وجّهت المعارضة السورية بالخارج انتقادات لاذعة للجامعة العربية، وأمينها العام الدكتور نبيل العربى، على خلفية موقفهما من الأزمة السورية، واصفة زيارة «العربى» الأخيرة لـ«دمشق» بأنها «فاشلة»، ولا تعبر عن الشعب السورى فى الداخل والخارج، كما قرروا طلب فرض الحماية الدولية من الأمم المتحدة، لوقف أعمال العنف والقتل ضد المتظاهرين السلميين، متهمين الجامعة العربية بالانصياع لإرادة الحكام العرب الذين يكيلون بمكيالين فيما يتعلق بالأزمة السورية.
وأجمع عدد من رموز المعارضة السورية فى الخارج، خلال مؤتمرهم الأول بالقاهرة فى جلسته الثانية، أمس، على أن المطالب التى رفعها «العربى» إلى الرئيس السورى بشار الأسد لا تعبر عن الثوار السوريين، ولا ترتقى إلى حجم الجرم الذى ارتكبه النظام السورى فى حق شعبه الأعزل.
قال هيثم المالح، المعارض السورى البارز، شيخ الحقوقيين العرب، إن هذه المبادرة لا تعبر عن المطالب التى رفعها الثوار داخل سوريا وخارجها، مشيرا إلى أن أيدى الجامعة العربية مغلولة، ولا تستطيع اتخاذ موقف يلائم ما يحدث فى سوريا، لأنها غير مكترثة بما يحدث هناك، مطالبا بضرورة أن تتخذ الجامعة موقفا يلائم طبيعة الأحداث الدامية والبشعة التى يقوم بها بشار الأسد ضد شعبه.
كما وصف محيى الدين اللاذقانى، المعارض السورى، الزيارة التى قام بها أمين عام الجامعة العربية بأنها زيارة فاشلة، لأنها لا تعبر عن الشعب السورى، وإنما تعبر عن الحكام العرب الذين يكيلون بمكيالين فى التعامل مع القضايا الكبرى، من أجل خدمة أهدافهم ومصالحهم.
وأضاف «اللاذقانى» لـ«المصرى اليوم»: إن النظام السورى أعطى «العربى» درسا لأنه استقبل المعارضة السورية بالقاهرة، وأنه سيحاول تفريغ المبادرة من مضمونها، مؤكدا أن المعارضة السورية ستلجأ للمجتمع الدولى لفرض الحماية الدولية على سوريا، «لأننا فقدنا الثقة فى المجتمع العربى».
وقال المعارض السورى، أحمد الجبورى: هذه المبادرة محكوم عليها بالفشل، لأنها غير واقعية، ولا تعبر عن المطالب التى يرفعها الثوار، وإنما تعبر عن مصالح الحكام العرب الذين يكيلون بعشرة مكاييل فى التعامل مع الثورات العربية.
وأضاف أن الجامعة العربية تعاملت مع ليبيا وفق مصلحة دول الخليج التى أرادت إقصاء القذافى فجمدوا عضويتها واعترفوا بالمجلس الانتقالى، ودعموها ماديا ومعنويا، بينما اختلف الوضع بالنسبة للثورة السورية لأن دول الخليج لها مصالح مع سوريا، فـ «بشار» له استثمارات بعشرات المليارات فى الإمارات، وكذلك الحكام العرب جميعهم تربطهم مصالح مشتركة مع النظام السورى، وبالتالى لا يرغبون فى الإطاحة به.
وأكد «الجبورى أن الثوار لجأوا إلى الحماية الدولي بعد موقف الجامعة العربية المخزى طوال الأشهر الستة الماضية، التى قتل خلالها ما يقرب من سبعة آلاف من المتظاهرين السلميين، وشُرد واعتقل ما يقرب من 40 ألف مواطن لمجرد أنهم خرجوا ليقولوا «سلمية.. سلمية»، وبالتالى الحماية الدولية والمجتمع الدولى هما الحل الوحيد، لأننا نخاف على الشعب السورى من الإبادة الجماعية.