الجمال والطموح هما ما يجمع تلك الكوكبة من النساء اللواتى يذكرهن التاريخ باعتبارهن نماذج للطغيان والجشع والنهم الذى لا يرتوى تجاه الترف الأسطورى والحياة المخملية اللصيقة بحكايات ألف ليلة وليلة..
هن «نساء الظل» اللائى لم يتوقف سعيهن عند حدود التصاق أسمائهن بلقب «الملكة» أو «السيدة الأولى» أو «قرينة الرئيس»، بل تجاوزن دورهن كزوجات ومددن أيديهن فى مقاليد الحكم وأصبحن فى نفس دائرة الضوء التى يقف فيها أزواجهن الحكام، وكما تقول الحكمة الشهيرة: «وراء كل عظيم امرأة»، فإن وراء كل حاكم فاسد أو ديكتاتور من هؤلاء امرأة أيضاً، ولكنها فاسدة مثله..
حكاياتهن متشابهة إلى حد بعيد وبعض تفاصيلها تكاد تكون متطابقة، فأغلبهن لم يكن ظهورهن الأول مستفزا أو منبوذاً، بل بالعكس بدأن الصعود للهاوية بحب الشعوب لهن، فالعامة دائما ما يقعون فى أسر فتنة الجمال، أميرات الأساطير الطيبات كلهن جميلات، فعرش الجمال له تأثير طاغ على النفوس، لكن بمرور الأيام يتكشف الوجه الحقيقى ويسقط القناع، فالجمال الجسدى يخفى وراءه قبح النفس والرغبة الأصيلة فى التملك والإيثار المزعوم، وتتحول سنوات الحكم إلى حبل يلتف حول عنق هؤلاء النساء اللواتى يزداد ولعهن بالترف بكل ألوانه..أزياء فاخرة ومجوهرات ثمينة وأموال يستعصى عدها.
علم الاجتماع يفسر تلك الظاهرة بأنها تغير سلوكى فى العلاقات الاجتماعية بعد وصول الفرد لمنصب معين ويقول د. حسن الخولى، أستاذ علم الاجتماع: «ما يحكم علاقات الفرد بمن حوله هو الاتساق الداخلى، والذى يعرف نفسياً بقدرة الإنسان على التغلب على الصفات السلبية بداخله والضغوط الخارجية، فالإنسان يحتفظ بداخله بنوعية مختلفة من السلوكيات والتطلعات، منها حب السلطة، العدل، حب المال، الأمانة، الصدق، والكذب، ولكن عندما يتمتع الإنسان بضمير يقظ، يقوم بتعظيم الصفات الإيجابية بداخله، ويكون قادراً على مجابهة الضغوط الخارجية..
يحدث التغير السلوكى لأى فرد، عند حدوث تغير اجتماعى مؤثر فى حياته، بأن يكتسب سلطة جديدة، فيقوم من خلالها بتعويض ما فاته ماديا ونفسيا، والذى كان محروما منه فترة معينة، والذى قد يكون سببه تواضع مستواه الاجتماعى قبل وصوله للمنصب، أو عدم تلقيه رعاية نفسية وحب لازمين، ويصل به هذا التعويض إلى مرحلة التخمة، نتيجة الطمع والجشع وحب الاستحواذ التى تصيبه..
وتزيد هذه الحالة، عند وصول هؤلاء الأشخاص إلى مناصب لا يمكن محاسبتهم فيها على ما يفعلون، فيسعى كل منهم إلى إشباع رغباته دون حواجز أو قيود، مع تشجيع المحيطين به من غير الأسوياء، وهذا المثل واضح فى حالة «مارى أنطوانيت»، التى عانت من فقدان عاطفى، ومساعى البذخ الذى عاشته كانت محاولة منها لتعويض هذا النقص..
أما فى حالة «إميلدا ماركوس»، فهى الأخرى لم تكن سوية، لأنه لا يوجد إنسان سوى يمتلك نصف ما كانت تمتلكه من أحذية، وإذا كانت كما قالت فى مذكراتها تشجع صناعة بلدها، فكان أولى بها أن تتخلى عن هذه الأحذية لفقراء شعبها بعد ارتدائها، وقد ساعدها فى ذلك النظام المجتمعى الذى تركها دون رقابة أو مساءلة، وهو الأمر الذى يتكرر مع كل الحكام من هذه النوعية، الذين يعانون من وجود مظاهر نفسية مرضية تزين لهم انتهاز الفرص المتاحة أمامهم...
خروج صاحب السلطة أو المنصب من فئة اجتماعية دنيا، لا يعنى بالطبع افتقاده السلوك الصحى، وإنما يرتبط ذلك بالشخصية نفسها، ومدى احتوائها على قيم أخلاقية إيجابية، تمنعها من الانحراف، وهناك كثيرون وصلوا لمناصب تمكنهم من السرقة وإشباع رغبتهم فى التملك وتعويض ما فاتهم من مغريات الحياة، لكنهم لم ينساقوا وراء تلك السلوكيات لأن لديهم وازعاً أخلاقى ودينياً منعهم من ذلك.
الشهبانو فرح ديبا.. إمبراطورة قادها حب المجوهرات إلى المنفى
19 عاماً هى فارق السن بين شاه إيران محمد رضا بهلوى، وزوجته الشهبانو فرح ديبا، تلك الفتاة اليتيمة التى أبهرت العالم بجمالها، واستطاعت أن تحصل على لقب الشهبانو أو «الإمبراطورة»، بعد مرور 2500 عام على حصول امرأة على هذا اللقب.
تعرف عليها الشاه فى أحد احتفالات السفارة الإيرانية بباريس، ولم يكن يتخيل جدها السفير بموسكو أنها ستكون الزوجة الثالثة لشاه إيران وأم ولى عهده، وصاحبة الكلمة العليا فى قصور الحكم، لكنه لم يتخيل أنها ستكون سبباً فى تنامى الثورة ضده، بعدما عرف عنها إسرافها الشديد على شراء التحف والمجوهرات، والمقتنيات النادرة. ولدت شهبانو عام 1938 فى مدينة تيريز بإيران لأب يعمل ضابطا فى الحرس الملكى، ولكنه توفى وهى فى سن صغيرة، فعاشت مع أمها وجدها، وقد سافرت إلى فرنسا لتدرس الهندسة المعمارية، وفى سفارة فرنسا بطهران تعرفت إلى شاه إيران الذى كان قد انفصل عن زوجته الثانية، وسرعان ما تمت خطوبتهما وتزوجا عام 1959. إلى جانب جمالها الفاتن كانت ديبا صاحبة شخصية قوية، حتى أنها حصلت على لقب الشهبانو بعد 6 سنوات فقط من زواجها من الشاه، وصمدت معه فى رحلة المنفى، عندما خرجا من البلاد عام 1979، إلى مصر ثم بنما فالولايات المتحدة الأمريكية، فالمغرب، فمصر مرة ثانية، والتى توفى بها الشاه عام 1980، لتسافر بعدها إلى الولايات المتحدة وتستقر فى منزل بولاية «كونيتيكيت».
كانت الشهبانو فرح سبباً فى حدة الثورة ضد الشاه الإيرانى، حتى أن المتظاهرين كانوا يطوفون بصورها، يمزقونها ويحرقونها باعتبارها جزءاً من فساد الشاه والحياة السياسية، خاصة عندما علم الإيرانيون بتورط إحدى المؤسسات التى تمتلكها فى توزيع ألبان فاسدة مستوردة من السويد على المواطنين، إضافة إلى حنق الكثير منهم لما يستمعون إليه من أخبار حول إنفاق مئات ملايين الجنيهات على مجوهراتها والتحف التى ملئت بها القصور. ورغم مرور أكثر من 30 عاماً على خروجها من إيران مع زوجها وأولادها فإنها لاتزال تحلم بعودتها إلى حكم إيران، وتشجع ابنها الكبير رضا على أن يكون معارضاً دائماً لنظام الحكم الحالى، كما لم يؤثر فى حلمها انتحار اثنين من أولادها ليلى وعلى.
إميلدا ماركوس.. سيدة واحدة و5400 زوج حذاء
لفتت إليها الأنظار بجمالها الأخاذ وهى فى سن العشرين، فاختيرت ملكة جمال الفلبين وانهالت عليها عروض العمل فى مجال الموضة، وعملت «موديل» لفترة حتى التقت بـ «فريناند ماركوس» الذى كان بطلاً عسكرياً ونجماً سياسياً.. انجذب لجمالها وذكائها خاصة أنهما من مواليد العام نفسه (1929)، وبعد فترة قصيرة من تعارفهما تزوجته عام 1954، وأنجبت منه ابنتين، وعاشا سويا فى القصر الرئاسى من الفترة 1965 وحتى عام 1986حين اندلعت المظاهرات الشعبية مطالبة برحيلهما، بعد تفشى الفساد ووصوله للقصر الرئاسى.
طوال فترة حكم «ماركوس» كانت «إميلدا» تتعامل على أنها ملكة الفلبين المتوجة، وطالما وضعت جاكلين كيندى نُصب عينيها كقدوة تحاول أن تكون نسخة منها، وعُرف عنها قوة شخصيتها وأنها كانت شريكة فى حكم البلاد مع زوجها الذى مات فى المنفى عام 1989، بينما هى لاتزال تنعم بحياة هادئة بعد عودتها للفلبين منذ سنوات وتقيم حاليا فى شقة متواضعة فى الطابق الرابع والثلاثين فى ضاحية «ماكاتى» القريبة من العاصمة مانيلا.
أثناء رئاسة زوجها تمتعت بمزايا عديدة لم يحصل عليها غيرها.. زارت كل بلدان العالم باعتبارها المبعوث الشخصى لزوجها، وقابلت ملوك ورؤساء كثيرين، كما أنها رقصت وغنت مع نجوم السينما والتليفزيون.
لم تنس «إميلدا» ولعها بالأزياء، وفطنت إلى أن ما كان بعيد المنال عنها قبل الزواج من ماركوس أصبح فى متناول يديها، فأفرطت فى اقتناء أغلى وأحدث خطوط الموضة، وذاع صيتها بين نساء العالم المترفات لأنها امتلكت مجموعة من الأحذية الفاخرة التى فاق عدد أزواجها 5400، وقيل عنها إنها كانت ترتدى 3 أحذية و3 فساتين فى اليوم، والحذاء الذى ترتديه مرة لا ترتديه ثانية، لكن الآلاف من أزواج الأحذية التى اقتنتها تحول إلى سلاح ضدها، وفى مواجهة اتهامها بالبذخ تساءلت باستغراب: «من هى المرأة التى لا تحب اقتناء الأحذية؟» وقالت إن حبها للأحذية كان تشجيعا للصناعة الوطنية بمنطقة «ميريكينا» التى كانت تعيش فيها، وأن التجار كثيراً ما كانوا يهادونها بالأحذية وأنها التزمت فقط بمعايير السيدات الأوائل فى العالم، وأن ما ارتدته من مجوهرات وملابس كان ضروريا لأنها تمثل بلدها.
«إميلدا» التى تجاوزت الثمانين عاماً ترفض الحديث عن ثروتها حتى لا تعانى من دعاوى قضائية جديدة، وتدعى أن ما تنعم به من ثراء الآن ليس مصدره الأموال التى جمعتها أثناء حكم زوجها، وإنما لأنه كان يعمل فى تجارة الذهب تاجر ذهب، ومحاميا لشركات التعدين قبل وصوله للسطلة، حتى إنه عندما احترف العمل السياسى عام 1949، كان يمتلك أطنانا من الذهب، تقدر ببلايين الجنيهات.
مارى أنطوانيت.. ملكة متهورة ودعها الفرنسيون بالقاذورات
هى أولى الملكات اللائى اقترن اسمهن بالفساد فى التاريخ الحديث، وهو ما تأكد بسخريتها من غضب الشعب الفرنسى جراء الأزمة المالية الطاحنة التى مرت بها البلاد لدرجة عدم توافر الخبز، عندما قالت «ولماذا لا يأكلوا جاتوه» وهى العبارة التى كانت وقودا أشعل الثورة الفرنسية.
24 عاما، هى طول الفترة التى حكمت فيها الملكة مارى أنطوانيت «آخر ملكات فرنسا»، والتى اشتهرت بالبذخ الشديد وعدم مبالاتها بمشاكل الفرنسيين.
ولدت أنطوانيت عام 1755 فى فيينا، وهى أصغر أبناء الملكة ماريا تريزا، ملكة النمسا، ثم انتقلت إلى فرنسا لتتزوج عام 1796 من الملك لويس السادس عشر وهى فى الرابعة عشرة من عمرها وكان هو فى الخامسة عشرة من عمره.. كانت جميلة وذكية لكنها أيضا متهورة، استغلت ضعف شخصية زوجها وتدخلت بدور كبير فى قراراته ومقدرات البلاد، فكانت تعين وتعزل من تريد من الوزراء، وقيل إنها قامرت بأموالها وأملاك المملكة فى سباق الخيول، الأمر الذى جعلها مكروهة شعبيا، ففى حين كانت فرنسا تمر بأزمة مالية شديدة كان فساد أنطوانيت يزكم الأنوف بإغداق الأموال على محاسيب البلاط، والحفلات الباذخة التى كانت تقيمها، وهو ما دفع الفرنسيين للقيام بثورة شعبية لإنهاء حكم لويس السادس عشر، ولكن مارى واجهت المخاطر بتحد واضح، وحاولت أن تقوّى من موقف زوجها بمعارضتها العنيدة للتغييرات الثورية.
وفى مواجهة الثوار قام الملك الذى كان يعمل بنصيحة زوجته بحشد الجنود حول قصر فرساى مرتين فى عام 1789، ولكن أعقب المرتين عنف شديد، وفى أوائل أكتوبر من العام نفسه اتجهت الجماهير الجائعة فى مسيرة إلى فرساى وأجبرت العائلة الملكية على الانتقال إلى قصر تويلرى بباريس. ومنذ ذلك الحين أصبح لويس ومارى سجينين بالفعل، وتدهورت الأمور وانتهى الحال بقيام الثوار بإعدام لويس السادس عشر فى يناير 1793، وبعد أشهر تم الحكم على زوجته بقطع رأسها بالمقصلة، بعد أن دارت بها عربة مكشوفة فى كل مناحى باريس، ورماها الفرنسيون بالقمامة، والقاذورات، ورحلت مارى أنطوانيت وهى فى عامها الـ 38 غير مذكورة بالخير.
سها عرفات.. مستودع أسرار «أبوعمار»
عقب رحيل زوجها الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، تناثرت حول «سها عرفات» حكايات كثيرة عن احتفاظها بأسرار منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، حيث أُطلعت بحكم قربها من زوجها على ما يدور داخل هذه المؤسسات، فضلاً عن حكايات أخرى تتعلق بثروة زوجها وما ورثته عنه بعد وفاته، حيث صنفت مجلة «فوربس» الأمريكية ياسر عرفات عام 2003، فى المرتبة السادسة على لائحة أغنى زعماء العالم وقدرت ثروته آنذاك بنحو 300 مليون دولار، وقيل إنها أموال خُصصت لدعم القضية الفلسطينية.
موقع «ويكيليكس» أدلى بدلوه فيما يتعلق بأسرار أرملة أبوعمار، وكشف عن برقية مسربة كتبها السفير الأمريكى فى تونس لوزارة الخارجية الأمريكية بشأن الخلاف الذى نشب بين سها عرفات وليلى طرابلسى، قرينة الرئيس المخلوع زين العابدين بن على، بسبب اختلاف بين الشريكتين فى بيزنس المدارس الخاصة، وانتهى الخلاف إلى صدور قرار من بن على بسحب الجنسية التونسية من «سها» ومصادرة مليون ونصف يورو من أموالها المودعة فى البنوك التونسية وطردها نهائيا من البلاد.
سها عرفات وُلدت لأسرة مسيحية ميسورة الحال، فهى ابنة المصرفى الفلسطينى داوود الطويل والشاعرة والسياسية ريموندا حوا.. تلقت تعليمها فى مدارس القدس، ثم سافرت لباريس لتكمل تعليمها بجامعة السوربون، وخلال تلك الفترة برز نشاطها السياسى، وتولت رئاسة الاتحاد العام لطلبة فلسطين فى فرنسا، وفى عام 1985 التقت ياسر عرفات للمرة الأولى، ثم عملت معه مترجمة خلال لقائه مع المسؤولين الفرنسيين عام 1989، وطلبها بعد ذلك كى تعمل معه فى تونس بمقر منظمة التحرير الفلسطينية حينذاك. وبعد عام واحد تزوجا وكانت تبلغ من العمر 27 عاماً بينما كان هو 61 عاما. أهل سها رفضوا هذا الزواج، خوفا عليها من سنواته المتقدمة ونشاطه الثورى، وتم الزواج دون معرفة الأسرة، وبقى سرا حتى أُعلن بعد عامين، واعتنقت سها الإسلام وأنجبت ابنة واحدة هى «زهوة».
تمثل هذه المرأة قصة مختلفة عن باقى السيدات الأوليات الأخريات، فهى الوحيدة منهن التى اختارت منفاها، بعد الاتفاق الذى تم بينها وبين الرئيس الفلسطينى الحالى محمود عباس أبومازن، والذى يقتضى بأن تحصل على مبلغ مادى كبير سنويا، على أن تبقى فى جزيرة مالطة ولا تنتقل من بلد لآخر، وألا تدلى بأى أحاديث أو معلومات عن الزعيم الرئيس الراحل ياسر عرفات سواء ما يخص السلطة الفلسطينية أو علاقتها الشخصية به.
وعلى الرغم من أن سهى عرفات لم تتناثر حولها الأقاويل عن تدخلها ومشاركتها الحكم مع زوجها، حيث اختار لها زوجها أن تعيش بعيدا عنه هى وابنتهما الوحيدة «زهوة» بعد قصف منزله فى الضفة، فإنها تواجه اتهامات من الشعب الفلسطينى بأنها ورثت الأموال المخصصة لدعم القضية الفلسطينية التى كان زوجها الراحل يحتفظ بها. بعد وفاته حاول البعض البحث عن ثروة عرفات وتقديرها إلا أنها ظلت رقما مجهولا للجميع فيما عداها، وهو الأمر الذى أفقدها حب شعبها.
إلينا شاوشيسكو.. «أم الأمة» التى سلقت طفلاً لتثبت جدارتها العلمية
«وراء كل طاغية زوجة فاسدة تسانده» مقولة أثبتت صحتها حياة عائلة الرئيس الرومانى نيكولاى شاوشيسكو الذى تولى حكم روما منذ عام 1965 حتى تم إعدامه وزوجته إلينا عام 1989 رميا بالرصاص.
ولدت إلينا عام 1916 فى إحدى قرى رومانيا، وانتقلت بعد تعليمها الابتدائى إلى بوخارست حيث عملت معدة فى أحد المعامل ثم انتقلت للعمل فى مصانع النسيج، واستطاعت أن تكمل تعليمها العالى فدرست الكيمياء والصيدلة، وانضمت للحزب الشيوعى الرومانى عام 1937، وبعد عامين تعرفت على نيكولاى شاوشيسكو، وتزوجته عام 1947، وهو ما فتح أمامها الباب واسعاً لتتدرج فى المناصب داخل أروقة الحزب، فعملت لفترة فى وزارة الخارجية أثناء شغل زوجها منصب أمين عام الحزب، وعندما أصبح رئيسا للجمهورية عام 1974، عقب استقلال رومانيا عن الاتحاد السوفييتى، وصلت إلى منصب عضو الأمانة العامة للحزب الشيوعى، وأصبحت الشخصية الثانية فى الحزب بعد زوجها، وهو ما مكنها من القيام بدور كبير فى إدارته لانشغال زوجها بأمور الحكم، وفى عام 1978 تم اختيارها فى اللجنة التنفيذية للحزب، وأُطْلق عليها لقب «أم الأمة»، وفى عام 1980 إلى منصب النائب الأول لرئيس الوزراء. كان معروفاً عن إلينا تجاربها المعملية التى استغلت فيها نفوذها حتى قيل إنها سلقت طفلا رومانيا لتجرى عليه تجاربها لاستخلاص دواء للبرد.
طوال رحلتها من التدرج فى العمل السياسى ظلت شريكة فى اتخاذ القرارات وكانت تسافر ممثلة له. عاشت إلينا وزوجها الأسرة فى بذخ شديد بعيد تماماً عن الفكر الشيوعى الذى فرضوه على رومانيا، وقيل إن نيكولاى كان يرتدى يوميا 3 بدلات، ويحرقها فى نهاية اليوم حتى لا يرتديها أحد غيره، كما بلغت ثروة الأسرة نحو 800 مليون دولار أودعت البنوك السويسرية فى وقت كان الشعب الرومانى لا يحصل فيه الفرد إلا على نصف كيلو سكر شهريا، بحجة الحصول على أجساد صحية، الأمر الذى زاد كراهية الشعب الرومانى لهم. وعندما ثار الشعب الرومانى ضد عائلة شاوشيسكو، أمر الرئيس، قائد الجيش بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وعندما رفض قائد الجيش، أمر شاوشيسكو بقتله، لكن الضباط والجنود رفضوا، وانتهى الحال بإعدام الزوجين رميا بالرصاص، لتنتهى حياتهما معا فى نفس اللحظة.