ويكيليكس: «التزوير الواسع» فى انتخابات «الشورى» والمحليات 2008 أظهر الإصرار على منع «الإخوان»

كتب: غادة حمدي الإثنين 12-09-2011 20:08



تناولت برقية بعث بها الوزير الأمريكى المفوض للشؤون السياسية والاقتصادية بالقاهرة وليام ستيوارت إلى بلاده فى يوليو 2008، نقلاً عن السفيرة الأمريكية - آنذاك - مارجريت سكوبى - أنه فى يوم 13 يوليو من العام ذاته، أجريت انتخابات برلمانية تكميلية على 4 مقاعد شاغرة فى الإسكندرية وكفر الشيخ، وفاز مرشحو الحزب الوطنى الحاكم بها، وسط مزاعم من جانب مرشحى جماعة «الإخوان المسلمين» بتزوير الانتخابات ومنع الناخبيين المؤيدين للإخوان من التصويت، وعلقت سكوبى قائلة إن التدخل الحكومى الواضح فى عملية التصويت، وتضاؤل الشعور بالتسامح إزاء تحقيق الإخوان مكاسب انتخابية، ينذران بما يمكن توقعه من انتخابات 2010 البرلمانية، وأضافت أن «التزوير واسع النطاق فى انتخابات المجالس المحلية فى أبريل 2008، وانتخابات مجلس الشورى فى يونيو 2007 بشكل واضح، أظهر استعداد الحكومة لإجراء مجموعة واسعة من التدابير من أجل ضمان عدم فوز مرشحى الإخوان بأى مقاعد».


وتوضح البرقية - التى سربها موقع «ويكيليكس» على الإنترنت مؤخراً - أنه خلال الانتخابات البرلمانية لعام 2005- التى فاز فيها «الإخوان المسلمين» بـ 88 مقعداً- أصدرت المحكمة حكماً بوقف الانتخابات على مقعدين فى الإسكندرية و2 آخرين فى كفر الشيخ بسبب تقارير عن مخالفات فى التصويت ومزاعم بالتزوير. وأضافت الوثيقة أنه بعد عامين ونصف العام، أعلنت وزارة الداخلية أن الانتخابات المجمدة ستعقد بنفس مرشحى 2005. وأشارت البرقية إلى أنه أعقبت ذلك حملات انتخابية محمومة، وفى الأسبوع السابق للانتخابات، تم اعتقال ما لا يقل عن 60 من العاملين فى الحملات الانتخابية لمرشحى الإخوان، فيما نشر مرشحو الجماعة لافتات فى جميع أنحاء المناطق المتنافس عليها، مستخدمين شعار الإخوان المسلمين التقليدى «الإسلام هو الحل»، وشعارا آخر أحدث وهو «معا من أجل الإصلاح»، الذى تم اعتماده للمرة الأولى فى انتخابات مجلس الشورى فى يونيو 2007. ونقلت البرقية عن القيادى بجماعة الإخوان المسلمين فى الإسكندرية على عبدالفتاح تفسيره لاستمرار استخدام شعار «الإسلام هو الحل» الذى وصفته البرقية بـ«المثير للجدل»، بقوله لصحفيين إن الشعار يتفق مع المادة 2 من الدستور، التى تنص على «إن الإسلام دين الدولة، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع».


وأشارت سكوبى إلى أنه خلال انتخابات 13يوليو، تحدثت وسائل الإعلام المصرية وجماعات المجتمع المدنى عن وجود أمنى مكثف فى الإسكندرية، مع أكثر من 200 مدرعة تم نشرها قرب مراكز الاقتراع. وسرت مزاعم بأنه تم نشر نقاط تفتيش للشرطة فى الشوارع، وتم إبعاد مؤيدى الإخوان المحتملين. وأوردت سكوبى فى برقيتها ملاحظة جانبية قالت فيها إن «الإخوان المسلمين» تحظى بقاعدة شعبية عريضة فى الإسكندرية، وإنه خلال عام 2005، فاز 8 مرشحين إخوان من بين 9 نافسوا فى الانتخابات التى جرت هناك، مما أسهم فى سيطرة الجماعة على 8 مقاعد من أصل 22 مقعداً فى مجلس الشعب فى الإسكندرية.


وذكرت البرقية أن مرشحى الإخوان فى الاسكندرية دعيا إلى مؤتمر صحفى عقب إعلان النتائج، واشتكيا من تدخلات قوات الأمن فى الانتخابات، والتلاعب فى الأصوات، ومنع مؤيديهما من دخول مراكز الاقتراع، وبشكل عام التجاوزات الأمنية، والاعتقالات التى طالت عددا من مناصريهما. وقالت البرقية إنه وفقاً للنتائج الرسمية للانتخابات، فاز أحد مرشحى الإخوان الاثنين فى الإسكندرية بـ185 صوتا، والآخر بـ4 أصوات فقط من أصل 32.500 صوت. وتعهد كلا المرشحين بالطعن فى نتائج الانتخابات.


وفى كفر الشيخ، رفضت محكمة القضاء الإدارى استئنافاً من مرشحى الإخوان لتأجيل الانتخابات بسبب إخطارهما بموعد الانتخابات قبله بـ10أيام فقط، حيث قال إن تلك الخطوة أفقدتهما الوقت الكافى لإجراء الحملات الانتخابية. وأكد مرشحا الإخوان أيضاً أن قوات الأمن منعت مؤيديهما من التصويت، ورفعا شكوى رسمية لرئيس لجنة الانتخابات المحلية، اتهما خلالها الحزب الحاكم بتزوير الانتخابات. وأشارت البرقية إلى أن رجب البنا- أحد المرشحين فى كفر الشيخ - انسحب من الانتخابات، احتجاجا على تعرض أنصاره للإقصاء القسرى من 23 مركز اقتراع.


وذكرت البرقية أنه بعدما أعلن مرشحو الحزب الوطنى انتصارهم فى المعركة الانتخابية، جددت قيادات «الإخوان» ومرشحوها التزامهم بالعملية الديمقراطية ونبذ العنف. وعلى الرغم من أن القيادى الإخوانى فى الإسكندرية أسامة نصر وصف الانتخابات بـ«المخزية»، فإنه أكد أن التجربة «لن تمنع الإخوان المسلمين من ممارسة حقوقهم الديمقراطية».