«أحضان وزغاريد» أمام «طرة» بعد «العفو الرئاسى» عن «سجناء التظاهر»

كتب: عصام أبو سديرة الثلاثاء 14-03-2017 23:37

أفرج قطاع مصلحة السجون بوزارة الداخلية، صباح الثلاثاء، عن 203 سجناء، بموجب قرار جمهورى بالعفو عنهم، والذى صدر، الإثنين، إثر تشكيل لجنة رئاسية لفحص الحالات التى تستحق العفو، وطرح قائمة بأسمائهم أمام رئيس الجمهورية للبت فى أمرها، حيث انتهت أعمال اللجنة إلى صدور قرار بالعفو عن 203 سجناء، معظمهم من الشباب، على أن تكون هناك قوائم أخرى فى فترات لاحقة.

وأنهى القطاع، برئاسة اللواء محمد الخليصى، واللواء محمد على، مدير مباحث السجون، إجراءات خروج المعفو عنهم، حيث وصل الخطاب الرسمى بالقرار الجمهورى إلى المصلحة صباحاً، وبدأت اللجان القانونية والفنية، بإشراف اللواء محمد على مدير مباحث السجون، إجراءات الفحص الأخير للنزلاء الواردة أسماؤهم بكشوفات القرار الجمهورى، حيث تم السماح لهم بالخروج من سجون محافظات الجمهورية، فى الثانية ظهراً.

وارتسمت فرحة عارمة على وجوه 180 سجيناً، مطلق سراحهم، فور خروجهم من أبواب سجن طرة، وسجد معظمهم شكرا لله، وتبادل السجناء المفرج عنهم الأحضان مع أسرهم التى استقبلتهم بالزغاريد والهتاف، فيما أطلق سراح باقى المفرج عنهم من سجون بالأقاليم.

أحد المفرج عنهم يحمل طفلاً بعد خروجه من الحبس

وفتحت السجون أبوابها تنفيذاً للقرار الجمهورى، وسط إجراءات أمنية مشددة فى محيطها، وتواجد إعلامى، حيث شملت قائمة المفرج عنهم حاصلين على أحكام نهائية وباتة تتراوح ما بين 3 سنوات والمؤبد.

وقالت مصادر أمنية إن المفرج عنهم بالقرار الجمهورى لم يدانوا فى قضايا عنف، أو قضايا مخلة بالشرف، ومعظمهم كانوا من طلاب الجامعات، الذين تورطوا فى أحداث للتظاهر جرت خلال الفترات الماضية بمناطق متفرقة بالجمهورية، مشيرة إلى أن الأسماء الواردة فى قرار العفو جاء معظمها من طلاب الجامعات، حرصاً على مستقبلهم.

وطغت فرحة المفرج عنهم (خالد وشقيقه على ونجله محمد) على مشهد إطلاق سراح السجناء، إذ استقبلتهم والدتهم العجوز بدموع الفرحة أمام باب السجن برفقة شقيقاتهما وأقاربه.

وقضى الثلاثة 3 أعوام ونصف من أصل حكم نهائى، وبات بالسجن 15 عاما، لإدانتهم فى أحداث 6 أكتوبر عام 2013، لاتهامهم بالتظاهر.

وقال محمد لـ«المصرى اليوم»: «الحمد لله مبسوط جدا بقرار العفو، بعدما شعرنا أن بالإحباط واليأس داخل السجن، الحمد لله أعتقد أن قرار العفو جاء فى محله، لأن الله يعلم أننا مظلومون، وسنبدأ حياة جديدة».

واستقبلت الأم ابنيها بفرحة عارمة على باب السجن، إذ ظلت لدقائق تقبلهما، كذلك حفيدها محمد خريج المعهد الفنى الصناعى، الذى قضى نفس المدة برفقة والده وعمه.

وقالت الأم: «فرحتى بيهم ما تتوصفش، شعور صعب لما يكون عيالك الاتنين وابن ابنك فى السجن، وأبوهم توفى من 5 شهور من الزعل عليهم، لكن الحمد لله نصيبنا، وكويس إن شفتهم برا السجن قبل ما أموت».

وأضافت الأم: «كنت بطمن عليهم وبزورهم كل 15 يوم، وكنت على طول التلات سنين بدعيلهم فى الصبح وفى النهار وفى الليل ربنا يفك كربهم، الحمد لله خرجوا لىّ ولأولادهم».

وقال سيد حسن، أحد المفرج عنهم، إنه قضى 3 سنوات ونصفا، من أصل حكم بالسجن 15 عاما و5 سنوات مراقبة، بعد أن قبض عليه عشوائيا فى أحداث 6 أكتوبر 2013.

وأضاف: «عرفت من إدارة السجن إمبارح أنى ساخرج بالعفو الرئاسى، مبسوط جدا، أنا تركت طفلى حسن، وهو يحبو، مستنى أشوفه وهو يمشى بعد ما عمره بقى 4 سنين».

وتابع سيد: «ربما أهلى لا يعرفون أنى من ضمن المفرج عنهم، لذا سأدخل عليهم اليوم وأفاجئهم». وقال: «كنت أعمل موظفا بالنقل العام وتم فصلى بعد الحكم، لذلك سأبدأ حياة جديدة من الآن، 3 سنوات ضاعت أهون من عمر كامل كان هيضيع».

وقال تاجر مفرج عنه، مقيم بكفرالشيخ، إنه قضى عامين ونصفا، من أصل 5، فى عقوبة يقضيها لإدانته بالتظاهر، قائلا: «الحمد لله، مفيش رجعة للتظاهرات تانى».