رئيس مكتب «المؤتمر الوطني» بالقاهرة: الجنوب أخذ حقه وزيادة

كتب: ياسمين القاضي السبت 22-01-2011 15:47

 

يري الدكتور وليد السيد، رئيس مكتب حزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم بالقاهرة، أن الجنوب استفاد بشدة من اتفاقية نيفاشا وأن الخرطوم قدمت له «عربونا للوحدة»، مؤكدا أن الشمال لن يتأخر عن مساعدة الدولة الوليدة.

ولفت السيد إلى وجود «مؤامرة صهيونية لتفتيت السودان» معتبرا أنها المسؤولة عن الصراع في دارفور، مؤجلا الحديث عن منح جنسية للجنوبيين المقيمين في الشمال إلى ما بعد ظهور النتائج النهائية للاستفتاء.

*ما رأيك في نتيجة الاستفتاء في مصر، الذي أشار إلى اختيار 97% من الجنوبيين للانفصال؟

- كل العالم كان ينتظر أن يقف حزب المؤتمر الوطني ضد الانفصال، لكننا فاجأنا العالم واستقبلنا النتيجة بسعة صدر، واعتبرنا هذا اليوم يوم الوفاء بالعهود، وفي الوقت الذي توقع فيه العالم من الشمال التخلي عن اتفاقية نيفاشا، طرحنا طرحا تعاونيا واستراتيجيا، وقلنا إذا كانت الوحدة تصحبها حرب والانفصال يصحبه سلام، فالانفصال سيكون أفضل، وسنمد يدنا البيضاء للجميع.

*وفي رأيك ما دلالة هذه النسبة وهذا الإصرار الشعبي على الانفصال؟

- الدلالة الوحيدة لذلك هي أن الحركة الشعبية نجحت في تعبئة المواطن الجنوبي المغلوب على أمره لصالح أجندتها الخارجية، التمرد بدأ في 1955 حينما خلق الاستعمار البريطاني الصراع بين أبناء الشعب السوداني، وهو ما خلق تراكمات أدت للحروب فيما بعد.

*لكن الحركة الشعبية والمواطن الجنوبي أكدا أن الرغبة في الانفصال جاءت نتيجة إهمال الشمال للتنمية، فما تعليقك؟

- من الذي أوقف التنمية؟..إنها الحرب التى بدأها الجنوب، هم من بدأوا رفع السلاح أمام سلطان الدولة، وبالتالي بدلا من أن تتحول ميزانية الدولة للتنمية تحولت للحرب، إذن أبناء الجنوب هم السبب.. هم من حاربوا الحكومة الوطنية الأولى وحاربوا المهدى، كما أن الجنوب أخذ حقه في التنمية، واتفاقية نيفاشا كانت مثالا حيا على أنه أخذ حقه وزيادة.

    * لكن حاكم الشمال كان هو المسيطر الفعلي ورئيس الدولة؟

- غير صحيح.. على المستوى السياسي  تم تعيين نائب لرئيس جمهورية لأول مرة وحكم الجنوب نفسه بنفسه، حتى إن البشير كان لا يستطيع تعيين موظف في الجنوب إلا بموافقة حكومة الجنوب، كل هذا كان «عربونا» للوحدة مع الجنوب، أما على المستوى الاقتصادي، فقد قررت اتفاقية نيفاشا أن الجنوب سيحصل على 50% من البترول والباقي يوزع على السودان كله. الجنوب اخذ أكثر مما يستحق، أما عن حديثهم عن التهميش فيجب أن يعرفوا ما هو التهميش من وجهة نظرهم، عندما كانت جوبا بها مطار دولي، لم يكن بالشمال مطار دولي، وعندما  كان بالجنوب جامعة جوبا، لم يكن بالشمال  جامعة بحجمها.

* كيف سيتم التعامل مع الجنوبيين المقيمين في الشمال؟

- سيظلون بالشمال وستظل لهم ممتلكاتهم وحرية التنقل، أما الحديث عن الجنسية فهو أمر متروك لما بعد النتائج النهائية للاستفتاء.

*هل تظن أن يصبح النفط نقطة خلاف بين الشمال والجنوب في حالة الانفصال؟

- لا، الاتفاقية واضحة..  70% من آبار النفط ستكون في الجنوب، و30% في الشمال، وهي نسبة تكفي حاجات الشمال كما أن نفط الشمال أفضل بناء على الدراسات العلمية، و خط الأنابيب موجود فعليا بالشمال، لذا فالقيمة الاقتصادية كلها موجودة.

*هل يمتلك الجنوب من وجهة نظرك مقومات لبناء دولة جديدة؟

- أبدا..لا عندهم بنية تحتية ولا خدمات ولا اي شيء وهذا سيدخل حكومة الجنوب في دوامة شديدة، لكننا سنساعد هذه الدولة لتتغلب على كل مشكلاتها الأولية.

*هل تتوقع أن تطلب دارفور حق تقرير المصير إذا فاز الجنوب بالانفصال؟

- لا أظن، فمشكلة الجنوب أن الاستعمار البريطاني حولنا لدولتين في شكل دولة، كل منها لغة وديانة وثقافة وزى وعادات مختلفة. لكن دارفور والسودان لم يمرا بذلك فنحن واحد، وهناك تجانس بين الشمال كله، ونعلم أن أزمة دارفور صناعة غربية تتبع اللوبي الصهيوني، ونحن نعلم الآن أن داخل السودان لوبي يناهض الاستقرار.

*لماذا فشل السودان في إيجاد صيغة حياة مشتركة تبعده عن تلك الصراعات؟

- الاستعمار والدوائر الصهيونية دائما تحول المشكلات البسيطة إلى مشكلات كبيرة، أما مشكلة دارفور فهي صناعة غربية وهي أكبر أكذوبة خلقها العالم الغربي وصدقها، للأسف الشديد أن الذين يمثلون على المسرح هم أبناء السودان.. ومن يدير المسرحية هو الدوائر الصهيونية.. ويتهموننا بأننا من المؤمنين بنظرية المؤامرة الغربية، لكنها موجودة حقا وبقوة وتحديدا في دارفور.

    * وما رأيك في موقف الحكومة السودانية من الترابي.. وهل يفتح اعتقاله بابا للقمع السياسي؟

- الترابي كان يقود حملة للاحتجاج على الحكومة، وهو خارج على سلطان الدولة وستتم محاكمته في إطار قانون السودان الواضح، وكل من يحاول الخروج عن القانون والدستور سيتم التعامل معه بالقانون كما تم التعامل مع الترابي.