أين اختفت المرشحة الديمقراطية الخاسرة فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، هيلارى كلينتون؟ وما دورها فى الاحتجاجات المناهضة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب؟.. أسئلة حملناها إلى «أليسيا مينيان»، نائبة مدير الحملة الانتخابية السابقة للمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، فى بروكلين بنيويورك، والتى أكدت على أن المرشحة الرئاسية السابقة فى هدنة اختيارية بعد حملة انتخابية شاقة، وأن الحملة تحاول التعافى من عثرتها السابقة. ونفت مينيان، لـ«المصرى اليوم»، وقوف الديمقراطيين وراء الاحتجاجات المناهضة للرئيس الأمريكى.. وإلى الحوار:
■ كنت مسؤولة بحملة هيلارى الانتخابية.. هل تشاركين فى أنشطة أو مظاهرات ضد الرئيس؟
- بعد يوم واحد فحسب من حفل تنصيب الرئيس الجديد فى يناير الماضى، شاركت فى المسيرة النسائية فى واشنطن العاصمة، للتأكيد على أن الجميع يقف صفا واحدا ضد أى محاولة لانتقاص الحقوق المكتسبة للمرأة الأمريكية، وللتعبير أيضا عن وقوف النساء بقوة ضد أى تصريحات سابقة أو لاحقة لمسئولين فى الإدارة الجديدة تقلل أو تحتقر من النساء. ودعنى أؤكد لك كانت المسيرة رائعة ضمت الملايين لشرائح عديدة من كافة الطبقات الاجتماعية الأمريكية ومن كل الأطياف السياسية وهو ما يؤكد على وقوف الأمريكيين صفا واحدا ضد العنصرية، إنه لشىء رائع أن نرى الناس يحاولون استخدام صوتهم لإظهار مطالبهم للحكومة وهو دليل كبير على القوة الهائلة للديمقراطية.
■ وماذا عن اتهام البعض لأنصار هيلارى بالوقوف خلف التظاهرات المناهضة لترامب؟
- هذا غير صحيح بالمرة، ومحض تضليل، فالبعض يحاول إيهام الرأى العام أن المتظاهرين هم فقط من أنصار هيلارى، فقد تحدثت مع الكثير من المتظاهرين خلال المسيرة النسائية فى واشنطن، وهناك عدد لا بأس به منهم ليسوا من أنصار هيلارى كلينتون. بل كانت المفاجأة أن كثيرين منهم كانوا فى السابق من أنصار ترامب، ويشعرون الآن بالندم، ويحاولون التكفير عن ذنبهم عبر الاحتجاج ومحاولة الوقوف كحائط صد بعد ما تبين لهم خطورة السياسة التى قد ينتهجها ترامب على الأمن والسلم الدوليين.
■ أين هيلارى كلينتون الآن؟
- كانت الانتخابات الرئاسية السابقة مضنية والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية فى 2016 هى فى هدنة الآن، وذلك بعد العديد من السنوات التى قضتها هيلارى فى النضال من أجل أفكارها لصالح أمريكا والشعب الأمريكى. وليس لدى شك فى أنها تهتم لصالح الشعب الأمريكى لكنها ربما تفضل التراجع عدة خطوات قليلة للخلف لإعطاء الإدارة الأمريكية الجديدة فرصة للعمل بعيدا عن أى ضغوط يمكن أن تفهم بشكل خاطئ. ويمكن القول إنها الآن فى مرحلة إعادة بناء وتقييم ما جرى، وفى كل الأحوال يجب عليها التعافى من خسارة الانتخابات الرئاسية، ونحن نتطلع إلى عودتها للمشهد السياسى مجددا.
■ وماذا عن اتهام البعض للديمقراطيين بمحاولة عرقلة نجاح ترامب؟
- على العكس تماما، فنحن نأمل أن يفعل الرئيس الأمريكى الصواب لصالح مواطنى دولتنا. وننتظر مثل أغلب أبناء الطبقة الوسطى التى انتخبته تنفيذ وعوده بشأن خلق وظائف جديدة والعمل بشكل جيد لصالح نمو الاقتصاد الأمريكى، فهو رجل أعمال وكثيرون انتخبوه لهذا السبب وإذا حدث هذا فسيكون «السيناريو الأفضل»، وصحيح أننا نخشى أن يسير النمو الاقتصادى المنتظر جنبا إلى جنب مع تنامى التعصب والكراهية، لكن دعنا نأمل فى دفع عجلة النمو الاقتصادى دون نشر التعصب والكراهية.
■ كيف تنظرون لقرار حظر دخول مواطنى بعض الدول إلى أمريكا؟
- قرار حظر السفر، سواء السابق أو الجديد، يصاحبه العديد من المشاكل القانونية، كما تم إجهاض القرار الأول عبر قرار محكمة فيدرالية فالقرار الثانى تم إيقافه أيضا، وكلى ثقة فى أن نظامنا القانونى سيعمل على ضمان التزام ليس قرار حظر السفر فحسب، بل أى قرار مستقبلى بالقانون والدستور الأمريكى، وطبعا أى قرار يكون مخالفا للدستور الأمريكى سيتم نقضه، كما تم إجهاض القرارين الرئاسيين السابقين.
■ ما رأيك بتزايد الحديث عن
التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكى لصالح ترامب؟
- لا تعليق، فالأمر كله يجرى التحقيق فيه من قبل الجهات الأمنية العليا فى واشنطن. والأمر بيد مؤسسات الدولة الأمريكية ولا نحتاج لهذه القضية للتشكيك فى شرعية ترامب. ودعنى أذكرك هيلارى فازت فى التصويت الشعبى بفارق نحو 3 ملايين صوت، لكنها خسرت بسبب النظام الانتخابى، أى أننا خسرنا الانتخابات رغم أن أغلب الشعب الأمريكى انتخبنا.
■ لكن هذه ليست المرة الأولى، فلما التركيز على مساوئ النظام الانتخابى الآن؟
- بالفعل هيلارى لم تكن المرشحة الأولى التى تفوز فى التصويت الشعبى وتخسر الانتخابات، وإذا توخينا الدقة فقد تكرر الأمر 17 مرة فى السابق، كان أولها سنة 1824 عندما فاز جون أدامز بالرئاسة، بينما خسر غالبية أصوات الناخبين، وآخرهم قبل هيلارى، جورج بوش الابن، كما ذكرت فى 2000 حيث فاز المرشح الجمهورى بالرئاسة لحصوله على أصوات فلوريدا الحاسمة فى الهيئة الانتخابية، بينما تفوق آل جور فى عدد الأصوات الشعبية، وفاز فى ولاية إلينوى وحدها بفارق 606 آلاف صوت. وصحيح أنه النظام الانتخابى الذى نحتكم إليه جميعا فى المنافسة، لكنه فى الوقت نفسه ليس نظاما مثاليا ويجب إعادة النظر فيه بشكل أو بآخر، وعادة لم يكن الديمقراطيون يركزون على مساوئ النظام فيما قبل برغم تضررنا بشدة لكن هذه المرة ظهرت مساوئ النظام بشكل فادح وبدلا من تعزيز وحدتنا كأمة أمريكية واحدة ساهم النظام الانتخابى فى انقسامنا ولذلك يجب مراجعته فى أقرب وقت ممكن.
■ هل هناك تصور معين فى الأوساط الديمقراطية لتعديل النظام الانتخابى؟
- ما زال الأمر كله قيد الدراسة.