الضحية مصر

نيوتن الجمعة 24-03-2017 21:26

المقال الأخير لعادل اللبان. الذى نشره أمس بـ«المصرى اليوم» تحت عنوان: «لماذا لا نتقدم؟»، نكَأَ الجرح مرة أخرى.

قال إن الدافع الرئيسى لكتابته المقال فى 2013 هو السبب ذاته وراء سعيه للتذكير به مجدداً. إسرائيل تتقدم. تسير بسرعة الصاروخ نحو العلم والتكنولوجيا أما نحن فمحلك سر.

تحدث «اللبان» عن قيام معهد إسرائيل للتكنولوجيا «تخنيون» بإبرام اتفاق للتعاون مع جامعة «كورنيل» الأمريكية. إحدى أحسن عشر جامعات فى الولايات المتحدة لإنشاء جامعة جديدة فى مدينة نيويورك يتم تسميتها «معهد جاكوبز تخنيون كورنيل». تتخصص فى مجال الهندسة والعلوم الطبيعية. حدث علمى جلل على مستوى العالم.

وأضاف: «فشتّان الفرق بين قوم يُركزون على الاسم والشكل. دون الاهتمام بالعلم والتحصيل، وقوم آخرين لا ينظرون إلا للفائدة العلمية. القيمة المضافة الدراسية والبحثية كأسس للتصنيف الموضوعى والعقلانى».

أولا وأخيرا الضحية هى مصر. ليس أحدا آخر. هذا هو محصلة الصراع بين جامعتين مصريتين. بدلا من أن تتكاملا كمؤسستين علميتين تخدمان نفس الهدف. هو نهضة مصر. بدلا من هذا أصبحت مصر هى الضحية.

عن جامعة زويل وجامعة النيل أتحدث.

لن أتعرض لعناد الراحل د. زويل. لم يعد هذا يجدى نفعا الآن. الحكومات المصرية من أحمد شفيق لعصام شرف ورطته بإغراء لم يستطع أن يقاومه زويل. كان يمكن حسم القضية من اللحظة الأولى لنتفرغ لما هو أهم. كان يمكن وضع حد للأمر برمته منذ 14 مارس 2014. عندما حسمت المحكمة الإدارية العليا الصراع القائم لصالح جامعة النيل. يومها قضت الدائرة الخامسة بالمحكمة برفض الاستشكالات المقدمة من دفاع جامعة زويل. استمرار تنفيذ حكمها السابق الصادر فى إبريل سنة 2013. قضت بإعادة كامل الأرض والمبانى والمقار الخاصة بجامعة النيل. إلغاء القرارات الحكومية بتخصيصها لـ«مدينة زويل العلمية».

حكومات ظلت تتفرج على اقتتال بين جامعتين مصريتين. كان يمكنهما فعل الكثير لو أنهما تفرغتا لمهمتهما ودورهما الأصلى.

فى الوقت الذى تعمل فيه إسرائيل جاهدة على تحقيق طفرة علمية غير مسبوقة. حققت منها الكثير.

حيث أظهر تقرير صادر عن مؤسسة «غرانت ثورنتون الدولية» الشهر الماضى أن إسرائيل احتلت المرتبة الثانية عالمياً فى صناعة التكنولوجيا العالية والتكنولوجيا فائقة التطور خلال العام الماضى.

هذا ما يحدث هناك. ماذا يحدث عندنا؟

أهدرنا سنوات فى العناد. فى الاقتتال بين جامعتين مصريتين. تحول الأمر إلى ساحات المحاكم. محاضر فى أقسام الشرطة. مبارزات على صفحات الجرائد. تفرغنا لذلك. وجهنا كل طاقتنا نحوه. بدلاً من استثمار الوقت فى الأبحاث والدراسات العلمية.