تتجه الأزمة السياسية بين تركيا وإسرائيل نحو طريق مسدود، بعد تصريحات رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان بأن الأسطول البحرى لبلاده سيرافق السفن التركية المتجهة إلى غزة لفك الحصار عنها، وهو ما اعتبرته إسرائيل أمراً «خطراً وجدياً». وفيما طالت أسوأ أزمة بين البلدين مجال الرياضة، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان أعد خطة انتقامية من أنقرة تشمل دعم المتمردين الأكراد والأرمن.
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن خطة وضعها ليبرمان ضد تركيا، وتنص على التعاون الوثيق مع الأقلية الكردية التى تناضل من أجل إقامة دولة مستقلة شرق تركيا، وعقد لقاءات مع قادة الانفصاليين الأكراد. وأشارت الصحيفة إلى أن الأكراد قد يطلبون الحصول على مساعدات عسكرية إسرائيلية بالتدريب والسلاح.
وتتحدث الخطة عن عرض المساعدة على رؤساء اللوبى الأرمنى فى الكونجرس الأمريكى فى مسعاهم للحصول على اعتراف دولى بما تعرض له الأرمن من إبادة جماعية على يد الأتراك قبل حوالى 100 عام. كما تقضى الخطة بتقديم شكاوى إلى المؤسسات الدولية حول انتهاكات تركية لحقوق الإنسان فى التعامل مع الأقليات.
وطالت الأزمة السياسية بين تركيا وإسرائيل كرة القدم، إذ قرر جيش الاحتلال منع مجندين يلعبون فى صفوف فريق مكابى تل أبيب من السفر مع النادى إلى تركيا لخوض مباراة فى دورى أوروبا. وعلى صعيد متصل، تعتزم وزارة الخارجية الإسرائيلية تحذير جميع الإسرائيليين ـ الذين أدوا الخدمة العسكرية فى الجيش، خاصة الجنود الذين شاركوا فى حرب غزة، أو الذين شاركوا بأى عملية عسكرية ضد منظمات وصفت بالإرهابية ـ من السفر إلى تركيا خشية أن يتم اعتقالهم ومحاكمتهم، وذلك بعد أن أعلن رمضان أريتورك محامى منظمة الإغاثة الإسلامية غير الحكومية التى نظمت أسطول الحرية، «أنهم قدموا إلى مكتب المدعى فى إسطنبول لائحة (بأسماء) الجنود الإسرائيليين الذين أصدروا الأمر أو شاركوا فى الهجوم على الأسطول».
وبدوره، أعلن دان ميريدور، الوزير الإسرائيلى، أن تصريحات أردوجان بمرافقة الأسطول التركى للسفن التركية المتجهة إلى غزة «خطرة وجدية»، لكنه أكد «من الأفضل التزام الصمت والانتظار، لأنه ليس من المفيد مفاقمة الوضع والرد من خلال شن هجمات كلامية».
وردا على ذلك، قال الرئيس التركى عبدالله جول إن إسرائيل «بلد ناكر للجميل»، وأضاف جول، حسبما ذكرت صحيفة «حريت» التركية، أن إسرائيل تلقى تشجيعا من أمريكا، «لذا نرى ويرى الجميع أن نواب الكونجرس الأمريكى يصفقون على أرجلهم لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أثناء إنهاء خطابه».