«مواجهة مفتوحة» بين الحكومة التونسية والشارع.. والشرطة تفرق متظاهري «قافلة التحرير»

كتب: عنتر فرحات, وكالات الإثنين 24-01-2011 15:08

دخلت الحكومة التونسية المؤقتة مواجهة مفتوحة مع الشارع التونسي الذي يطالب باستقالتها ورحيل رموز النظام السابق، مدعوماً بالعديد من الحركات السياسية، وسط دعوات من وزراء في الحكومة الحالية برئاسة محمد الغنوشي إلى «اليقظة» من المخاطر الداخلية والخارجية التي تهدد بسرقة «ثورة الياسمين» التي أطاحت بالرئيس الهارب زين العابدين بن علي، محذرين من أن إسقاط الحكومة يعني دخول البلاد في حالة الفوضى وسيطرة الجيش على الأمور.


وبدأ الآلاف من المشاركين في «قافلة التحرير»، الذين قدموا من أنحاء تونس، اعتصاماً مفتوحاً في العاصمة، وانضم إليهم المئات بالتزامن مع دعوة نقابة التعليم الابتدائي إلى تنظيم إضراب مفتوح، الاثنين، بهدف مواصلة الضغوط على الحكومة الحالية لاستقالتها ورحيل رموز النظام السابق منها، إلا أن الشرطة التونسية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وأفادت أنباء بأن المعتصمين بادروا بإلقاء الحجارة والقوارير البلاستيكية على شرطة مكافحة الشغب بعد أن أحاطوا بمقر رئاسة الوزراء في تحد لحظر التجوال الليلي وقرروا الإقامة أمام مقر الحكومة مطالبين باستقالتها، وذكر شهود عيان أن المحتجين هشموا عدداً من نوافذ مبنى وزارة المالية، كما هرع العشرات منهم نحو الموظفين الخارجين من مقر الحكومة فأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.


ويواصل المشاركون في «قافلة التحرير»، التوافد للعاصمة من ولاية سيدي بوزيد التي شهدت انطلاق شرارة الانتفاضة التي أطاحت ببن علي، وانضم إليها متظاهرون ونشطاء وحقوقيون من ولايات قفصة والقصرين والمناطق الفقيرة بغرب البلاد احتجاجاً على مشاركة وزراء من أنصار النظام المخلوع في الحكومة، ورفضاً للأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها سكان تلك المناطق.


ونام المشاركون في «قافلة الحرية»، أول ليلة تحت البرد القارس في خيام، وقال ضابط في الجيش التونسي «سنتركهم على الأرجح يمضون الليل هنا لأنهم قدموا من أماكن بعيدة ولا يمكنهم الذهاب إلى أي مكان، لكننا سنمنعهم من التحرك»، وتضامن مع المتظاهرين أهالي العاصمة وقدموا لهم الغطاء والطعام.


في السياق نفسه، يستعد قطاع التعليم الثانوي إلى الإضراب الثلاثاء، في تحد لقرار وزارة التعليم في الحكومة بمعاودة الدراسة الجامعية، بينما دعا وزير التعليم العالي والمعارض السابق أحمد إبراهيم، المدرسين الى عدم تلبية دعوة هذا «الإضراب غير المسؤول»، بينما قال الوزير المستقيل عضو الاتحاد العام للشغل، عبدالجليل البدوي، إن الاتحاد يجري اتصالاته مع الرئيس المؤقت فؤاد المبزع لإعادة تشكيل الحكومة، وليس مع الغنوشي بسبب أزمة الثقة العميقة بين الجانبين.


يأتي ذلك فيما دعا معارضون سابقون يشاركون في الحكومة الموقتة، إلى «اليقظة» للتصدي لـ«المخاطر» الداخلية والخارجية التي تهدد مكاسب «ثورة الياسمين»،وأكد أحمد إبراهيم زعيم حزب التجديد، وزير التعليم العالي،  قائلا«لقد دخلنا الحكومة لتفادي حدوث فراغ تام»، محذرا من أن إسقاط الحكومة الحالية «يعني الفوضى أو تولي الجيش» مقاليد الحكم، وأشار الوزير إلى الزعيم الليبي معمر القذافي، كخطر خارجي، وقال وجدنا أنفسنا أمام فراغ كامل، إما أن نملأه ونتحمل مهمة إنقاذ الوطن والتحول الديمقراطي وإلا البدائل المغلوطة والفوضى التامة التي سعى إليها بن علي وحلفاؤه من القذافي وغيره.


كان حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، بزعامة منصف المرزوقي، قد طالب بحل الحكومة والإبقاء فقط على الرئيس الموقت فؤاد المبزع «من أجل استمرارية الدولة».