بينهم تجد الشرطى والمعلم والطبيب، جاءوا من الخرطوم وكندا وأمريكا اللاتينية، جاءوا ليؤدوا فرضهم السنوى، وإلا واجهوا الفشل وسوء الحظ والحرمان طول حياتهم، يرفضون هنا أى مظاهر للحضارة والتمدن، ومن يخرج من أبنائهم ويعود يجب أن يتخلى عن كل شىء عند مدخل القرية، وإلا أصابته اللعنة، لا صحف ولا تلفاز ولا كهرباء ولا سياسة، الطعام يوضع فى سلال مرتفعة عن الأرض، واللحوم تقدد فى الرمل وتحت الشمس، والنار تشتعل بالأحجار لتدفئهم نهارا وتحميهم ليلا، لأنهم - بحسب معتقداتهم- يجب أن يظلوا على الحالة التى فارقوا فيها نهر النيل حتى يأتيهم أمر العودة.