«قافلة التحرير» تصل للعاصمة التونسية ولجنة مستقلة للتحقيق في مقتل العشرات

كتب: نورا يونس الأحد 23-01-2011 11:20

 

وصل نحو ألف متظاهر قدموا من وسط تونس ويطالبون باستقالة الحكومة الانتقالية، صباح الأحد إلى وسط العاصمة التونسية. وردد المتظاهرون أن «الشعب جاء يسقط الحكومة».

وتوافد المتظاهرون منذ الصباح إلى قلب العاصمة تونس منهم شيوخ وكهول قدموا من مدينة سيدي بوزيد للمطالبة بإقالة الحكومة وهتفوا أمام مبنى وزاره الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة ثم قاموا بمسيرة انضم لهم خلالها مئات من أهالي تونس العاصمة واعتصموا أمام مبنى الحكومة حيث توافد عليهم أبناء محافظات الجنوب وأصبحت المظاهرة بالآلاف رافعين الأعلام التونسية  ورددوا هتافات مناوئة لرئيس الوزراء محمد لغنوشي والرئيس التونسي السابق زين العابدين وبن علي.

وردد مئات من أعوان الشرطة الذين انضموا إلى المتظاهرين أمام وزارة الداخلية هتافات «أبرياء أبرياء من دماء الشهداء»، و«بالروح بالدم نفديك يا شعب»، مؤكدين براءتهم من أعمال القمع الدموي للاحتجاجات التي أسفرت عن خلع الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

وقال عابدي الطاهري على المعاش وكان يعمل فنيا في الشركة التونسية للكهرباء والغاز: «جئت من سيدي بوزيد لإسقاط الحكومة. الوزير الأول  (الغنوشي) كان يخاف  بن علي ونحن الآن لا نريد بيننا من يخافون.  رموز النظام السابق أخذوا لنفسهم كل الوزارات المهمة وتركوا لنا وزارات السياحة والسباحة».

واتسمت هذه المظاهرة بتواجد كبير لأعضاء حركة النهضة الإسلامية  وقال عادل العوني، عضو حركة النهضة الإسلامية وسجين سابق لمدة 8 سنوات: «نريد إسقاط (رئيس الورزاء محمد) الغنوشي  ومن الخطأ تصور أننا نريد بديلا إسلاميا. نحن فقط نريد أناسا محترمين نثق بهم ليقودوا البلاد إلى انتخابات ديمقراطية. على سبيل المثال هناك أحمد المستيري زعيم الاشتراكيين الديمقراطيين رغم أنه يساري لكنه شخص محترم».

وأضاف العوني: «نحن نقدر  الملك عبد الله (بن عبد العزيز عاهل السعودية) وبقدر تقديرنا له نطلب منه إعادة بن علي حتى لا نتذكر وجوده هناك كل مرة نولي وجوهنا إلى القبلة لنصلي».

وقال فوزي محجوب، عضو حركة النهضة وسجين سابق: «لم نكن نتصور أن هذا النظام سيسقط أبدا ولكنه التدخل الإلهي. ليست قيادات حركة النهضة من دعانا إلى الشارع ولكن القاعدة هي التي  التحمت بسائر قوى الشعب. نحن هنا اليوم كأفراد وكمواطنين تونسيين  نريد الحرية قبل الشريعة».

والملاحظ أن الأمن التونسي لم يعد يتعامل مع هذه المظاهرات بالعنف وباستخدام القوة، كما كان سائداً في الايام الأولى لانطلاقها.

وقال رجل مسن «جئنا من منزل بوزيان ومن سيدي بوزيد والرقاب لإسقاط بقايا الديكتاتورية».

وكان المئات من التونسيين من سكان الوسط الغربي انطلقوا السبت باتجاه العاصمة تونس في مسيرة أطلقوا عليها «قافلة التحرير»، للمطالبة برحيل رموز النظام السابق من الحكومة.

وبدأ نحو 300 شخص صباح السبت مسيرتهم من بلدة منزل بوزيان (280 كلم جنوبي العاصمة) وسرعان ما أخذ الموكب يتسع مع اقتراب الجمع مساء من بلدة الرقاب (وسط غربي).

وبلغ عدد المشاركين في القافلة في المساء بلغ 800. وقال النقابي محمد الفاضل المشارك في المسيرة إن العدد بلغ 2500 شخص.

وأطلقت دعوات عبر المواقع الاجتماعية على الإنترنت لانضمام متظاهرين آخرين من مناطق أخرى إلى «قافلة التحرير».

وتعهدت لجنة مستقلة شكلتها الحكومة الحالية في تونس بفتح ملف تحقيق في مقتل وإصابة العشرات خلال الانتفاضة التونسية، وبالدور الذي لعبته قوات الأمن بأعمال العنف التي رافقت المظاهرات في تونس وقالت  المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة لهيئة الأمم المتحدة الأحد إنها أسفرت عن مقتل 117 شخصاً، 70 منهم قتلوا بالرصاص الحي.

وقال رئيس اللجنة توفيق بودربالة إن التحقيق سيتم بشأن الجهات التي أصدرت الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين، مشيراً الى أسلحة وجهها رجال أمن لرؤوس وصدور المحتجين.

وأضاف أن التحقيق سيوضح الأسباب التي دفعت رجال الأمن على إشهار أسلحتهم أمام «مواطنين عزّل طالبوا بالخبز والحرية»، إلا أنه أكد أن مهمة اللجنة هي تقصي الحقائق فقط وليس توجيه الاتهامات لأحد.