دعا قادة التيار اليمينى الإسرائيلى منذ فترة طويلة إلى توحيد دولة فلسطينية مع الأردن، وهو الحل الذى سيريح إسرائيل من القضية الفلسطينية، إلا أن الأردن، الذى حكم الضفة الغربية من عام 1948 حتى احتلالها فى حرب 1967، فك ارتباطه بالضفة الغربية إدارياً وقانونياً عام 1988، بعد أن أعلن الرئيس الفلسطينى الراحل، ياسر عرفات قيام دولة فلسطين، وفى عام 1972 رفضت منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل اقتراحا أردنيا بتشكيل كونفيدرالية أردنية – فلسطينية، إلا أن استطلاعات للرأى أجرته جامعة «النجاح» فى الضفة الغربية فى أكتوبر الماضى، على الضفة الغربية وغزة، أظهر أن 46.1% من المستطلعين يدعمون إقامة كونفيدرالية مع الأردن على أساس دولتين مستقلتين مع صلات مؤسسية قوية بينهما.
وتشير فكرة الكونفيدرالية «المحتملة» بين الفلسطينيين والأردنيين، إلى إقامة دولة واحدة للشعبين، لكن بشرط أساسى وهو بعد قيام الدولة الفلسطينية على الأراضى المحتلة، وأن يكون للدولة الواحدة عاصمتان، القدس للفلسطينيين، وعمان للأردنيين، وسلطة قضائية مركزية، وقوات مسلحة واحدة، قائدها العاهل الأردنى، ومجلس وزراء مركزى، ومجلس أمة بالانتخاب بين الشعبين، وإتاحة مجال لحركة المواطنين بين المنطقتين بحرية تامة.
وتلقى فكرة الكونفيدرالية قبولا لدى أوساط سياسية أردنية وفلسطينية، وقال سرى نسيبة، رئيس جامعة القدس السابق، والمسؤول السابق بحركة «فتح»، إن «خيار الكونفيدرالية مع الأردن فكرة جيدة، على أن يتم تأسيس دولة فلسطينية، وتظل القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين»، ومما يعزز المساعى لتلك الفكرة، تفشى سرطان الاستيطان، والجدار العازل، وبالتالى يمكن للكونفيدرالية أن تكون بديلًا مقبولًا للفلسطينيين للتخلص من الاحتلال الإسرائيلى.
وتحدث الخبير القانونى الفلسطينى أنيس قاسم، حول المشكلة القانونية التى تواجه هذه الكونفيدرالية، وتتطلب استفتاء الفلسطينيين فى خارج الأراضى المحتلة وداخلها، كما أن الكونفيدرالية ستعطى مشروعية قانونية للمستوطنات الإسرائيلية، وسيتم طى ملف عودة اللاجئين الفلسطينيين، بدمجهم فى الدولة المشتركة بعد قيام الكونفيدرالية، وستكون الدولة الفلسطينية المتوقعة بالضفة الغربية على هيئة كانتونات مقطعة الأوصال.
وقال يونى بن مناحيم، الضابط الإسرائيلى السابق فى مديرية الاستخبارات العسكرية، الخبير فى الشؤون العربية: «إن خيار الكونفيدرالية الأردنية- الفلسطينية يخلص إسرائيل من العبء الفلسطينى»، إلا أن العديد من الخبراء يحذرون من أن مخطط الكونفيدرالية ينذر بتصفية القضية الفلسطينية، والالتفاف على مشروع إقامة الدولة الفلسطينية، مشيرين إلى أن خطورة ذلك يتمثل فى أن الاتحاد بين سكان دولتين بدون الأرض التى تبقى لإسرائيل، ويصبح الشعب الفلسطينى جالية خارج أرضه، ويرون أن الكونفيدرالية مطلب استراتيجى إسرائيلى يتوافق مع مشروع التمدد الصهيونى.