لقى رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، استقبالا حماسيا لدى وصوله إلى القاهرة الاثنين، فى مستهل جولة تشمل إلى جانب مصر كلا من ليبيا وتونس.
ويهدف أردوجان من هذه الجولة إلى إقامة علاقات وثيقة مع السلطات الجديدة فى دول ما يسمى «الربيع العربى». وتتزامن الزيارة مع وصول العلاقات بين أنقرة وإسرائيل إلى أدنى مستوياتها.
والتقى المشير حسين طنطاوى، القائد العام، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أردوجان والوفد المرافق له.
تناول اللقاء مناقشة سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون المصرى التركى فى العديد من المجالات، وتبادل الآراء حول تطورات الأوضاع الإقليمية والمتغيرات العالمية وتأثيراتها فى منطقة الشرق الأوسط.
وكان فى استقبال المسؤول التركى الكبير فى مطار القاهرة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء.
وشهد المطار العديد من المفارقات خلال وصول رئيس وزراء تركيا، حيث توجه العديد من رجال الأمن التركى إلى صالة كبار الزوار لتأمين دخول أردوجان وقاموا بطرد الصحفيين المصريين المعتمدين لدى المطار من الصالة بدعوى عدم إجراء رئيس الوزراء التركى أى لقاءات إعلامية عند وصوله، لكن الصحفيين والإعلاميين المصريين فوجئوا بأن الأمن التركى أبقى على ممثلى وسائل إعلام بلاده فقط، كما شهد مهبط الطائرة دخول أحد أفراد الأمن التركى إلى سلم الطائرة بالرغم من عدم وجود تصريح له بذلك، وعندما حاول رجال الأمن المصرى منعه رفض الانصياع للتعليمات ونهرهم، وتوجه إلى سلم الطائرة مباشرة لاستقبال أردوجان. ورفض مسؤولو الأمن المصرى تصعيد الموقف منعاً لأى مشكلة عند وصول المسؤول التركى، وفور هبوط طائرته توجهت القوات الخاصة التركية شاهرين أسلحتهم لتأمينه، واصطف حشد كبير من المواطنين أمام صالة كبار الزوار ورددوا هتافات الترحيب والتأييد لمواقف أردوجان المؤيدة للقضية الفلسطينية ولتطلعات الشعوب العربية إلى الحكم الديمقراطى. وبرز من بينهم جموع من «الإخوان المسلمين» الذين رفعوا صور أردوجان وشعارات الترحيب به الممهورة بشعار الجماعة، وقام وفد الجماعة - الذى أشرف على اختياره مكتب الإرشاد، وفقا لتأكيد عدد من أعضائه - بترديد هتافات تأييد لرئيس الوزراء التركى كان من بينها: «أردوجان يا أردوجان.. ألف تحية من الإخوان»، «مصر وتركيا.. خلافة إسلامية»، «افرحى يا فلسطين.. أردوجان صلاح الدين»، «موتى غيظا يا إسرائيل أردوجان فى أرض النيل».
وألقى أردوجان التحية على الوفد الشعبى الذى كان فى استقباله قائلا باللغة العربية: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، ثم قال «مصر وتركيا إيد واحدة»، وقد بادله المحتشدون التحية والتصفيق.
من جانبه قام وزير الخارجية التركى، الذى حضر برفقة 7 من وزراء حكومة بلاده، بمصافحة عدد كبير من الإخوان المصطفين أمام المطار، كما أبلغهم رسالة عن طريق أحد معاونيه بأنه يبلغهم تحياته شخصاً شخصاً، وشكر حبهم للوطن التركى، ورئيس وزرائه.
وبدأ أردوجان زيارته لمصر بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول، وقبر الرئيس الراحل أنور السادات، كما زار الضيف التركى مقابر «الشهداء الأتراك» بمدينة نصر.
وفى جامعة الدول العربية أكد رئيس الوزراء التركى، فى الكلمة التى ألقاها الاثنين فى اجتماع وزراء الخارجية العرب فى دورته الـ136، على العلاقات الوثيقة بين العالم العربى وبلاده، منتقدا فى الوقت ذاته الممارسات والجرائم الإسرائيلية التى ترتكب بحق الشعب الفلسطينى، داعيا إلى ضرورة الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية فى الأمم المتحدة.
وقال أردوجان خلال خطابه، الذى تخللته تصفيقات حادة من الحضور: «الطفل الفلسطينى فى غزة يجرح قلب الأم فى أنقرة، والصوت العالى فى القاهرة ينعكس فى إسطنبول، فنحن عنصر مشترك لنفس الجسم ونحن عائلة كبيرة، ومشاركة الأفراح تزيد الفرح كما أن مشاركة الأحزان تقلل الحزن».
فى سياق متصل استقبل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى مقر مشيخة الأزهر الاثنين ، رئيس الوزراء التركى، وحضر اللقاء كل من الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، ووزير الأوقاف، ورئيس جامعة الأزهر، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.
تناول اللقاء بحث التعاون العلمى والثقافى وتبادل الأساتذة والطلاب بين الأزهر - جامعاً وجامعة - وجامعات تركيا، كما تناول بحثاً تفصيلياً عن مدى التعاون التركى المصرى الأزهرى فى نشر مذهب الوسطية والاعتدال، واتفق الجانبان على ضرورة دعم المسلمين فى أوروبا وأفريقيا.
إلى ذلك تلتقى الجماعة الإسلامية وحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، خلال ساعات برئيس الوزراء التركى. وذكرت الجماعة الإسلامية أنها قبلت دعوة «أردوجان»، وأن من سيمثلها فى الحضور الدكتور طارق الزمر، والشيخ محمد عمر عبدالرحمن، نجل الدكتور عمر عبدالرحمن، ومن المنتظر أن يطلب نجل «عبدالرحمن» من «أردوجان» التدخل لدى الإدارة الأمريكية للإفراج عن والده.