«عمر سليمان» يدلى بشهادته أمام المحكمة «ومبارك» يستعين بـ«جمال» لسماع أقواله

كتب: يسري البدري الثلاثاء 13-09-2011 20:32

أدلى اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، بأقواله فى القضية المتهم فيها الرئيس السابق محمد حسنى مبارك ونجلاه ووزير داخليته حبيب العادلى و6 من مساعديه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم بتهم قتل المتظاهرين والتربح والإضرار العمدى بالمال العام فى قضية تصدير الغاز لإسرائيل. حضر «سليمان» فى التاسعة والربع صباحا وانتظر قرابة نصف ساعة حتى بدأت الجلسة. ووجه القاضى والمحامون عشرات الأسئلة للشاهد مما اضطر القاضى لرفع الجلسة مرتين للاستراحة.


كعادة كل جلسات المحاكمة التى عرفت إعلامياً بـ«محاكمة القرن»، استعدت وزارة الداخلية وقوات من الجيش منذ السادسة صباحا لتأمين الجلسة السابعة، والتى تم تحديدها لسماع شهادة اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، كطلب للمحامين من الطرفين، لسؤاله عن الاجتماع الذى حضره يوم 22 يناير الماضى بصحبة الرئيس السابق «مبارك – المتهم الأول» والمشير طنطاوى ووزير الداخلية الأسبق «حبيب العادلى - المتهم الرابع» لبحث تداعيات الدعوة التى أطلقها نشطاء سياسيون للتظاهر يوم 25 يناير، فضلاً عن سؤاله عن القرارات التى اتخذها مبارك للتصدى للمتظاهرين وكيفية تأمينهم. وعما إذا كان مبارك قد أصدر بشكل واضح وصريح أوامر لوزير الداخلية بضرب المتظاهرين وتفريقهم بالقوه. كذلك لسؤاله عن تفاصيل عقد تصدير الغاز لإسرائيل ومعلوماته عن الاتهام المنسوب للرئيس السابق فى تلك الواقعة، فضلاً عن سؤاله عن علاقة «مبارك» برجل الأعمال حسين سالم».


حضر «سليمان» فى التاسعة والربع تقريباً فى سيارته الخاصة ودخل من الباب الرئيسى دون أن يراه أحد من وسائل الإعلام التى انتظرته أمام البوابة الفرعية «8». وفوجئ الجميع بأنه متواجد داخل الأكاديمية. وانتظر «سليمان» داخل غرفة ملاصقة لقاعة المحكمة، فيما حضرت هيئة المحكمة فى التاسعة والنصف تقريباً، ووصل المتهمون المحبوسون فى سجن مزرعة طرة فى الثامنة صباحاً. فيما وصلت الطائرة التى أقلت «مبارك» من المركز الطبى العالمى إلى مقر أكاديمية الشرطه فى التاسعة والنصف تقريبا. وتم إدخاله الغرفة التى كان ينتظر فيها ابناه «علاء وجمال»، وكعادة كل الجلسات جلس «جمال وعلاء» مع والدهما قرابة 10 دقائق قبل أن تبدا الجلسة.


بدا مبارك فى حالة جيدة، حسبما أكدت بعض المصادر ممن حضروا الجلسة التى منع منها مندوبو وسائل الإعلام بسبب قرار المحكمة بحظر النشر، وأكدت المصادر أن «مبارك» حضر مرتديا «ترينج» رمادى اللون، وبدا متحركا على سريره الطبى أكثر من كل الجلسات، وأرجع البعض ذلك إلى معرفة «مبارك» بعدم وجود وسائل إعلام فى القاعة التى كانت تتعقبه وترصد كل تحركاته داخل قفص الاتهام وخارجه، واستعان بابنه «جمال» لسماع ما يقوله «عمر سليمان».


وكان «سليمان» قد أكد فى التحقيقات قبل 5 أشهر تقريباً من قبل النيابة العامة أن معلوماته تؤكد له أن «مبارك» لم يصدر أى أوامر لحبيب العادلى بضرب المتظاهرين. كما أنه لا يمكن لأى ضابط شرطة أن يطلق النار على المتظاهرين إلا بأوامر من وزير الداخلية. وهو ما فسره البعض بأن أقوال «سليمان» فى التحقيقات تحسن من موقف «مبارك» فى قضية «قتل المتظاهرين».


كما أن «سليمان» كان قد أكد فى التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة أن تصدير الغاز لإسرائيل تم بناء على عقد مبرم فى اتفاقية «كامب ديفيد»، وقال إنه بناء على معلوماته الشخصية فإن عقد بيع تصدير الغاز لإسرائيل تم بسعر أعلى من السعر العالمى. كما وجه مسؤولية تحديد السعر إلى وزير البترول واللجنة التى تم تشكيلها لتحديده من قيادات وخبراء وزارة البترول.


كما ذكر فى التحقيقات أن الرئيس السابق تربطه صلة علاقة وطيدة مع رجل الأعمال المقبوض عليه فى إسبانيا «حسين سالم» منذ 20 عاماً تقريباً. وهو ما يخالف ما قاله فى التحقيقات من أنه تقابل مرات قليلة مع «سالم» كما أن علاقته به علاقة عادية مثل أى شخص.


وتولت فرق من القوات المسلحة، بالتنسيق مع أفراد الشرطة، تأمين قاعة المحكمة، وفرضت أجهزة الأمن إجراءات صارمة لتفتيش المسموح لهم بالدخول إلى القاعة من المحامين، وذلك لعدم السماح لهم بإدخال كاميرات وهواتف محمولة. وسمح القاضى لجميع المحامين المدعين بالحق المدنى بالدخول. حتى يتمكنوا من إبداء أسئلتهم على الشاهد.


وخارج القاعة فرضت أجهزة الأمن، بالتنسيق مع القوات المسلحة، كردوناً أمنياً على مقر الأكاديمية بالكامل، حيث أحاط مئات من مجندى الأمن المركزى بقرابة 50 من أنصار «مبارك» على جانب. فيما أحاط مئات آخرون بـ«50» من أسر الشهداء. وظل الطرفان يرددان هتافات طوال انعقاد الجلسة.


وقد ارتدى أنصار «مبارك» تى شيرتات كتبوا عليها عبارات «احنا مبارك انت مين».. «يا مبارك يا طيار ياللى حميتنا من الاستعمار». وظلوا يرددون هتافات جميعها تطالب بتبرئة «مبارك» من الاتهامات المنسوبة إليه. فيما رفع أسر الشهداء صور أبنائهم وأعلام مصر. ورمزاً للمشنقة. وهتفوا مطالبين بإعدام «مبارك». كما رددوا هتافات تطالب عمر سليمان بقول الحقيقة أمام المحكمة.


ولاحظت «المصرى اليوم» حضور 3 أشخاص فقط من أنصار «عمر سليمان» أمام المحكمة وأنزلوا صورته بمجرد أن طلب منهم الأمن عدم الدخول فى صراع مع أنصار «مبارك وأسر الشهداء».


وانتظر الجميع خارج المحكمة لحين انتهاء الجلسة فى الواحدة والنصف تقريبا، وانصرف «عمر سليمان»، وتمت إعادة المتهمين إلى محبسهم سواء فى سجن طرة أو المركز الطبى العالمى، ومن المقرر أن تستمع المحكمة اليوم لشهادة اللواء منصور عيسوى، وزير الداخلية الحالى.