صحفي إسرائيلي شارك في مؤتمر للأسرى برام الله يثير الجدل بين الفلسطينيين

كتب: أ.ش.أ الجمعة 17-03-2017 07:38

أثارت استضافة الصحفي الإسرائيلي «جدعون ليفي» لحضور مؤتمر فلسطيني يعنى بالأسرى الفلسطينيين حالة من الاستياء بين أوساط بعض الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين لرفضهم كل ما هو إسرائيلي، في مقابل وجهة نظر أخرى تؤيد حضور شخصيات مناصرة للقضية الفلسطينية باختلاف جنسياتها.

وكان المؤتمر الدولي الثالث للأسرى الذي تنظمه هيئة شؤون الأسرى (حكومية) ونقابة المحامين ونادي الأسير والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، الذي اختتم أعماله أمس برام الله، قد تضمن فقرة تحدث فيها الكاتب والصحفي الاسرائيلي جدعون ليفي عن «تغيير السياسات الاسرائيلية تجاه الأطفال المعتقلين والاعدام خارج نطاق القضاء”.

وقال عيسى قراقع رئيس هيئة الأسرى لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في رام الله إن الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي الذي حضر جلسة أمس بمؤتمر الأسرى الدولي وقام بإلقاء كلمة جاء بدعوة منا، معتبرا أن ليفي يمثل الصوت الأخلاقي الإنساني في المجتمع الإسرائيلي وهو من أكثر الصحفيين المساندين لحقوق الشعب الفلسطيني العادلة ومن أكثر الصحفيين الذين اتنقدوا السياسات الحكومية الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني.

وأضاف :إننا نحن من طلبنا منه الحضور لأنه يمثل الصوت القادم من إسرائيل المتابع لما تقوم به إسرائيل من جرائم وانتهاكات. مشيرا إلى أن جدعون ليفي هو صحفي مشهور داخل إسرائيل كتب الكثير عن جرائمها.

وردا على سؤال حول انسحاب صحفيين فلسطينيين من المؤتمر ردا على وجود ليفي، أعرب قراقع عن استغرابه من هذا الموقف، مؤكدا أنه لا يشعر بأي حرج لحضور ومشاركة أي صحفي سواء إسرائيلي أو أجنبي يؤيد حقوق الشعب الفلسطيني ويقف إلى جانبه، بالعكس هذا مهم جدا .

وأوضح أنه عندما يكون هناك صوت إسرائيلي ويفهم طبيعة مجتمعه وسياساته، فإن هذا يوصل رسالة للعالم بأن بالفعل إسرائيل أصبحت دولة «أبارتهايد» ترتكب الجريمة المنظمة.. مشددا على أهمية ذلك وأنه يعد قوة جديدة تضاف إلى قوة المؤتمر .

في سياق آخر، وردا على سؤال حول منع رئيس مؤسسة الأسرى القدامى في جنوب إفريقيا «مفو موسيمالا» من حضور المؤتمر قال قراقع ان إسرائيل تعاملت معه بطريقة سيئة جدا وقاسية عندما جاء عبر جسر الأردن حيث تم منعه من قبل الجانب الإسرائيلي من الدخول إلى فلسطين، مؤكدا أن هذه هي سياسة إسرائيل دائما والتي تمنع النشطاء والحقوقيين من دخول فلسطين لأنهم ينتقدون الاحتلال ويقفون ضده.

ولفت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تمنع فيها دخول حقوقيين ونشطاء في مؤسسات حقوقية من مختلف بلدان العالم وتمنعهم من التضامن مع الشعب الفلسطيني .

من جانبه، قال قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني لمراسل /أ ش أ/ بخصوص «جدعون ليفي» إن هذا الصحفي الإسرائيلي يناضل منذ سنوات طويلة لمواجهة سياسات الاحتلال العنصرية من استيطان واعتقالات والاعتداءات على المقدسات وهو شخص معروف جدا ويعتبر «دولة الاحتلال دولة عنصرية وكثيرا ما كتب مقالات أكثر جرأة من كتاب فلسطينيين في انتقاده وهجومه اللاذع لسياسات الاحتلال».

وتابع «دعوتنا إليه جاءت على معرفتنا أنه يؤيد علنا حملات المقاطعة لإسرائيل ومتفهم لقيام أبناء من الشعب الفلسطيني بعمليات مسلحة ضد سياسات إجرامية اقترفها الاحتلال، وكثيرا ما كتب مقالات يفسر ويبرر للإسرائيليين سبب ما يفعله الفلسطينيون».

وأضاف أنه يعتبر أن وجود ليفي في المؤتمر وإدلاءه برأيه يمثل إضافة نوعية حيث أننا عندما نقول أن دولة الاحتلال هي دولة عنصرية وتنتهك القانون الدولي فهذا شيء طبيعي أن يصدر عنا كفلسطينيين ولكن من غير الطبيعي أن يصدر عن إسرائيلي عايش لسنوات بل عقود من الزمان جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين.

وتابع:ان ليفي يحاول من موقعه كصحفي أن يوصل صوت الشعب الفلسطيني وأن يسلط الضوء على أفعال الاحتلال.. لذا جاء وشارك من على المنصة وأدلى بشهادته وسئل أسئلة مباشرة وأوضح موقفه وقال انا أعتبر وأقول إن دولة الاحتلال هي دولة عنصرية وإنه يشعر بالخجل من أن دولته توصف بأنها دولة المحتل ويشعر بالعار من كونه إسرائيليا ومن دولة تمارس هذا النوع من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني«.

وقال فارس :اننا تنفهم انسحاب بعض الصحفيين الفلسطينيين ومقاطعتهم للمؤتمر، وطبعا كل انسان حر في مواقفه ولكن أنا أعتقد أن الصيغ النمطية التي نسقطها على الجميع هي أمر خاطئ، وأوضح قائلا «أنا أعرف هذا الرجل من 20 عاما وهو مناضل حقيقي من أجل حرية الشعب الفلسطيني، معربا عن اعتقاده أن هذه النوعيات يجب تشجيعها وتعزيزها خصوصا انه يشارك في مؤتمرات دولية كثيرة ويتحدث فيها كما يتحدث أي فلسطيني بل وأحيانا يتحدث بشكل أفضل منهم بحكم ما تراكم لديه من معرفة، فلو تحدث أي فلسطيني في أي مؤتمر في ألمانيا مثلا أو كندا أو استراليا حول جرائم الاحتلال فقد يستوقف ذلك الناس هناك ولكن سيستوقفهم أكثر عندما تأتي الشهادة من إٍسرائيلي.