وادى الجِمال».. أكبر «مستعمرة صقور» فى العالم

كتب: محمد السيد سليمان الثلاثاء 28-02-2017 19:27

قديماً أطلق عليها الفراعنة اسم «تاست نفرو»، تقديرا لما تحتويه من مشاهد جمالية طبيعية برية وبحرية، وكائنات من مختلف الأنواع، لن تجدها فى مكان واحد إلا هنا فى وادى الجِمال.

على بعد نحو 50 كيلومترا جنوب مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، تقع محمية «وادى الجِمال»، وهى محمية طبيعية برية وبحرية تستطيع أن تشاهد بها أعدادا من الجِمال، التى ترعى على نباتات وأشجار المانجروف بمنطقة شاطئ القلعان وحنكوراب على البحر الأحمر.

الدكتور أحمد غلاب، مدير محميات البحر الأحمر، أكد أن محمية وادى الجِمال «دُرة» محميات مصر الطبيعية، وهى معلنة محمية طبيعية منذ 2003، بمساحة إجمالية 7450 كم²، وتضم قطاعاً من ساحل البحر، طوله 60 كيلومترا، وعرضه 60 كيلومترا، منها 50 كيلومترا فى جبال الصحراء الشرقية، والكيلومترات العشرة الباقية فى البحر الأحمر.

وأضاف «غلاب» أن المحمية تجذب آلاف السائحين من محبى السياحة البيئية وممارسة رياضة الغطس ومراقبة الحيوانات البرية والطيور، وتتكون المحمية من عناصر بيئية متعددة، أهمها حوض وادى الجِمال، وهو أحد أكبر وأغنى أودية الصحراء الشرقية بالكائنات الحية، وجبل حماطة، أحد أعلى جبال الصحراء الشرقية، ويؤوى تنوعاً بيئيا كبيراً، وغابات المانجروف (الشورى)، وتمتد على طول أجزاء من سواحل المنطقة، خاصة فى منطقتى «القلعان» و«حنكوراب»، وتوجد على طول الشاطئ، بالإضافة إلى عدد من الجزر المغمورة فى وسط البحر.

ولا تزال المحمية تحتفظ بطبيعتها البكر، كما تتميز المحمية بتواجد الحشائش البحرية، ولها أهمية خاصة لبعض الكائنات النادرة وتكاثر الأسماك، وتتميز شواطئ المحمية فى عدة جزر تتكاثر بها الطيور والسلاحف البحرية، وتعيش السلاحف البحرية على الشواطئ الرملية، والتنوع الأحيائى يتمثل فى تعدد النظم البيئية، وما بها من كائنات أحيائية، سواء كانت برية أو بحرية، والملامح الطبيعية والمعالم الجيولوجية تمثلها تراكيب جيولوجية ومناظر ذات قيمة جمالية، وتغطى محمية وادى الجِمال 60 كلم من ساحل البحر الأحمر.

وتابع غلاب أن المحمية تشمل جزر وادى الجِمال والشعاب المرجانية وتجمعات الأعشاب البحرية وأشجار المانجروف، بالإضافة إلى جبل حماطة، حيث لا تزال الوعول والغزلان موجودة، ويمكنك السير على الأقدام والغوص والاستمتاع بمشاهدة الطيور فى وادى الجِمال، وتشكل تجمعات الأعشاب البحرية مصدر غذاء لحيوان الأطوام والسلاحف الخضراء (اسمها العلمى Chelonia mydas)، التى تبنى أعشاشها على الساحل والجزر، وفى مقدمة وادى الجِمال يوجد منبع مياه عذبة متدفق يمتزج مع مياه البحر، ويشكل مستنقعا منخفض الملوحة، وتوجد به تجمعات لأعشاب المستنقعات ونخيل الدوم.

وقال «غلاب» إن الفراعنة أطلقوا على منطقة محمية وادى الجِمال «تاست نفرو»، التى تعنى مكان الجِمال، وهذه المنطقة كان المصريون القدماء يستخدمونها طريقا للتجارة بين النيل والبحر الأحمر، وهذا سبب وجود اكتشافات أثرية فى هذه المنطقة وأبراج رومانية كانت موجودة لحراسة القوافل التجارية، ويوجد فى مدخلها نبع مياه عذبة يمتزج مع مياه البحر، ويُعتبر مستنقعا منخفض الملوحة، ومن ضمن خواصها أنها تتمتع بمقومات جمالية وعلمية وثقافية والعديد من النباتات النادرة والحيوانات والأسماك المهددة بالانقراض، مثل حيوانات الوعل النوبى والغزال المصرى (دوركس) والحمار الوحشى، الذى اختفت منه أعداد كبيرة فى عهد الرومان، والخراف البربرية، التى تجمع بين الماعز والخراف، وتتميز المنطقة الساحلية للمحمية بنمو غابات أشجار المانجروف كجزء من المحمية.

وتحوى جزيرة وادى الجِمال أكبر مستعمرة للصقور فى العالم، وتسكن الجزيرة الآلاف من النوارس بيضاء العينين ذات الأجنحة المزركشة باللون الأسود، وهى بيئة تحوى الكثير من الشعاب المرجانية والأسماك النادرة ومجموعة من اللافقاريات.

وكانت الإدارة المركزية للمحميات الطبيعية بوزارة البيئة قد أعلنت إطلاق العمل فى مشروعات تنموية بالمحمية لتنميتها وتأهيلها لجذب المزيد من الزائرين، بدعم كامل من الحكومة الإيطالية، بتمويل مقدَّر بحوالى 3 ملايين دولار، بعد الحصول على موافقة الحكومة للبدء فى تنفيذها.

وتتضمن الأعمال المقرر تنفيذها بدعم إيطالى كامل: رفع كفاءة البنية الأساسية التابعة للوزارة بتلك المحمية، وتوفير تأهيل المحميات لجذب الزوار، إلى جانب توفير فرص عمل للسكان المحليين، وزيادة الاهتمام بالتوعية البيئية وما تحتويه من إرث طبيعى يجب الحفاظ عليه، وتقوم 3 جهات حكومية، على رأسها هيئة الخدمات الحكومية، ووزارة الاستثمار، واللجنة العليا لاستصلاح الأراضى بوزارة الزراعة، بتقييم مشروع مركز الزوار بالمحمية تمهيدًا لطرحها فى مزايدة بعد الانتهاء من تقييمها والموافقة على طرحها.