تعتبر المخرجة إنعام محمد على، أن الاهتمام بقضايا المرأة في الأعمال الفنية كان أكثر أهمية خلال فترة القطاع العام الممثل في المؤسسة العامة للسينما وقطاع الإنتاج وصوت القاهرة، حيث كانت هذه الجهات تقدم إنتاجات فنية تهتم وتلقى الضوء على ما تعانيه المرأة من هموم وقضايا ومشكلات أسرية واجتماعية.
وأضافت أن الموضوع حاليًا يغلب عليه الطابع التجارى، لذلك لا تعرض قضايا نسائية ولكن أحيانًا كثيرة تستغل المرأة كسلعة لجلب الإيرادات من شباك التذاكر دون أن تعالج قضاياها.
وتابعت: لدينا أمثلة كثيرة قديمًا لفنانات قدمن أفلامًا كثيرة فجرت قضايا المرأة منها، فاتن حمامة في «أريد حلاً» والتى ناقشت فيه قضية المرأة المطلقة ونضالها في الحصول على الطلاق، لافتة إلى أنها من المحظوظات اللاتى قدمن أعمالا تليفزيونية كثيرة تطرح مشاكل وقضايا للمرأة. وواصلت: هناك عدد من الكاتبات من النساء لا يردن تصنيفهن كمتخصصات في قضايا المرأة، وأن من كسرت القاعدة هي الفنانة إلهام شاهين، عندما أنتجت فيلم «يوم للستات»، ومن قبله فيلم «خلطة فوزية»، وأصبحت متخصصة كمنتجة في طرح هذه النوعية ورغم أن هذه الأفلام تناولت قضايا خاصة بالمرأة لكنها ليست قضايا مُلحّة.
وذكرت أن المراة اقتحمت مجال الإخراج بعد الرجل بسنوات طويلة وللتليفزيون الفضل في دخول المرأة هذا المجال، وأنها كانت ضمن من تخصصوا في إخراج عدد من المسلسلات التليفزيونية.
وأشارت إلى أن مسألة الإخراج بالنسبة للمرأة تحتاج لتفرغ كامل على حساب الحياة الأسرية لها، وأن هذا المجال «ميقبلش شريك»، وقالت: إن إخراج الأفلام مهما طالت مدته فيأخذ 11 أسبوعا على الأكثر، ولكن المسلسل يتم تجهيزه وإخراجه وعمل مونتاج له في فترة لا تقل عن عام كامل على الأقل، لذلك عدد النساء المخرجات قليل نتيجة ظروفهن الشخصية ولكن من الممكن أن يكون بينهن مخرجات موهوبات.
وأوضحت أن الإخراج عبارة عن وجهة نظر، ومشاعر وأحاسيس وفكر، والمرأة قد تمتلكها جميعا، بينما الرجل من الممكن أن يمتلك الفكر والرؤية ولكن المرأة تتفوق عنه في الأحاسيس وأضافت: هناك مخرجات مصريات فزن بجوائز عالمية، وبالنسبة لقضايا المرأة فلا أعتقد أن القطاع الخاص من الممكن أن يقدم قضية للمرأة على الشاشة ولكن يمكنه استخدامها فقط للترويج لأعماله.
وانتقدت «محمد على» عدم تناول قضايا للمرأة في الأعمال الفنية واعتبرت أن ذلك يسهم في تغيير مجتمع وفكره، وطالبت بضرورة طرح قضايا داخل إطار خطة ورؤية واضحة، لافتًة إلى أنه خلال عام المرأة مثلا تقدم أعمال للمرأة فمن الممكن أن نتناول قضايا معينة أو موضوعات تغير التفكير الجامد خاصة فيما يتعلق بقوانين الأحوال الشخصية.
وأعربت عن تقديرها للأزهر الشريف وللإمام الأكبر الدكتور الشيخ أحمد الطيب، والذى وصفته بأنه صاحب آراء «متحررة» في كل القضايا المجتمعية، ولكن فيما يتعلق بالعلاقات الزوجية وقضايا الأحوال الشخصية تصبح الأمور شديدة الصعوبة في إيجاد حلول لها رغم المشاكل التي تسببها بعض القضايا الخاصة بالأحوال الشخصية مثل «الطلاق الشفوى».
ودللت على حديثها بفيلمها التليفزيونى الشهير «آسفة أرفض الطلاق» الذي لعبت بطولته ميرفت أمين، وتناولت من خلاله قضية الطلاق الغيابى، وأن كاتب القصة رجل، وأكدت أنها ناقشت قضية شائكة ومضمونها يكمن في أن العقد الذي بُنى على موافقة الطرفين يجب أن يتم إنهاؤه بموافقة الطرفين معًا.
وأضافت أنها ترى ضرورة مناقشة القضايا التي تهمّ المرأة في السينما والأعمال التليفزيونية بطريقة أكبر من ذلك وأعمق، لأن هناك قضايا نسائية كثيرة لابد من إيجاد حلول لها، ويجب أن تُترجم وتُطرح في أعمال فنية مثلما كان يحدث في الماضى.