«المصرى اليوم» ترصد 7ساعات من حصار «الألترس» وشباب الثورة لمبنى الداخلية

كتب: سامي عبد الراضي السبت 10-09-2011 19:44

رصدت «المصرى اليوم» أصعب 7 ساعات عاشتها وزارة الداخلية، حيث حاصر المتظاهرون من شباب الثورة وجماهير الألتراس الأهلاوى مبنى الوزارة، وحطموا شعار «الداخلية» على الواجهة، وكتبوا على حائطها عبارات سب وقذف لرجال الشرطة ووزيرهم منصور عيسوى، ورددوا هتافات معادية للمجلس العسكرى، وفى هذه الأجواء انبعث دخان كثيف من مبنى الأدلة الجنائية بالوزارة، وتمكنت 3 سيارات إطفاء من السيطرة عليه.


محاولات اقتحام مبنى وزارة الداخلية بدأت منذ الساعة الخامسة مساء، وشهدت منطقة لاظوغلى، وسط القاهرة، اشتباكات محدودة بين أصحاب المحال التجارية وبعض المتظاهرين أمام مقر الوزارة بشارع الشيخ ريحان، وحاول بعض أصحاب المحال التحاور مع المتظاهرين وإقناعهم بإنهاء وقفتهم أمام مبنى الوزارة حتى لا تتأثر تجارتهم سلباً، وتطورت الأحداث بين الطرفين إلى مشادات كلامية ثم اشتباكات محدودة. ورفض المتظاهرون الانصراف من أمام مبنى الوزارة فى الوقت الذى عاد فيه بعضهم إلى ميدان التحرير مرة أخرى لاستكمال مشاركتهم فى فعاليات «جمعة تصحيح المسار»، لكن من بقوا بدأوا إزالة شعار الشرطة الموجود على مبنى الوزارة. بعد دقائق من إزالة الشعار تحول المتظاهرون إلى رسامين، وبدأوا فى الكتابة على جدران مبنى الوزارة، ومنهم من دوَّن عبارات سب وقذف فى حق ضباط الداخلية والمجلس العسكرى، ثم رشقوا المبنى بالحجارة من جميع الجهات، فيما ظلت القوات داخل المبنى دون أن تتعامل مع المتظاهرين بعد صدور تعليمات «الخميس» لقوات الجيش والشرطة بترك ميدان التحرير القريب من المبنى ليتظاهر فيه نشطاء يطالبون بالإسراع بمسيرة الإصلاح بعد الثورة وإنهاء محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية.


واستمرت 3 قوى أمام مبنى وزارة الداخلية، هم شباب القوى السياسية والثورة، ومجموعات ألتراس «جماهير» النادى الأهلى، وبعض من أطفال الشوارع ومجهولون قاموا قبل ساعات بتحطيم واجهة مبنى الوزارة ومحاولة اقتحامها. واستمرت المناوشات بين المتظاهرين وأهالى عابدين الذين طالبوا المتظاهرين بالرحيل، وفى تلك اللحظات انبعث دخان كثيف من الطابق الأول بمبنى مصلحة الأدلة الجنائية الملاصق لوزارة الداخلية، لكن رجال الإطفاء نجحوا فى السيطرة عليه، ورفضت الداخلية اتهام أى طرف فى التسبب فى إشعال الحريق، مؤكدة أنه لم يتسن حتى الآن معرفة ما إذا كان الحريق قد اندلع بسبب عامل خارجى أم بسبب حدوث طارئ بالداخل، فى إشارة إلى أن الأمور طبيعية داخل الوزارة، وأن المبنى لم يتعرض لأى اعتداء.


استمرت الأعداد أمام الوزارة فى التزايد، وبلغت نحو 700 شخص، وقال بعضهم إن جنوداً تابعين لوزارة الداخلية هم من أشعلوا النار فى مبنى الأدلة الجنائية، لكن مصدراً أمنياً نفى ذلك لـ«المصرى اليوم»، مشيراً إلى أن هناك عناصر مجهولة تريد تخريب البلاد وارتكاب هذه الأفعال التى لا تصب فى مصلحة مصر.


وعند الثانية عشرة من صباح  السبت  انصرف الجميع من أمام المبنى لتُفتح أبواب الوزارة من جديد، ويقف عشرات من أفراد الشرطة أمام البوابات وهم يقولون: «إحنا كنا هنا جوه بس ماكانش ينفع نتعامل معاهم».


وقال اللواء منصور عيسوى، وزير الداخلية، إنه أعطى تعليمات إلى الخدمات بعدم التعامل مع المتظاهرين أمام المبنى. ونفى أن يكون هناك أى إصابات بين المتظاهرين.


وأكد «عيسوى» أن قوات التأمين التزمت بضبط النفس رغم الهتافات والشتائم من جانب المتظاهرين. وأضاف لـ«المصرى اليوم»: «هؤلاء المتظاهرون لا يريدون مصلحة مصر ويسعون لتخريب المنشآت العامة، خاصة منشآت جهاز الشرطة الذى تحمل منذ الثورة أشياء كثيرة بسبب تجاوزات كان يرتكبها النظام السابق، الذى جعل جميع الحلول فى كل القضايا بيد جهاز الشرطة».


واعترف «عيسوى» بحدوث تجاوزات داخل الجهاز، إلا أنها ليست موجودة حالياً، موضحاً أن ضباط الشرطة لم يتسببوا فى أحداث مباراة الأهلى وكيما لكنهم تعرضوا لاستفزاز أثناء وبعد المباراة.