من ملامح الجمال والروعة في الباليه الخالد «بحيرة البجع»، الأسطورة الرومانسية، أن الأمير سيجفريد كان يقوم برحلة صيد في الغابات قرب إحدى البحيرات، وحين كان يستعد لإطلاق سهامه لاصطياد إحدى البجعات، فإذا بسرب البجعات يتحول إلى مجموعة من الفتيات فائقات الجمال وكانت الأكثر جمالا ورقة هي أميرتهن.
لكن الأميرة بسبب لعنة أصابتها بها ساحرة شريرة استحالت إلى بجعة لا تسترد آدميتها مع الأخريات إلا لدقائق معدودة في وقت معين، وكان عليها لكي تستعيد آدميتها أن تقع في حب شاب ويتزوجها ويعرف الأمير هذا السر، ويقع في حب الأميرة ويعدها بالزواج لتعود لطبيعتها الإنسانية، غير أنه ينسى هذا الوعد ويختار لنفسه فتاة حسناء أخرى.
وفى غمار الاستعدادات لحفل خطوبته يصل إلى مسامعه صراخ عصفور فيتذكر وعده لأميرة البجع، لكن الأوان يكون قد فات، ويهرع إلى البحيرة ويطلب منها أن تسامحه وتذهب كل جهوده هباء لأن البجعة أحبته، ولم تعد قادرة على أن تحب غيره وبالتالي فإن ارتباطه بأخرى قضى عليها وحال دون استعادتها إنسانيتها، فلما عجز الأمير عن نيل غفران البجعة الأميرة يغرق من فوره، ويحاول انتزاع تاج الأميرة الذي يحميها من الغرق فيغرق العاشقان.
هذه هي قصة باليه بحيرة البجع، من أشهر وأجمل الباليهات العالمية، والمستوحى من أسطورة ألمانية، والباليه للموسيقى الروسى تشايكوفسكي، الذي عاش بين 1840 و1895، وهو واحد من كبار الموسيقيين الروس، ومن أعماله الأخرى «كسارة البندق» و«الحسناء النائمة في الغابة».
وكان مسرح «البولشوى» بموسكو قد طلب منه وضع موسيقى هذا الباليه ليعرض لأول مرة على مسرح البلشوي «زي النهارده» في 4 مارس 1877.