عبر المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات لقوى المعارضة السورية منذر ماخوس، اليوم الجمعة، عن رفضه الموقف الأمريكي الجديد تجاه الأزمة السورية، خصوصا بعدما قالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، أن مسألة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة لم تعد أولوية لدى بلادها.
ونقلت قناة «الحرة» الأمريكية، اليوم الجمعة، عن ماخوس قوله «إن المعارضة لا يمكن أن تقبل بأي دور للأسد في أي مرحلة من المراحل المقبلة».
من جانبها، انتقدت عضو الهيئة فرح الأتاسي ما وصفته بالرسائل المتناقضة لوزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض بشأن دور الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، مشددة على ضرورة أن تقوم واشنطن بدور أكبر في هذا الملف.
وفي سياق آخر، أعلن رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات الدكتور نصر الحريري- في مؤتمر صحفي اليوم- أن المعارضة لا تريد أن تستمر فقط في التفاوض مع الأمم المتحدة، لكنها تبحث عن شريك حقيقي يفكر في مصلحة الشعب السوري، وأنها لم تجد حتى الآن سوى نظام يقصف ويقتل المدنيين من أجل تقويض أية فرصة لإقرار حل سياسي للأزمة.
وأوضح «الحريري» أن المفاوضات لم تنجح كثيرا حتى الآن، لكن يمكن القول أن هناك بعض النجاح النسبي، مشيرا إلى أن وفد النظام السوري يرفض النقاش حول أي موضوع ماعدا محاربة الإرهاب.
وقال «الحريري» إن رسالة وفد الهيئة العليا للمجتمع الدولي هي أنه لا تنازل عن سوريا المستقبل كدولة تعددية ديمقراطية خالية من الطغيان والإرهاب، وأن المعارضة لن تتردد في التزامها بالانتقال السياسي الحقيقي الذي يضمن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، موضحا أن موقف وفد الهيئة واضح وثابت في أن إخراج إيران والميلشييات التي تعمل معها وإخراج كل القوات الأجنبية هو شرط أساسي لتحقيق الانتقال السياسي في سوريا ولمواجهة الإرهاب وإعادة الاستقرار.
وقال «الحريري» إن البنود الإنسانية في قرار مجلس الأمن 2254 غير قابلة للتفاوض، وعلى المجتمع الدولي الضغط لتنفيذها حتى لا تكون أداة في يد من يريد تعطيل العملية السياسية، وأنه من إلهام البدء من الآن في تحقيق العدالة الانتقالية لأنه لا سلام بدون عدالة.
وردا على سؤال حول التصريحات الأمريكية الأخيرة بأن إزاحة بشار الأسد لم تعد أولوية أمريكية، قال «الحريري» إن هذه التصريحات صدرت عن نفس الشخص الذي صرح من قبل بأن الأسد مجرم حرب تتوجب محاكمته، مشيرا إلى أن وفد الهيئة العليا للمعارضة يتعرف على الموقف الأمريكي من خلال القنوات الرسمية، وأنه يعرف بأنه لا تغير جذري في المواقف الأمريكية.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية تتجه الآن لمحاربة الإرهاب وتقليل نفوذ إيران في المنطقة، موضحا أن الهيئة العليا تحاول إقناعهم بأن الانتقال السياسي وإزاحة الأسد هو أقرب الطرق لحرب فاعلة لإنهاء الإرهاب في سوريا والمنطقة.
وفيما يتعلق بتمديد ولاية المبعوث الأممي دى ميستورا التي تنتهي اليوم، قال رئيس وفد الهيئة العليا للمعارضة السورية إن الوفد ليس هو من يقرر ولاية دى ميستورا لأن القرار مرتبط بالأمم المتحدة وأمينها العام.