دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، القادة والزعماء العرب لتوحيد المواقف، مشددا على خطر الإرهاب على عالمنا العربي.
ووجه السيسي في كلمته بالقمة العربية الـ 28 أمام الزعماء العرب، اليوم الأربعاء، الشكر والتقدير للملك عبدالله الثاني العاهل الأردني على حفاوة الاستقبال وما لمسناه من جهد لنجاح القمة، مؤكدا دعم مصر للعاهل الأردني خلال فترة رئاسته للقمة العربية، كما أن حكمته ستدعم أواصر العلاقة بين البلدين.
وقال السيسي، إن القمة العربية تنعقد اليوم في ظل تحديات تواجه المنطقة وتستهدف وحدة وسلامة الأراضي العربية وتهدد مصالح شعوبها ومصالحها العليا وتتطلع أنظار الشعوب العربية لموقف قوي للوقوف بحسم في مواجهة الأخطار التي طرأت على منطقتنا الفترة الماضية.
وأضاف الرئيس أن المنطقة العربية تُعاني من تمزقات عدة، وعلينا أن نتصدى للتحديات ونواجهها برؤية واضحة وإصرار كامل لحماية مستقبلنا القومي، متابعا: «على مدار السنوات الماضية التحديات الجديدة عصفت بوطننا العربي، فضاع الاستقرار عندما ضعفت المؤسسات الوطنية، وانتشار الترويع للأمنين وحلت الصراعات الطائفية والمذهبية وتزايدت التدخلات الخارجية في الدول، واستغل الإرهاب الآثم الفرصة».
وواصل الرئيس: «تزايد الإرهاب هدد حياة الملايين في وطننا العربي والعالم وأصبح يمثل ظاهرة عالمية وأصبحت العلاقت بين الإرهاب وتهديد الدولة الوطنية يتحتم علينا العمل على مسارين متوازين محاربة الإرهاب في الوقت الذي نبذل فيه أقصى الجهد لتسوية الأزمات في المنطقة لتمكين مؤسسات الدولة الوطنية لتقوم بمهامها المنوطة بها».
وأضاف: «لا يخفى عليكم مواجهة الإرهاب ليست أمر هين هو كالمرض الخبيث يتغلغل في الدول، ومواجهته يجب أن تكون شاملة تبدأ من الحسم العسكري وتحسين الظروف التنموية والمعيشية بشكل عاجل وفعال والتصدي للفكر المتطرف من خلال تطوير التعليم ومؤسساتنا الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف»، معربا عن أسفه لاستغلال بعض القوى الخارجية الظروف غير المسبوقة التي تمر بها منطقتنا لتعزيز نفوذها وبسط سيطرتها للتدخل في الدول العربية سواء سياسا أو عسكريا أو أمنيا ولا يعنيها تفكك مؤسسات تلك الدول.
ودعا الرئيس الدول العربية لاتخاذ موقف واضح وحاسم إزاء هذه التدخلات لنقول لن نسمح لأي قوة كانت بالتدخل في شؤوننا، أو فرض مناطق نفوذ داخل الدول العربية.
وعن الأزمة السورية، قال السيسي، الحالة الأكثر وضوحا هي المأساة المتواصلة التي يعيشها الشعب السوري الشقيق والمعاناة الإنسانية الهائلة التي يعيش فيها وهو يواجه تطلعات مشروعة نحو الحرية والعدل في الوقت الذي ينتشر فيه الإرهاب في روبع الدولة التي تشهد تدخلا غير مسبوقا، فالأسابيع الماضية شهدت تطورا إيجابيا تمثلت في استمرار الاتفاقيات في جنيف، وأؤكد الحل السياسي للأزمة السورية هو السبيل القائم لتحقيق طموحات الشعب السوري والحفاظ على مؤسساتها الوطنية والقضاء على خطر الإرهاب وتوفير الظروف المواتية، وساهمت مصر ولا تزال في مختلف الجهود الوطنية لحل الأزمة الوطنية وستظل مصر متمسكة بالحل السياسي التفاوضي ودعم مسار الأمم المتحدة في جنيف.
وعن موقف مصر من ليبيا، قال الرئيس السيسي، إن مصر لن تدخر جهدا في التوصل لحل ليبي توافقي وستسمر في التعاون مع دول جوار ليبيا للدفع قدما بمسار التسوية السياسية دون تدخل خارجي حتى يتمكن الشعب الليبي الشقيق من حل الأزمة، ويحفظ وحدة الأراضي الليبية ويصون مقدراتها.
وأضاف: «مساعي الإرهاب لتفكيك الدول العربية امتد لليمن الشقيق وتجدد مصر التزامها بدعم اليمن ومؤسساته الشرعية، وضمان حرية الملاحة بمضيق باب المندب، وأهمية التعجيل باستئناف المفاوضات للتوصل لحل سياسي، ومن جهة أخرى العراق يواجه الإرهاب وقوى الظلام وندعم بالكامل العراق في حربه ضد التطرف، وقطع أشواطا كبيرة نحو استعادة السلطة الوطنية.
وترى مصر أن معركة العراق ضد داعش هي معركتنا جميعا نحارب فيها لأجل مستقبل أولادنا، وعلى قدر النجاح فإن الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية ضرورية لاستعادة الدولة الوطنية، وستدعم مصر كل جهد وترحب بكل خطوة لاستعادة العلاقات الطبيعية بين العراق وأشقائها العرب.
وعن القضية الفلسطينية، قال الرئيس إن القضية الفلسطينية تظل قضية العرب المركزية، في قلب وعقل كل عربي ومن دواعي الأسف أن تستمر عصية على الحل ومع استمرار الوضع الذي نرفضه جميعا تتصاعد حدة الأزمات التي تعاني منه الوطن العربي.
نسعى للتوصل لحل عادل ومنصف وفق الأسس المتفق عليها، وتجدد مصر التزامها الكامل للتوصل لحل للقضية لإرساء السلام في تلك البقعة الغالية انطلاقا من مبادرة السلام.
وأكد السيسي أن العمل العربي المشترك أساس الحل للقضايا والأزمات التي تمر بها المنطقة، وسعينا خلال العام الماضي باعتبارنا الممثل العربي بمجلس الأمن لتنسيق المواقف وتسليط الصوء على القضايا التي تهم المنطقة، واستعادة الجسد العربي لعافيته أصثبح حتميا لمواجهة المخاطر التي تواجه الأمة، ولا غنى عن مؤسسات العمل العربي المشترك، وعلى رأسها جامعة الدول العربية.
وجدد الرئيس السيسي دعم مصر الكامل لجهود الأمين العام للجامعة العربية في الحفاظ على وحدة صف الدول العربية.