لا تفرحوا.. الدولار فى صعود!«١-٢»

عباس الطرابيلي الأحد 26-03-2017 21:22

رغم أن الدولار - منذ أسبوعين - كان فى انخفاض فإن أسعاره الآن عادت إلى الصعود، بل سوف يزداد السعر صعوداً من الآن، وحتى شهور عديدة قادمة. وهذا ما تؤكده كل الشواهد. ورغم ذلك فكل المصريين يحلمون بالهبوط على أمل أن ينعكس ذلك على أسعار كل شىء فى مصر.. من الطين وما يخرج منه إلى ما يأكل ويلبس ويركب الناس.

ويبنى الاقتصاديون توقعاتهم بزيادة أسعار الدولار على عدة عوامل تصب كلها فى وعاء «الاستيراد».

مثلاً.. بدأت عمليات استيراد مستلزمات الناس مما سوف يأكلون فى شهر رمضان المقبل بعد شهرين. وللأسف معظم ما يأكلون يتم استيراده. ليس فقط فى اللحوم والدواجن. وليس فقط فى الياميش وفى مقدمته قمر الدين والبندق والجوز بل السمن «بلدى.. ومهدرج وصناعى»، وزيت الطعام والسكر والقمح.. بل وصل الأمر إلى استيراد فول التدميس - والعدس، وما أدراكم ما سطوة المدمس على الناس فى رمضان! حتى «علبة الزبادى»، والله يرحم سلطانية الزبادى القديمة لأن نسبة كبيرة من الألبان المستخدمة فى صنع الزبادى مستوردة فى صورة بودرة وصولاً إلى فانوس رمضان، الذى لا يحلو شهر الصيام إلا بوجود هذا الفانوس، رغم أن السياسى الواعى منير فخرى عبدالنور منع استيراد هذا الفانوس الصينى عندما كان وزيراً للتجارة والصناعة ولا ندرى مصير هذا القرار الآن.

المهم أن مستلزمات شهر الطعام، الشهير باسم شهر رمضان، يستنزف الكثير مما يعرف باسم الدولار.. ومن بينها استيراد الثوم الصينى!!

وقبل أن ينتهى شهر الطعام هذا ندخل فى «معمعة» مستلزمات كعك العيد وتوابعه.. ثم ملابس وأحذية العيد. ولاتزال كسوة العيد تمثل عبئاً رهيباً على كل العائلات المصرية، الغنى والفقير منها.

ووسط كل هذه الاستعدادات يجىء موسم العمرة.. وتبدأ هذه الأيام بما يعرف بالعمرة الرجبية، أى شهر رجب، وبعدها عمرة نصف شعبان.. لندخل فى عمرات شهر رمضان، ويا سلام على عمرة ختمة القرآن فى النصف الثانى من هذا الشهر الفضيل.. وإذا كانت البنوك سوف تقدم للمعتمرين - وأيضاً بعدهم للحجاج - جانباً من الريالات السعودية لهؤلاء.. وهؤلاء، فإن المعتمر سوف يلجأ ليشترى من السوق ما يحتاجه أيضاً - بعدها - من دولارات.. لأن المصرى أكثر شعوب الأرض عشقاً للمشتريات. فهو إن سافر بحقيبة واحدة.. يعود بخمس حقائب على الأقل.. والمصرى إذا دخل سوقاً استبشر التجار به خيراً عميماً..