«تايم»: التعليم المصري «الفقير» خرج أجيالا تفتقر إلى «مهارات المعارضة»

كتب: فاطمة زيدان السبت 22-01-2011 13:46

 

توقعت مجلة «تايم»، الأمريكية، أنه لن يحدث ثورة في مصر، على غرار ما حدث في تونس، في أي وقت قريب، وذلك على الرغم من استياء المصريين من النظام، الذي يبتلع كل الأرباح المحلية قبل وصولها إلى الفقراء، مؤكدة أن هناك نوعًا من الاستسلام السياسي حول فعالية الاحتجاجات في مصر.

وتساءلت المجلة، في تقرير لها السبت، عن سبب عدم استعداد مصر لثورة شعبية مثل الثورة التونسية، وذلك بالرغم من أن النسبة الأكبر من سكان مصر يعيشون تحت خط الفقر، مما يجعل المصريين أكثر يأسًا من الشعب التونسي.

وأرجعت المجلة سبب عدم ثورة المصريين إلى التعليم؛ مشيرة إلى أن مصر مستمرة في تقليص حجم الإنفاق على التعليم على مدى العقدين، وهو ما أدى إلى عملية تعليمية فقيرة، أخرجت أجيالا تفتقر إلى المهارات اللازمة للتفكير الناقد والمعارضة.

وأوضحت المجلة أن المصريين يعانون من نظام مستبد منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، موضحة أنهم دائمو الشكوى من تجاهل هذا النظام لهم، والذي يعرف عن التعذيب أكثر ما يعرف عن خدمة العامة.

ومن جابنها، وصفت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، النظام المصري بـ«المهزوز»، وذلك بعد ثورة الياسمين التونسية.

وأضافت المجلة أن المنطقة العربية، التي كانت مشلولة بسبب الحكم الاستبدادي؛ أصبحت الآن في حالة حراك، كما أن القادة العرب يتراجعون عن مواقفهم، في إشارة إلى دعوة الرئيس حسني مبارك خلال القمة الاقتصادية العربية، الأسبوع الماضي، للاستثمار في الشباب العربي.

وتابعت: «هناك رائحة خوف في كلمات وزير الخارجية، أحمد أبو الغيط، حين وصف مخاوف البعض من امتداد ما يجرى على الأرض في تونس إلى مصر بأنها "كلام فارغ"».

وأوضحت المجلة أن مصر، التي وصفتها بـ«الضعيفة» تبدو معرضة للهجوم، في إشارة إلى انتشار حالات الانتحار في الأيام القليلة الماضية، فضلا عن تفجير كنيسة «القديسين» في الإسكندرية، الذي كشف عن مخاوف من انقسامات جديدة في البلاد.

وأشارت المجلة إلى أنه في الوقت الذي طالب فيه أوباما النظام المصري، بعقد انتخابات حرة ونزيهة؛ شن النظام حملة شرسة على المعارضة، مؤكدة أن البيت الأبيض ظل صامتًا على هذا النهج، مرجعة ذلك إلى أنه يخشى إغضاب حليفه الرئيسي، فضلا عن قلقه من تزايد شعبية الإخوان المسلمين.

واتهمت المجلة أوباما بتجاهل الأخلاقيات الصليبية، التي كان ينتهجها الرئيس السابق جورج بوش، لصالح سياسة المشاركة والتي تملي عليه موقفًا أكثر احترامًا تجاه الأنظمة الأخرى.

وأكدت المجلة أن وعيد الرئيس السابق بوش، وكذلك سياسة الرئيس أوباما الحالية لم يستطعا تخفيف قبضة النظام المصري الحديدية.

ونبهت المجلة إلى أنه حان الوقت للإدارة الأمريكية لمحاولة انتهاج سياسة أخرى، مشيرة إلى أن المراهنة على الحفاظ على المصالح الأمريكية في ظل بقاء الأنظمة العربية المستبدة في السلطة؛ تبدو أكثر خطورة من أي وقت مضى، متسائلة.. كيف سيكون رد فعل البيت الأبيض إذا حدث غضب شعبي في القاهرة، مشيرة إلى أنه لا بد من البدء في التفكير في هذه المسألة من الآن.

ومن جانبه، قال شلومو بروم، رئيس برنامج العلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن تونس أصبحت الآن نموذجًا لشعوب المنطقة، التي ترغب في تحسين العناصر الديمقراطية لديها، فضلا عن أنه سيشجع على تنامي موجة إسلامية جديدة في المنطقة.

وطالب «بروم» بضرورة أن تكون التطورات الجارية في مصر، هي قلق إسرائيل الرئيسي، في إشارة إلى أن مصر منغمسة في الفجر الكاذب لنظامها السياسي في ظل حالة عدم اليقين، مؤكدًا أن  النظام المصري يبدو مستقرًا على المدى القصير، ولكن هناك مجال للقلق بشأن ما يمكن أن يحدث مع مرور الوقت.