يظل فيلم «شىء من الخوف» المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للروائى ثروت أباظة محطة مهمة في مسيرة السينما المصرية، ويتجدد حضور هذا الفيلم الذي وقف أهل القرية فيه وقفة رجل واحد في مواجهة «عتريس» الطاغية وعصابته، واضعين حدا لطغيانه وهم يهتفون قائلين: «باطل باطل»، وحين عرض هذا الفيلم أوعز البعض للرئيس عبدالناصر بأن قصة الفيلم وموضوعه إنما تنطوى على تلميح لمجموعة الضباط الأحرار، فشاهد عبدالناصر الفيلم، وقال: «والله إذا كنَّا مثل عتريس وعصابته يبقى نستاهل الحرق» وأجاز عرضه، والفيلم إخراج حسين كمال، وسيناريو صبرى عزت، وحوار وأغانى عبدالرحمن الأبنودى وبطولة محمود مرسى وشادية ويحيى شاهين وموسيقى وألحان بليغ حمدى، وتدور قصته عن عتريس الذي يفرض سلطته على أهالى القرية بالحديد والنار كما يفرض عليهم الإتاوات وكان عتريس يحب فؤادة منذ نعومةأظافره.
ولكن«فؤادة»تتحدى «عتريس» بقهره لأهل القرية وتفتح الهويس الذي أغلقه عقاباً لأهل القرية، ولأن «عتريس» يحب «فؤادة» لا يستطيع قتلها فيقرر أن يتزوجها ولا يستطيع أبوفؤادة الرفض فيزوجها له بشهادة باطلة، وبسبب هذا الزواج الباطل يتصدى الشيخ إبراهيم(يحيى شاهين)لعتريس،فيقتل عتريس محمودابن الشيخ إبراهيم، ويأتى مشهد النهاية بمشهد جنازة محمود، وفيها يردد الشيخ إبراهيم جملته الشهيرة «جواز عتريس من فؤادة باطل»، ويردد كل أهل القرية وراء الشيخ إبراهيم «باطل باطل» ويتوجهون لمنزل عتريس ويحرقون منزله، واضعين نهاية لعهده وحياته، ولم يكن هذا هو العمل الفنى الوحيد المأخوذ عن عمل لثروت أباظة بل هناك أعمال أخرى مثل هارب من الأيام.
وتقول سيرة أباظة إنه مولود في ١٥ يوليو ١٩٢٧بمحافظة الشرقية،لأسرة أدبية قدمت للأدب العربى أسماء بارزة منهم والده الأديب دسوقى أباظة وعمه الشاعر عزيزأباظة وعمه الآخر فكرى أباظة.
وأباظة حاصل على ليسانس حقوق جامعة القاهرة في ١٩٥٠وبدأ حياته الأدبية في سن مبكرة بكتابة القصة والتمثيلية الإذاعية، وحصل على جائزةالدولة التشجيعية في ١٩٥٩وشغل رئاسة اتحاد الكتاب، واختير عضوا بمجلس الشورى ثم وكيلا له، وقد حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية عام ١٩٨٣ إلى أن توفي «زي النهارده» في ١٧ مارس ٢٠٠٣.