اهتمت جميع الصحف العربية الصادرة السبت بأحداث الجمعة ومليونية «تصحيح مسار الثورة» في ميدان التحرير وأحداث السفارة الإسرائيلية. وقالت «السفير» اللبنانية في عنوانها الرئيسي إن «المتظاهرون اقتحموا سفارة إسرائيل وأسقطوا علمها»، لافتة إلى أن «الـقـوى المدنـيـة تعـيـد الـتـوازن إلـى الشـارع» بعد أن شارك عشرات الآلاف في القاهرة وبعض المحافظات في المظاهرات التي حاولت تصحيح مسار الثورة المصرية.
وأضافت أنه فيما قاطعت الأحزاب والقوى الإسلامية مظاهرات التحرير أمس، بدا واضحاً أن العديد من الشباب المنتمين لهذه القوى، وخصوصاً جماعة «الإخوان المسلمين»، قد تحدوا قرار قياداتهم، وشاركوا في التظاهرات، كما كان لافتا الزخم الذي شهدته التظاهرات، وخصوصا في القاهرة، بعدما قرر مشجعو «النادي الأهلي» المشاركة فيها رداً على القمع الذي تعرضوا له على أيدي قوات الشرطة خلال مباراة مساء الثلاثاء الماضي، و انضم إليهم لاحقاً مشجعو «نادي الزمالك»، في لفتة تضامنية.
وأشارت «النهار» اللبنانية إلى أن عددا من الشباب تمكنوا من تسلق بناية السفارة مرة أخرى ونزعوا العلم الإسرائيلي في خطوة مشابهة لما حدث من شهر تقريبا. وأوضحت أن المصريين الذين تظاهروا ضد «حكم العسكر» استطاعوا اقتحام السفارة والكشف عن مستندات سرية تتعلق بتعاملات السفارة الإسرائيلية مع الحكومة المصرية، لافتة إلى «وقوف قوات الشرطة جانبا أثناء تحطيم الجدار واقتحام مقر السفارة».
وكشفت «السفير» أن مواجهات عنيفة وقعت فجراً بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي، بعدما دهست إحدى سيارات الشرطة عدداً من المتظاهرين.
أما «الشرق الأوسط» فقالت إن روابط مشجعي كرة القدم في مصر «الألتراس» أضافت زخما كبيرا للمظاهرات الجمعة في ميدان التحرير، ووجهوا انتقادات لاذعة للشرطة بسبب استيائهم من التعامل معهم واعتقال عدد كبير منهم بعد الثورة، لافتة إلى المطالبات بإقالة منصور عيسوي وزير الداخلية.
وأضافت أن جمعة تصحيح المسار كانت حاشدة «بلا إسلاميين»، فيما أشارت «عكاظ» السعودية إلى تحطيم شعار وزارة الداخلية، كما حطموا الجدار الإسرائيلي في وجود الشرطة العسكرية.
من جانبها، احتفت «الحياة» اللندنية بعودة المتظاهرين لميدان التحرير بعد نحو 40 يوماً من سيطرة قوات الأمن من الشرطة والجيش على الميدان، فيما أوضحت أن تظاهرات الجمعة كشفت فشل جهود تحسين العلاقة بين المواطن ورجل الشرطة، «إذ نالت المؤسسة الأمنية القدر الأكبر من انتقاد المتظاهرين، وحملت الهتافات العدائية التي رددها المتظاهرون قدراً كبيراً من الهجوم على قيادات الشرطة وضباطها»، بعد أكثر من 7 شهور من ثورة، كانت سياسات وزارة الداخلية سبباً رئيسياً في اندلاعها.
صحيفة «القبس» الكويتية قالت إن ميدان التحرير يحاول تصحيح مسار الثورة بشكل حضاري، وأضافت أنه رغم غياب عدة أحزاب وقوى سياسية، إلا أن التواجد الشعبي في ميدان التحرير أعطى مؤشرا على أن الشارع المصري ما زالت لديه دوافع التجمع والتظاهر والتعبير عن مطالبه بأعداد كبيرة حتى وإن لم تصل إلى مليونية.
وقالت «القبس» إن الميدان شهد العديد من الهتافات كان أبرزها «الشعب والجيش يد واحدة» رغم اعتراض المتظاهرين على قرارات المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وصحيفة «الجريدة» الكويتية رأت أن مشجعي الأندية الكروية والفلاحين «أنقذوا» مليونية تصحيح الثورة، وقالت إن أكثر من 30 حزباً وقوة سياسية فشلوا في حشد المتظاهرين الذين لم يزد عددهم على 50 ألفاً.
الجمل: مبارك ضيق الأفق
أجرت «الشرق الأوسط» حوارا مع يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء السابق، قال فيه إن 25 يناير «كانت بداية ثورة لم تهدم النظام كاملا ولم تستطع بناء نظام جديد»، وكشف أنه يعتقد أن مبارك طلب من الجيش ضرب المتظاهرين لكن الجيش رفض ووقتها أدرك أن النهاية اقتربت ففضل التنحي.
وأوضح أن مبارك كان عنيدا ويتباهى بذلك، كما أنه كان ضيق الأفق، و كان هذا العناد أحد الأسباب في بقائه في مصر حتى بعد قرار التنحي، أما من الأسباب الأخرى التي جعلته يبقى في مصر فهو أنه كان معتقدا أن الثورة يمكن أن تفشل أو أن ينقسم الجيش من الداخل، والناس تنقلب على الثورة وتقول له «ارجع وتعال للحكم مرة أخرى».
وأضاف الجمل أنه كان يرى أولوية لوضع الدستور لأنه هو الذي ينشئ السلطات، متوقعا أن يكون البرلمان هذه المرة «ائتلافيا» بأغلبية نسبية للإخوان المسلمين.