دراسة: السرطان يحدث نتيجة طفرات الجينات العشوائية.. والتدخين ليس عامل حسم

كتب: محمد منصور السبت 25-03-2017 13:57

قالت دراسة علمية جديدة نشرتها قبل يومين دورية ساينس العلمية إن أكثر من 65% من الأمراض السرطانية تحدث نتيجة الطفرات العشوائية في الجينات، وهو الأمر الذي يُعارض الكثير من النظريات العلمية التي تؤكد أن الظروف البيئية وأنماط الحياة غير الصحية هي المسؤول الأول عن معدلات الإصابة المرتفعة بالسرطان بين البشر.

وجاء في الدراسة، التي نفذها علماء من مركز جونز هوبكنز الأمريكي لدراسة السرطان، أن الأخطاء التي تحدث في عملية نسخ الحمض النووي تتسبب في أكثر من ثلثي الإصابات بالسرطان، حسبما يشير معد الدراسة كريستيان توماسيتي، الذى يقول إن تجنّب العوامل البيئية وأنماط الحياة غير الصحية قد يُساعد في تقليل خطر الإصابة بالسرطانات المختلفة إلا أنه أمر «غير حاسم» في عدم الإصابة بالسرطان.

وقللت الدراسة من أهمية ما يعرف بـ«جودة الحياة» كطريقة لتلافى الإصابة بالسرطات، إذ تُؤكد أن البيانات المستقاة من الإحصاءات الحيوية تُشير إلى أن الخلل في الجينات الحادث بسبب عملية انقسام الخلايا هو المصدر الأول والقوى لحدوث السرطان، فـ«التدخين على سبيل المثال لا يعنى أن الشخص قد يُصاب بالسرطان، وغير المدخنين ليسوا أكثر حظًا من سواهم في احتمالية الإصابة بالمرض فهو ليس عامل الحسم».

ويقول الباحثون إن استنتاجاتهم تتعارض مع الدراسات الوبائية التي تبين أن ما يقرب من 40% من حالات الإصابة بالسرطان يمكن الوقاية منها عن طريق تجنب العادات غير الصحية، واتباع الأنظمة الغذائية وعدم التعرض للمواد المسرطنة المعروفة، إلا أن بيرت فوجيلستاين، المدير المشارك في مركز جونز هوبكنز والباحث الثاني في الدراسة يقول: «نحن بحاجة لتشجيع الناس على تجنب أنماط الحياة التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، لكننا في الوقت ذاته يجب علينا أن نؤكد أن نمط الحياة ليس سببًا رئيسيًا».

وبحسب الدراسة، فإن الكمال البيئي لا يعنى عدم الإصابة بالسرطان، فقد كشفت البيانات الاحصائية أن أكثر من 95% من حالات الإصابة بسرطانات المخ والبروستاتا والعظام تحدث كنتيجة مباشرة للطفرات العشوائية الناجمة عن انقسام الخلايا، فيما تتراجع النسبة إلى 77% في سرطان البنكرياس لتصل إلى 66% في باقى أنواع السرطان.

ويقول الباحثون إن 18% من السرطانات تحدث نتيجة الظروف البيئية وأنماط الحياة غير الصحية –كالتدخين- فيما تحدث السرطانات بنسبة أقل من 5% نتيجة العوامل الوراثية.

ويعتقد الباحثون أن الجهود الحالية والمستقبلية للإجابة عن كيفية الإصابة بالسرطان ستكون لها تأثيرات كبيرة للحد من عوامل الخطر.