الأسبق، استبق زيارة حسنى مبارك، الرئيس السابق، إلى الولايات المتحدة فى منتصف الشهر ذاته بقوله إن الهدف الرئيسى من تلك الزيارة هو بناء «علاقات» بين الرئيسين، والتأكيد على العلاقة «الاستراتيجية» مع الولايات المتحدة، ومواصلة مناقشة القضايا الإقليمية الرئيسية. واعتبر «أبوالغيظ» - بحسب الوثيقة - أن جماعة «الإخوان المسلمين» لاتزال تمثل «تحدياً» للاستقرار فى مصر، فيما قالت السفيرة السابقة فى البرقية إنها أشارت خلال لقائها بـ«أبوالغيط» إلى أهمية سرعة تحرك الحكومة المصرية بشأن قضايا رئيسية فى مجال حقوق الإنسان. وأوضحت أن «أبوالغيط» وافق على أن الخطوات المقبلة للحوار الاستراتيجى ستتضمن متابعة قضايا حقوق الإنسان متعددة الأطراف، والقضايا النووية على مستوى كبار الخبراء.


وأوردت البرقية تفاصيل لقاء «أبوالغيط - سكوبى». وأوضحت أن وزير الخارجية المصرى الأسبق أبلغ «سكوبى» بأن هدف «مبارك» من زيارته المرتقبة إلى واشنطن هو بناء «علاقات» مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما. وأشار إلى أن اجتماع الرئيسين فى القاهرة خلال يونيو من العام ذاته جاء فى وقت كان فيه «مبارك» شارد الذهن وحزيناً بعد الوفاة المفاجئة لحفيده. واستعرض «أبوالغيط» - وفق الوثيقة - مراحل التقارب والاختلاف فى العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر على مر السنين، لكنه أشار إلى أن العلاقة فى نهاية الأمر «استراتيجية»، وأنها أصبحت الآن فى وضع يمكن تقويته.


وندد «أبوالغيط» بما وصفه بـ«الموجة الحديثة من التوبيخ الذى لا ينتهى والنزاعات العلنية»، وزعم أن ذلك ينبع من عدم الفهم الصحيح لظروف مصر. وأضاف: «إننا نواجه الكثير من المخاطر والتحديات، التى تهدد الاستقرار والتقدم». ونقلت البرقية عن «أبوالغيط» قوله إن «الإخوان» مثال رئيسى لتلك التحديات. وتابع قائلاً: «انظروا ما فعلوه فى غزة، وإجبارهم النساء على ارتداء الحجاب». وذكرت البرقية أن «أبوالغيط» أشار بأسلوب تمثيلى إلى نائب مساعد الوزير لشؤون أمريكا الشمالية أمين مليكة، وتساءل: هل سيتم إجباره على الهجرة؟ هل ستضطر زوجتى وبناتى لارتداء الحجاب؟ وأضاف أنه يجب على الحكومة المصرية وقف أولئك الذين يقومون بهذا «التحريض».


وذكرت «سكوبى» أنها اعترفت بمواجهة مصر العديد من التحديات، لكنها شددت على أن ملف حقوق الإنسان سيظل عنصراً حاسماً فى الحوار بين الولايات المتحدة ومصر، وأنه سيكون مدرجاً بلاشك على جدول الأعمال فى «واشنطن». وحثت السفيرة السابقة على اتخاذ إجراءات سريعة فى عدد من القضايا فى مصر. ولفتت إلى بطاقات الهوية بالنسبة للبهائيين، والعفو أو الإفراج عن عدد من الأشخاص المحتجزين فى قضايا تتعلق بحرية التعبير. وعلى نطاق أوسع، أشارت «سكوبى» إلى أهمية العمل على إنهاء حالة الطوارئ عن طريق تمرير قانون شامل لمكافحة الإرهاب فى الدورة التشريعية التالية، فيما وعد أبوالغيط بـ«المساعدة» فى تحقيق هذه الأهداف.


وأشارت «سكوبى» إلى أن الولايات المتحدة ومصر اتفقتا، خلال محادثات الحوار الاستراتيجى فى يونيو، على متابعة المشاورات حول قضايا حقوق الإنسان متعددة الأطراف والقضايا النووية على مستوى الخبراء. واقترحت أن تبدأ المناقشات فى وقت قريب. وذكرت البرقية أن «أبوالغيط» اتفق على أنه سيكون هناك فرص للقيام بذلك خلال الأسابيع المقبلة.


وأوردت «سكوبى» تعليقاً فى نهاية البرقية قالت فيه إن «لغة (أبوالغيط) البلاغية وتوسلاته الماكرة، فيما يخص حديثه عن (الإخوان)، وتصويرهم كتحد لاستقرار مصر، تعكس الإجراءات الصارمة التى تتخذها الحكومة المصرية لتقييد نشاط الجماعة مع اقتراب موعد الانتخابات». واعتبرت أن حديث «أبوالغيط» جاء للحد من التوقعات بأن مصر ستتخذ إجراءات مهمة على صعيد الإصلاح السياسى على المدى القريب.