انتحر طالب فى معهد الحاسب الآلى بمدينة السلام، وأفادت التحريات الأولية بأن المنتحر لم يتمكن من الزواج من زميلته التى ارتبط بها عاطفيا، بعد أن رفض والده الذى يشغل منصبا مهماً فى إحدى الجهات السيادية، إتمام الزواج فقطعت الفتاة علاقتها به، وأضافت التحريات، بإشراف اللواء أمين عزالدين مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، أن الشاب استغل غياب أسرته عن المسكن وصنع مشنقة فى حجرة نوم والده ونفذ فى نفسه حكم الإعدام. تلقى اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد أول الوزير لمنطقة القاهرة، مدير الأمن، إخطارا بالتفاصيل وتولت النيابة التحقيق. لم يكن مصطفى، الذى يبلغ من العمر 13 عاما، يعلم أن شقيقه الأكبر الذى رفض الخروج من المنزل، رسم نهاية حياته بيده، فوجئ به يطبع عدة قبلات على جبينه ويضمه إلى صدره كأنه عائد لتوه من سفر طويل، لم يعلم سر الدموع التى تساقطت منه إلا بعد أن غافله وغاب عن نظره لقرابة نصف ساعة ليتخلص من حياته. قال مصطفى فى شهادته أمام العقيد عبدالعزيز خضر، مفتش مباحث قطاع الشرق، إن والديه تركا المسكن فى شارع 127 باحدى ضواحى مدينة السلام وخرجا، بقى هو وشقيقه «أحمد» - 20 سنة - طالب معهد الحاسب الآلى وأنه كان يعلم مسبقا أن شقيقه حزين بسبب عدم زواجه من زميلته فى المعهد، ولم يخطر بباله أنه سيتخلص من حياته بسببها، جلسا فى المنزل، وفجأة لاحظ أن شقيقه مرتبك بعض الشىء وعندما سأله عما به، وجده يقترب منه ويمطره بالقبلات ثم ضمه إلى صدره بقوة وطلب منه أن يسامحه إن كان قد ضايقه فى أحد الأيام وهربت منه دموع بللت وجهه.
أضاف مصطفى أن شقيقه طلب منه ألا يشغل نفسه به لأنه متأزم قليلا واختفى عن وجهه، تخيل أنه دخل إلى حجرته، لكن غيبته وصلت إلى نصف ساعة وحدث سكون رهيب فى المكان، فتش عنه وعندما وصل إلى حجرة نوم والديهما وجد كارثة تتدلى من السقف، لقد تخلص شقيقه من حياته، ظل يصرخ حتى أغشى عليه، وبعدما تمالك نفسه قليلا، اتصل بوالديه وأخبرهما بالكارثة. وقال الأب 49 عاما، ويشغل منصبا مهما فى إحدى الجهات السيادية، إن ابنه دفع حياته ثمنا لقصة حب محكوم عليها مسبقا بالفشل، ربطته قصة حب بزميلة له فى المعهد وطلب منى أن يتزوجها، لم أتخيل أن يطلب منى ذلك وهو لم يزل تلميذا يحصل على مصروفه، سألته - كأى أب - من أين سيفتح بيتا وهو لم يكمل دراسته، أجابنى بأنه يدرك فقط أنه يحبها، حسمت الموقف وقررت الرفض التام وانتهى الموضوع بأن ابتعدت هذه الفتاة عن ابنى، لكن الموضوع بالنسبة له لم ينته، ظننت أنه سيغضب بعض الأيام ويعود للالتفات إلى دروسه، كنت أراقبه من بعيد ولم يخطر ببالى أن تكون هذه الكارثة هى النهاية. وأضاف فى التحقيقات التى أشرف عليها اللواء حسن ناجى، نائب مدير أمن القاهرة، أن ابنه لم يستطع الخروج من أزمته العاطفية وأنهاها بانتحار، لكنه ترك حزنا فى قلوب أفراد الأسرة لن تمحوه الأيام.