تحريات قتل «سمسار المهندسين»: خلاف على أرباح المخدرات سبب الجريمة

التحقيقات: المحرض رجل أعمال

كشفت تحريات مباحث الجيزة، تورط ضابط فى جهة سيادية وأمين شرطة مع 4 متهمين آخرين تم ضبطهم، فى واقعة خطف وقتل فريد شوقى الشهاوى، سمسار، 34 سنة، والذين تم عرضهم على النيابة العامة للتحقيق.

وأكدت التحريات التى أشرف عليها اللواء هشام العراقى، مدير أمن الجيزة، أن المجنى عليه فريد شوقى الشهاوى يعمل فى تجارة المخدرات واتخذ من سمسرة الأراضى والشقق السكنية ساتراً لتلك التجارة غير مشروعة، وأنه تعاون مع الضابط والأمين و4 آخرين فى تجارة وتوزيع المخدرات بالقاهرة الكبرى.

وذكرت التحريات، بقيادة اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أن فريق البحث تمكن من كشف أسباب واقعة خطف السمسار، حيث تبين أن خلافات نشبت بينه وبين شركائه لرفضه إعطاء كل منهم نصيبه من تجارة المخدرات فاتفقوا فيما بينهم على خطفه وقتله وإلقاء جثته فى منطقة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية.

وتمكن فريق البحث من كشف غموض الحادث بعد 12 ساعة من بث فيديو التقطته إحدى السيدات ظهر فيه أرقام السيارة المستخدمة فى عملية الخطف.

وقال مصدر أمنى بمديرية أمن الجيزة إن أمين الشرطة المتهم من قوة إدارة المرور بالجيزة، سبق أن حصل على إجازة بدون راتب منذ 3 أشهر بناء على طلبه.

وأضاف المصدر أن عملية خطف وقتل المجنى عليه بدأت من مقهى شهير فى مدينة 6 أكتوبر، حيث اختطف الجناة السمسار من داخل الكافيه تحت تهديد السلاح وألقوا به فى سيارتهم، ثم فروا هاربين إلى محافظة القليوبية، حيث قتلوا السمسار وألقوا جثته فى القناطر الخيرية.

وتابع المصدر أن الجناة خطفوا المتهم من أكتوبر واتخذوا منطقة المهندسين وتحديداً شارع شهاب طريقهم فى الوصول إلى القناطر الخيرية، وهناك شاهد الأهالى فريد يصرخ ويحاول الهرب من السيارة، فاتحاً الباب ومستغيثا بالمارة الذين اعتقدوا أنه ورفاقه يقومون بمزحة أو دعابة فلم يلتفتوا له، لكن فتاة سجلت الواقعة بالفيديو ونشرته على مواقع التواصل الاجتماعى.

وأشار المصدر إلى أنه بعد نشر الفيديو بساعات عثر الأهالى بمنطقة القناطر الخيرية بالقليوبية على جثة شاب، تبين أنه فريد الذى انتشرت صورته على «فيسبوك» وهو يستغيث بالمارة من سيارة.

وبدأت نيابة أول أكتوبر، تحت إشراف المستشار أحمد الأبرق، المحامى العام الأول، أمس، التحقيق فى الواقعة، حيث ذكرت التحقيقات الأولية أن مشتبه به يُدعى «ع. ش»، أمين شرطة من قوة مرور الجيزة، أحد المتورطين فى الواقعة، التى جرت على خلفية خلافات مالية بين المجنى عليه ورجل أعمال، حيث حرض الأخير ضابطاً على ارتكاب الجريمة، وأن المتهمين استأجروا سيارة ملاكى من أحد المعارض بمنطقة العجوزة، نفذوا بها جريمة الخطف والقتل، وبسماع أقوال مالك المعرض كشف عن هوية أحدهم.

ودلت التحقيقات على هوية المتهمين فى الواقعة، وجارٍ ضبطهم خلال الساعات المقبلة، حيث تحفظت النيابة على كاميرات مراقبة تخص إشارات مرور وكمبوند سكنى، بمنطقتى المهندسين، وأكتوبر، التقطت صور السيارة التى كان المتهمون يستقلونها.

وصرحت النيابة بدفن جثمان المجنى عليه، 34 سنة، وانتدبت خبراء مصلحة الطب الشرعى لتحديد سبب الوفاة، وطلبت تحريات أجهزة الأمن لكشف ملابسات الواقعة.

واتهمت شقيقة السمسار المقتول من وصفتهم بـ«ناس واصلين قوى» بأنهم وراء الجريمة وقالت: «التحقيقات هتظهر كل حاجة».

وأضافت لـ«المصرى اليوم» أن أخاها أبلغ زوجته، الأربعاء الماضى، بأن لديه لقاء عمل، وبالفعل ذهب إلى أحد الكافيهات لأجل هذا الغرض، وفى تمام الـ10 مساءً، وعلى مرأى ومسمع من العاملين بالكافيه والمارة جرى اختطافه من قبل 3 أو 4 أشخاص داخل سيارة ملاكى، حيث لاذوا بالفرار، وتحركوا إلى شارع شهاب بمنطقة المهندسين وهناك حاول أخوها القفز من السيارة، كما اتضح من خلال الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل، وكان ممسكًا بهاتفه المحمول يحاول الاتصال بالأسرة، وظل يصرخ فى المارة لإنقاذه دون جدوى.

وأضافت «فاتن» التى أكدت أن أسرتها دفنت جثمان أخاها، أمس الأول، بمدافن العائلة بمدينة المنصورة: «الفيديوهات التى تثبت واقعة الاختطاف جرى التقاطها بمعرفة مواطنين، كما أن شهود عيان عاملين بكامبوند فيملى بأكتوبر أكدوا أن فريد اختطفه المتهمون من موقع عمله».

وتابعت شقيقة المجنى عليه أن الأسرة حررت محضرا بقسم شرطة أول أكتوبر بالواقعة، الأربعاء الماضى، حيث تم العثور على الجثة الجمعة الماضى، بمنطقة القناطر الخيرية، وكان رأسه مصاب بكسور فى الجمجمة، ولكن بقية جسده لم يكن عليه آثار ضرب، وأنه تم العثور على شقيقها بملابسه كاملة، لكن قميصه تم تمزيقه جراء المقاومة».

وأكدت «فاتن» أن والدها ضابط متقاعد بالقوات المسلحة، وأن شقيقها المجنى عليه لديه طفلان هما ملك، 5 سنوات، ويوسف، 3 سنوات، وأن فريد، تم دفنه يوم عيد ميلاد ابنته الكبرى، وأن الطفلين لا يدركان بعد ما حدث لأبيهما، مشيرة إلى أن الأسرة ستتلقى العزاء اليوم، بقرية الصفصافى، التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، مسقط رأس الأسرة.

وأشارت إلى أن أخاها لم يكن لديه خلافات مع أحد، وكان يعمل فى مجال التسويق العقارى، ويستورد بضاعة ميكب وحقائب سيدات ويبعها للتجار، مؤكدة أن أسرتها ميسورة الحال، ولا تعرف لماذا قتله الجناة، وأن آخر اتصال دار بينها وبين المجنى عليه قبل ساعتين من اختطافه، أكد لها فيه أن لديه موعد عمل، دون أن يوضح ماهيته.

وأفادت شقيقة «فريد» بأن 3 أشخاص حضروا إلى مسكن أخيها بعد اختطافه، وسرقوا سيارته الملاكى، ولم يتم العثور عليها بعد.

ولفتت فاتن إلى أنه: «لدينا معلومات كثيرة فى القضية ولها أبعاد كثيرة، ولن نتكلم حتى نفهم، لأن فيه ناس كبيرة فى القضية ونحن جميعاً فى حالة انهيار، خاصة أبى وأمى، لأن حالتهم سيئة من وقت الجريمة، بالإضافة إلى زوجة أخى، ومفيش حاجة فى الدنيا هتعوضنا عنه».