في ٢٢ فبراير ١٩٥٨كان الإعلان عن قيام الوحدة بين سورية ومصر والتى أخذت اسم الجمهورية العربية المتحدة، وقد رأت الجماهيرالعربية، في قيامها، تعبيراً عن إراداتها وطموحاتها، وفى ٢٨ سبتمبر١٩٦١ هاجم الانفصاليون الوحدة مع مصر، وكان حزب البعث العربى الاشتراكى- الذي كان له الدور الرئيسى في تحقيق الوحدة السورية المصرية- قد وقف في طليعة القوى القومية التقدمية التي عارضت الانفصال.
كما كانت الظروف الموضوعية التي يعانيها نظام حكم الانفصال مهيأة للقيام بالثورة عليه وإسقاطه لافتقاره إلى القاعدة الشعبية، وفى المقابل كانت القوى المعارضة للانفصال وفى طليعتها حزب البعث العربى الاشتراكى تزداد قوة وفاعلية وتأثيراً، كما كان نجاح ثورة ٨ فبراير١٩٦٣ في العراق التي قام بها حزب البعث العربى الاشتراكى من العوامل المشجعة والمساعدة، وعلى هذه الخلفية جاءت ثورة الثامن من آذار «زي النهارده» في ٨ مارس ١٩٦٣ في سوريا بقيادة حزب البعث العربى الاشتراكى ضد الرئيس ناظم القدسى والحكومة المنتخبة برئاسة خالد العظم، وكان من نتائج الثورة، إلغاء التعددية السياسية والاقتصاديّة وقيام دولة الحزب الواحد في سوريا وإنفاذ قانون الطوارئ منذ ١٩٦٣.