ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح وكالة الاستخبارات المركزية «سي أي ايه» صلاحيات سرية جديدة تسمح لها بشن الغارات الجوية باستخدام الطائرات بدون طيار ضد الإرهابيين المشتبه بهم، وذلك وفقا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.
ووصفت الصحيفة، في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني، الثلاثاء، هذه التطورات بأنها تعد تحديا لسياسة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في الحد من الدور شبه العسكري الذي تقوم به الوكالة، علاوة على إمكانية إعادة فتح أبواب الصراعات بين الوكالة ووزارة الدفاع (البنتاجون).
وأبرزت الصحيفة قول مسؤولين أمريكيين «إن هذه الصلاحيات الجديدة، التي لم يكشف عنها من قبل، تمثل تحولا مهما عن النهج التعاوني الذي أصبح من الممارسات المعتادة قبل نهاية فترة ولاية الرئيس السابق باراك أوباما، وهو كالتالي: تقوم (سي آي إيه) باستخدام الطائرات بدون طيار وغيرها من المصادر الاستخباراتية الأخرى لتحديد موقع الإرهابيين المشتبه بهم، وبعد ذلك يتولى الجيش الأمريكي عملية ضربهم، وكانت الغارة الجوية التي استهدفت زعيم طالبان الملا منصور في مايو 2016 في باكستان خير دليل على هذا النهج».
وأشارت (وول ستريت جورنال) إلى أن إدارة أوباما كلفت الجيش بمسؤولية «الضغط على الزناد» من أجل تعزيز الشفافية والمساءلة، فيما لم تلزم «سي أي إيه» التي تعمل من منطلق سلطات سرية بكشف عدد الإرهابيين المشتبه بهم أو عدد المدنيين العزل الذين قتلوا جراء الغارات التي تستخدم الطائرات بدون طيار، ولكن ينبغي على البنتاجون، مع ذلك، الكشف علانية عن تفاصيل معظم غاراته.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين مطلعين قولهم «إن الرئيس ترامب ألمح من قبل برغبته في تسريع وتيرة قتال تنظيم داعش الإرهابي وغيره من الجماعات المسلحة الأخرى، فيما استخدمت سي آي إيه لأول مرة الصلاحيات الجديدة الممنوحة إليها في نهاية شهر فبراير الماضي عندما شنت غارة استهدفت أبوالخير المصري زعيم القاعدة في سوريا وصهر زعيم القاعدة أسامة بن لادن، ورغم أنه تم الإعلان عن الغارة، إلا أنه لم يعرف مسبقا أن (سي آي إيه) هي الجهة التي نفذتها من منطلق الصلاحيات الجديدة».
وذكرت (وول ستريت جورنال) أن المتحدثين باسم وزارة الدفاع و«سي آي إيه» رفضوا الإدلاء بأي تعليقات حول هذا الأمر.
وقال مسؤولون «بالرغم من أن إجراءات الرئيس ترامب الأخيرة جاءت خصيصا لتطبق من أجل تعزيز قدرات سي آي إيه في سوريا، إلا أنها تعزز أيضا من قدرة الوكالة على اكتساب المزيد من الصلاحيات بموجب تعليمات الرئيس للقيام مرة أخرى بعمليات سرية في أماكن أخرى تستهدف فيها الولايات المتحدة المتشددين مثل اليمن وليبيا والصومال وغيرها من الدول».
وأضاف المسؤولون، وفقا للصحيفة، «أن سوريا ربما لن تصبح الدولة الوحيدة التي ستطبق فيها سي أي إيه الصلاحيات الجديدة الممنوحة إليها..ففي مطلع هذا الشهر، تواترت أنباء عن شن غارة أمريكية بطائرة بدون طيار استهدفت رجلين في قرية بباكستان قريبة من الحدود مع أفغانستان، ولم تعلن وزارة الدفاع عن العملية كعادتها في السابق».