كريم عبدالعزيز: تعمدت التركيز على الفقراء فى «فاصل ونعود»

كتب: نجلاء أبو النجا الجمعة 21-01-2011 16:11

يحظى كريم عبدالعزيز بالقبول من جميع شرائح المجتمع، كما أنه يمتلك إمكانيات تمثيلية تؤهله لتجسيد كل الأدوار، ويساعده فى اختيار أدوار مميزة دراسته الإخراج، وتركيزه على موضوعات تهم القطاع الأكبر من الجمهور، خاصة البسطاء منه، كما يتنوع فى موضوعات أفلامه بين الكوميدى الخفيف والدراما الثقيلة التى تتناول موضوعات حساسة ومهمة وأبرزها «واحد من الناس» و«ولاد العم».

فى فيلم «فاصل ونعود»، يبحث كريم عبدالعزيز عن شكل جديد يظهر به للجمهور، فاختار شخصية سائق التاكسى الكادح الذى يصاب بمرض فقدان ذاكرة لحظى.

كريم تحدث عن سبب اختياره فكرة الفيلم، وعرضه فى هذا التوقيت، وأزمة سرقة نسخة العمل، وتعاونه الخامس مع المخرج أحمد نادر جلال، وإسناد معظم الأدوار لوجوه جديدة.

■ لماذا اخترت شخصية سائق تاكسى كادح يفقد الذاكرة؟

- كنت أبحث عن موضوع مختلف عن الأفلام التى قدمتها، خاصة «ولاد العم»، وأعجبتنى فكرة» فاصل ونعود» للمؤلف أحمد فهمى خاصة أن لها طابعاً نفسياً، فـ«العربى» سائق تاكسى بسيط يتعرض لحادث يصاب بعده بمرض اسمه «فقدان الذاكرة الانشقاقى» يتسبب فى فقده الذاكرة، ويمسح كل المعلومات الرئيسية المخزنة فى المخ، وهى فكرة جديدة تماما على السينما، وتولد مواقف كوميدية وتراجيدية فى الوقت نفسه، وهذه الحالة تضحك المشاهد رغم مأساتها.

■ فكرة فقدان الذاكرة تكررت فى أفلام عديدة؟

-الجديد أننا نتناول مرض فقدان الذاكرة اللحظى، وهو غير مستهلك فى السينما، ويحدث للأشخاص الذين يتعرضون لصدمات نفسية عنيفة تجعل المخ يصدر أوامر لمسح الصدمة لتخفيف الألم، وقد استشرنا أطباء نفسيين لإفادتنا فى الموضوع.

■ هل تناولتم المرض فى إطار كوميدى وأكشن خوفا من عدم تقبل الناس لفكرة فيلم تدور بالكامل حول مرض نفسى؟

- لم يكن هدفنا فى البداية عمل فيلم نفسى يدور حول هذا المرض، ولكن المرض يأتى فى سياق الأحداث ليعقد رحلة «العربى» فى استرجاع ابنه، لكن أى فكرة حتى لو كانت نفسية بحتة إذا نفذت بشكل جيد وباجتهاد سيتقبلها الناس، فالجمهور عايز أى عمل محترم وجيد، بدليل أنه يتابع الأفلام الأجنبية ذات الصبغة النفسية بكل فهم واستمتاع.

■ لكن واضح أنك تعمدت عمل توليفة دون التركيز على خط واحد؟

- لا أعمل بمبدأ التوليفة، بالعكس الفيلم بسيط جداً، وحرصت أن ابتعد عن أى تعقيد فى التناول، لأنى بعيد عن الكوميديا منذ فترة، وقدمت أكثر من درامى ثقيل مثل «ولاد العم» و«واحد من الناس» و«خارج عن القانون»، لذلك قررت أن أعود للكوميديا من خلال حدوتة متكاملة بها قدر من الضحك والتشويق ولها معنى، ولا يمكن تصنيف الفيلم أكشن فقط أو كوميدى فقط، بل هو فيلم إنسانى يحمل داخله كل أنواع الفنون.

■ ولماذا التركيز على التعبير عن تفاقم حالة الفقر التى يعيشها الناس؟

- أنا «عينى على رجل الشارع»، والممثل لا ينفصل عن مجتمعه، وأنا قارئ جيد ومتابع لكل كبيرة وصغيرة، وربما يلاحظ الناس أنى أعبر عن الشخصية البسيطة فى كل أفلامى مثل «أبوعلى» و«محطة مصر» و«واحد من الناس»، لكن مستوى الفقر الذى تزايد لدرجة جعلت الناس تصرخ كان لابد أن أظهره فى الفيلم، فحالة «عربى» ربما تكون أسوأ من كل الشخصيات التى قدمتها من قبل لأن حالة الناس البسطاء أسوأ.

■ كواليس الفيلم كانت صعبة، وكيف تعاملت مع سرقة نسخة الفيلم؟

- فعلا كنا نصور هذا الفيلم فى شهر اغسطس، وكانت هناك مشاهد خارجية صورناها فى درجة حرارة عالية، كما كنا نصور عدد ساعات كبير ونحن فى شهر رمضان، وأثناء التصوير، تعرضت لحادث وأنا أقود سيارة ودخلت فى سور خشبى، أما حكاية سرقة نسخة الفيلم ومساومة السارقين لمنتج الفيلم فقد أقلقتنا جداً، خاصة أنهم هددوا بطرح الفيلم على الإنترنت، لكن التدخل السريع والمحكم من وزارة الداخلية أنهى المشكلة فى بدايتها، وتم القبض على السارقين بسرعة.

■ لماذا اخترت هذا التوقيت للعرض بدلا من موسم عيد الأضحى؟

- توقيت العرض لست المسؤول الأول عن اختياره، بل هو قرار الجهتين المنتجة والموزعة لانهما أكثر دراية بمصلحة الفيلم وأحوال السوق، وأثناء موسم عيد الأضحى، كان الفيلم مازال فى مراحل المونتاج والمكساج والموسيقى التصويرية، وأعتقد أنه من الحكمة تقسيم الأفلام الكبيرة على مدار العام، وعدم تكرار أخطاء الماضى بحشد كل الأفلام والتصارع على عرضها فى موسم واحد فتظلم بعضها، وندخل فيما كانت تطلق عليه «حرب الأفلام والتوزيع وتكسير العظام».

■ هناك عدد من الوجوه الجديدة بالفيلم مثل محمد فراج ورشا أمين ودينا فؤاد، فهل اختيارهم بسبب أزمة العثور على بطلة؟

- وجود وجوه جديدة واعدة وتقديمها مع ممثلين أقدم ظاهرة صحية وتحدث فى كل أفلام النجوم وعلى رأسهم عادل إمام، وهذا اتجاه إيجابى يجب تشجيعه لتفريخ ممثلين جدد للساحة الفنية، ولم تواجهنا أزمة وجود بطلة، فالدور النسائى صغير لكنه مهم جدا، لذلك لا توجد أدوار نسائية من الأساس فى السيناريو تستدعى حدوث أزمة .

■ لكن معظم النجوم الشباب بدأوا فى تقليص دور البطلة لدرجة أن بعض أفلامهم أصبحت تخلو من الدور النسائى؟

- لا أعتقد أن هذا التقليص متعمد، فمن منا يريد أن يجسد فيلم من الجلدة للجلدة، أو أن يقوم بفيلم بمفرده، فهذا ليس فى مصلحة الممثل أو العمل أو الجمهور، وسيظل السيناريو هو سيد الموقف، وهو الذى يحدد أهمية الأدوار وحجمها، وبالنسبة لى حسم سيناريو «فاصل ونواصل» عدم وجود دور رئيسى نسائى، ولست ضد مقاسمة الممثلة للممثل فى البطولة إذا استدعى السيناريو ذلك، والدليل مقاسمة منى زكى لى فيلم «أبوعلى» وكذلك مقاسمتها لى أنا وشريف منير بطولة فيلم «ولاد العم».

■ تعاونت عدة مرات مع المؤلف بلال فضل، وصرحت من قبل بأنك ستتعاون مع مؤلفين آخرين من باب التجديد، فى حين انك تتعاون للمرة الخامسة مع المخرج أحمد نادر جلال.. لماذا؟

- علاقتى ببلال فضل جيدة جدا وأعتبره أكثر من أخ، لكن من حق كل منا أن يجرب نفسه مع آخرين، وهذا لا يعيب علاقتنا الفنية ولا ينفى صداقتنا، وبوجه عام، أعتقد أن انفصال المؤلف والممثل لابد أن يحدث لأن تجريب مؤلفين آخرين يخلق أفكاراً جديدة وشخصيات بعيدة عن الشخصيات التى قدمها الممثل مع المؤلف، أما بالنسبة للتعاون المتكرر مع المخرج أحمد نادر جلال فالأمر يختلف تماما، لأن المخرج حتما يتنوع ويختلف مع كل فيلم على حسب نوع الفيلم وفكرته، لأنه ببساطة ينفذ سيناريو وحواراً بشكل سينمائى يتناسب معه، إذن فالفيصل هنا الاختلاف التام فى نوعية السيناريو والموضوع وليس فى المخرج.

■ هل غبت أكثر من عام عن السينما بسبب أزمة السينما والإنتاج، وما رأيك فى كل تداعيات هذه الأزمة؟

- لى رأى فى حكاية أزمة السينما المصرية واحتضار الصناعة وما إلى ذلك من أقاويل ضخمة تقال بقوة هذه الأيام، بصراحة شديدة «من أول ما وعيت على وش الدنيا وأنا أسمع عن أزمة السينما المصرية عمرنا ما قلنا إننا فى رخاء أو انتعاش فى الصناعة، والحكاية دى كدب وبلاش نلت ونعجن فيها «، وفى الحقيقة السينما مستمرة منذ سنوات ومستحيل أن تحتضر أو تموت، ومهما حدث، ستظل السينما واحدة من أهم الصناعات والفنون فى الوقت نفسه، وإذا كان الإنتاج هذه الفترة ضعيفا إلى حد ما فهذه فترة مؤقتة وستعود الأمور بشكل تدريجى، ولا داعى للتشاؤم.