شيع المئات من أهالى مدينة المنصورة، بالدقهلية، مساء الأحد، جثمان محمد العوضى محمد العوضى حسن «24 سنة» الشاب الذى لقى مصرعه فى الأردن على أيدى 6 أردنيين أطلقوا عليه الرصاص، ومزقوا جسده بالسيوف بشارع حى الجامعة، وأصابوا اثنين من زملائه.واحتشد الأهالى بمسجد العيسوى فى انتظار وصول الجثمان لأكثر من 6 ساعات، ووصلت سيارة الإسعاف التى تحمل الجثمان، واكتست النساء بالملابس السوداء، ووقفن فى حالة بكاء هستيرى وتعالت الصرخات بمجرد وصول الجثمان، وسقطت إحدى شقيقات الضحية مغشياً عليها بمجرد إخراج الجثمان من الإسعافلصلاة الجنازة عليه داخل المسجد، وانخرط والد الضحية فى حالة بكاء هستيرى أثناء أداء صلاة الجنازة على نجله الوحيد.
قال العوضى محمد «45 سنة»، والد الضحية، ويعمل سائقاً بمديرية الزراعة بالمنصورة «أنا وزوجتى موظفين بسطاء وتكاليف الحياة صعبة وعندى 3 بنات «أسماء 24 سنة ودينا 20 سنة وإيمان 18 سنة» وسافر ابنى إلى الأردن ليساعدنى فى زواج أخواته البنات منذ 3 سنوات، وكان يعمل فى كافيتيريا، ومنذ سافر لم أره، وكل ما يربطنا به هو الاتصالات المستمرة، وكان يرسل لنا أموالاً لمساعدتنا، وقبل الحادث بشهر قال إنه قرر أن يعود ليتزوج ويستقر فى المنصورة، وكنا فرحين بذلك جداً.
وأضاف باكياً: «منهم لله حرمونا منه ففى يوم الحادث بعد انتهاء عمله خرج مع زملائه فى العمل محمود محمد عبدالله من الشرقية وآخر يدعى (وليد) من المنيا لشراء بعض الأشياء كهدايا يعود بها لنا، لكنهم فوجئوا بستة أردنيين كانوا من زبائن الكافيتيريا يستفزونهم بكلمات جارحة، فاعترضوا على تصرفاتهم، فزاد الأردنيون من السباب والشتائم، ثم أخرجوا طبنجة، وأطلقوا عليهم الرصاص فى الشارع الرئيسى بحى الجامعة، فأصابوا ابنى فى قدميه، والثانى فى ظهره وذراعه، والثالث فى رأسه وقدمه، ثم أمسكوا بابنى وانهالوا عليه ضرباً بالسيوف، وألقوا بجثته فى الشارع بعد أن مزقوه، ولم يتركوا مكاناً إلا وطعنوه فيه، وفروا هاربين وتمكنت السلطات الأردنية من القبض على الجناة، وهم الآن فى السجن وكل ذلك عرفته من زملاء ابنى». وبكت منى محمد شوقى «45 سنة والدة الضحية» وهى تقول: «كنت أنتظره عريساً فعاد لى فى تابوت يوم عيد ميلاده، ودى صدمة كبيرة فى حياتى ودمه هيفضل نار فى قلبى طول العمر».
وطالب أحمد عبدالسلام، 43 سنة، موظف، أحد أقارب الضحية، السفارة المصرية فى الأردن بالتحرك سريعاً، للحفاظ على حقوق الضحية، وقال: «كل ما نتمناه حاليا هو الاطمئنان على صحة زميليه المصابين، لأنهما فى خطر هناك، ونخشى عليهما من أسر المتهمين، لأن المصابين هما شهود تلك القضية وهما الآن بين أيدى السلطات الأردنية، وأخشى أن يضيع دم ابننا هدراً».