مناقشة آثار الصراعات على التنمية بالمنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالإمارات

ممثل الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: 65 مليون لاجئ في العالم.. ومعاناة النساء تفوق الرجال
كتب: عبد الحكيم الأسواني الخميس 23-03-2017 20:07

شهدت فعاليات اليوم الثاني للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته السادسة، اليوم الخميس، جلسة حوارية بالتعاون مع مؤسسة «القلب الكبير» ناقشت آثار الصراعات واللجوء على التنمية العربية.

وشارك في الجلسة كل من خالد خليفة الممثل الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي، ومريم فرج مديرة قسم المسؤولية الاجتماعية في مجموعة «MBC»، وبيتر كوستوريز مدير المجلس النرويجي للاجئين في الأردن، وتمارا صائب مديرة الاتصال والإعلام في منظمة أطباء بلا حدود المكتب الإقليمي، وأدار الجلسة حسام شاهين مسؤول الشراكات مع القطاع الخاص بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وتطرق خالد خليفة لمشكلة اللجوء بالأرقام، وقال إن هناك ما يزيد عنلى 65 مليون لاجئ في العالم، عبر منهم 21 مليونا الحدود الدولية، وأشار إلى أن 86% من اللاجئين والنازحين يعيشون في بلدان العالم الثالث التي تعاني من مشكلات البطالة والفقر وتدني المستويات الخدمية، خاصةً في قطاعي الصحة والتعليم التي يتم تمويلها الآن على حساب ميزانيات الإغاثة التي تخصصها هيئة الأمم المتحدة.

وأوضح «خليفة» أن 22% فقط من مجموع اللاجئين حول العالم يحصلون على مستوى التعليم المتوسط، بينما يعتبر 50% من مجموع اللاجئين في سن التعليم.

وأكد «خليفة» أن مشكلة اللجوء تنعكس على الأمن الدولي والوطني للكثير من الدول نتيجة للإحباط الذي يعانيه جيل كامل من الشباب الذي فقد أي مصدر للأمل أو شعور بالانتماء، واعتبر أن معاناة النساء من مشكلات اللجوء تفوق معاناة الرجال، حيث تعيش هؤلاء النساء في دول لا تهتم بتنمية مهاراتهن، ما يحد من قدرتهن على القيام بمسؤولياتهن تجاه عائلاتهن ومن هم تحت رعايتهن، لذلك أولت هيئة الأمم المتحدة اهتماماً خاصاً بالنساء من خلال المحددات الخمس التي وضعتها ضمن برامج اللجوء والتي تركز على استقلالية المرأة وحقها في المشاركة في إدارة برامج اللجوء والوصول للمواد الغذائية وغيرها، بالإضافة إلى محاربة العنف المستخدم ضد النساء اللاجئات.

وطالب خليفة المجتمع الدولي بالتعاون من أجل مساعدة الدول المضيفة للاجئين ومن أجل وضع حد لأسباب هذه الصراعات.

من جانبها، أكدت مريم فرج ضرورة مشاركة القطاع الخاص في مواجهة تحديات المرحلة التي تشمل الجميع بدون استثناء، على حد تعبيرها، وتطرقت لبرامج المسؤولية الاجتماعية التي تنفذها مجموعة «MBC»، والتي تتمثل في تحفيز الشباب على التطوع والقيام بواجبهم تجاه مجتمعاتهم.

وتناولت مريم فرج، خلال حديثها، نموذجًا عن المشكلات التي أفرزها اللجوء والتي اعتبرتها بمثابة كارثة اجتماعية تتمثل في تزويج الفتيات القاصرات للتخفيف من العبء الذي يثقل كاهل الكثير من العائلات، وأشارت إلى أحد برامج «MBC»، والتي تركز على تعليم هؤلاء الفتيات وتمكينهن من العمل.

كما طالبت الإعلام بالقيام بدور أكثر فاعلية في تحويل التعامل مع اللاجئين من أرقام إلى أشخاص وقصص إنسانية تبث بشكل متواصل عبر الشاشات العربية، كما طالبت المنظمات والهيئات الدولية بالموازنة في الدعم بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة كون الطرفين يعانيان بدرجة متساوية من نتائج الحروب والصراعات.

من جانبه، قال بيتر كوستوريز إن هناك أكثر من 70 منظمة دولية تعمل حالياً لمساعدة الأردن على تخطي نتائج أزمة اللاجئين حيث نزح إلى أراضيه ما يقدر بـ 87% من نسبة اللاجئين السوريين منذ عام 2011 حتى اليوم، وأشار كوسترويز إلى أن مساعدات الأمم المتحدة تتركز حول دعم البنى التحتية والتعليم والصحة وتوفير مياه صالحة للشرب.

وطالب كوستوريز القطاع الخاص بالاستثمار في البلدان المضيفة للاجئين مثل الأردن ولبنان، وأشار إلى أن الأردن قد خسر جزءاً كبيراً من مصادر دخله نتيجة للحروب الدائرة في محيطه، وبعد قطع خطوط التجارة بينه وبين سوريا وإيران.

في السياق ذاته، تحدثت تمارا صائب عن تجربة «أطباء بلا حدود» في العمل مع اللاجئين حيث إن ميزة هذه المنظمة تتمثل في كونها تضم أطباء وصحافيين في ذات الوقت، وأشارت إلى أن دور المنظمة قد تغير بفعل تنامي الصراعات وأعداد اللاجئين وتحول من العلاج إلى البحث والإغاثة والإنقاذ، مما وضع المنظمة تحت ضغط قلة الموارد وندرتها، وطالبت في الوقت ذاته منظمات المجتمع المدني والدولي بدعم «أطباء بلا حدود لتمكينهم من القيام بواجبهم على أكمل وجه».

وناشدت تمارا صائب وسائل الإعلام بأن تكون واضحة وعادلة في رسائلها الموجهة لجمهورها، وأشارت إلى عدم موضوعية بعض وسائل الإعلام حيث تركز على قضية إنسانية وتخفي أخرى.

وأكدت أن مشكلة اللجوء في ازدياد وأن لا شيء سيتغير في المستقبل القريب، منوهةً إلى ضرورة تكريس الجهود الدولية لما هو قائم من تحديات إقليمية وعالمية.