قال علاء عبدالمنعم، النائب السابق، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد: «جمدت عضويتى بالحزب، ولم أستقل لأننى منتخب من الجمعية العمومية، ومتمسك بقرارى إلى أن يعود الوفد إلى مكانته الطبيعية قائداً للحركة الليبرالية المدنية فى مصر». وأضاف عبدالمنعم، فى حواره مع «المصرى اليوم»، بعد إعلانه ومصطفى الجندى، عضو الهيئة العليا للوفد، تجميد عضويتهما فى الحزب، احتجاجا على عدم مشاركة الحزب فى مليونية تصحيح المسار، أن الأحزاب تتصارع على غنائم وهمية، ولن يخوض الانتخابات فى ظل القانون الحالى، وإلى نص الحوار:
■ لماذا جاء قرار تجميد عضويتك مفاجئاً ودون مقدمات؟
ـ سبق لحزب الوفد أن أعلن أنه يؤيد مطالب الثورة، ومع جمعة تصحيح المسار، ورغم ذلك أعلن عدم مشاركته فى الجمعة، وهذا لا يعنى إلا أحد أمرين، إما أن تكون قناعة الحزب غير حقيقية، أو أنه عقد صفقة سواء مع الحكومة أو المجلس العسكرى، خاصة أن الإخوان المسلمين والسلفيين أعلنوا عدم مشاركتهم، فسألت نفسى: هل أصبح حزب الوفد تابعاً وليس قائداً للحركة السياسية؟، وفى كلتا الحالتين فهذا الموقف يتعارض مع قناعتى الشخصية لأن أجندة الحزب يجب أن تكون فى صالح الشعب والوطن، وليس لمصالح حزبية ضيقة، أو سعياً وراء مقاعد فى البرلمان.
■ وهل تعتقد أن سعى الوفد للحصول على أكبر عدد من المقاعد البرلمانية وراء عدم مشاركته؟
ـ لم أجد تفسيراً غير ذلك، لأن الحزب يتحالف حالياً مع حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، ويجب أن يكون التنسيق من أجل مصلحة البلاد وليس من أجل تقسيم مغانم قصيرة المدى على حساب الوطن بأكمله.
■ لماذا أعلنت قرار التجميد فى ميدان التحرير، هل استهدفت الشو الإعلامى؟
ـ أعلنت وزميلى مصطفى الجندى تجميد عضويتنا من الميدان، لأنه بؤرة الثورة، والمكان الشرعى للانحياز إلى الجماهير الغفيرة التى خرجت فى جمعة 9 سبتمبر، رغم من عدم مشاركة القوى الإسلامية، وهذه الأعداد تثبت للحكومة والمجلس الأعلى وللأحزاب التى لم تشارك أن الثورة مستمرة، وأن الحشد الجماهيرى ليس حكراً على الجماعات الإسلامية.
■ هل ستستقيل من الحزب؟
ـ لا.. لأن الوفديين انتخبونى عضواً فى الهيئة العليا للحزب، والوفد ليس ملكاً لأحد، وإنما ملك لكل المصريين وقد جمدت عضويتى ولم أستقل.
■ ما رأيك فى سرعة موافقة الحزب على التجميد؟
ـ لا يملك إلا الموافقة.
■ متى تعدل عن القرار؟
ـ إذا عاد الوفد لمكانته الطبيعية قائداً للحركة الليبرالية المدنية فى مصر.
■ كيف ستخوض الانتخابات بعد أن جمدت عضويتك؟
ـ وهل سيخوض الوفد الانتخابات البرلمانية بقوته الذاتية أم باعتماده على التحالف الديمقراطى الذى يسارع لتقسيم الغنائم قبل اكتمال الثورة؟
■ كيف؟
ـ يتحدثون الآن عن نسب فى البرلمان، وتشكيل حكومة ائتلافية، وكان من الأولى أن نتحدث عن المشاكل والعقبات التى تواجه الثورة، والتى من شأنها أن تقضى عليها، وبالتالى تضيع دماء الشهداء هدراً.
■ هل ستنظم لحزب آخر؟
ـ لا.. لم يخطر هذا الاحتمال على بالى.
■ لماذا؟
ـ لأن الأحزاب الآن تتصارع على غنائم وهمية غير موجودة، فمن الأفضل أن أترفع عن ذلك إجلالاً لأرواح الشهداء والمصابين الذين قامت الثورة على أكتافهم وأرواحهم وجثثهم، وعلى المجلس العسكرى الذى يحكم أن يتذكر أن مظاهرات ميدان التحرير هى التى مكنته من الحكم، وبالتالى عليه تلبية مطالب الشعب.
■ هل ستخوض الانتخابات كمستقل؟
ـ لن أخوضها فى ظ ل القانون الحالى لأن الترشيح وفقاً لأحكام قانون الانتخابات الجديد يعتبر إهانه للمرشحين وللناخبين الذين سيفرض عليهم انتخاب أشخاص لا يعرفونهم بحكم اتساع الدوائر الانتخابية.
■ الملاحظ أنك ومصطفى الجندى تتخذان قراراتكما منفردين، وعلى مسؤوليتكما الشخصية؟
ـ أعيتنا الحيل فى إقناع الحزب باتخاذ مواقف حاسمة من القضايا المهمة، وتحديداً قانون مجلس الشعب الجديد، الذى سيدفع البلاد إلى فوضى غير مسبوقة، ولم يتخذ الحزب أى إجراء ضد إقراره، رغم إعلان رفضه المتكرر للقانون، وكأن الرفض أو التغيير سيأتى من الغرف المكيفة، وليس من الشارع.
■ ما الذى ينقص حزب الوفد؟
ـ اتخاذ إجراءات وقرارات ثورية لقيادة الجماهير ليكون قائدا للقوى الليبرالية، ولا يكون تابعاً لقوى أخرى.