اهتمت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح الأربعاء، بتبعات قرار رئيس حزب العمل، وزير الدفاع الإسرائيلي «إيهود باراك» استقالته من الحزب، وقالت «معاريف» إن المفاوضات بدأت بين رئيسي حزب العمل الأسبقين على تولي رئاسة الحزب، فيما أبرزت «هاآرتس» خبر رفع العلم الفلسطيني على الممثلية الفلسطينية في واشنطن، بينما قالت «يديعوت أحرونوت» إن طلباً تم تقديمه لمراقب الدولة الإسرائيلي لفتح تحقيق عن مصادر تمويل حزب «إسرائيل بيتنا».
«هاآرتس»
أبرزت «هاآرتس» خبر رفع العلم الفلسطيني في واشنطن وقالت: «علم فلسطين ارتفع للمرة الأولى، أمس الثلاثاء، للمرة الأولى على الممثلية الفلسطينية لمنظمة التحرير في واشنطن»، ونقلت عن رئيس الممثلية «رشيد عريقات» قوله: «هذا يوم تاريخي، وأنا سعيد جداً أن أكون هنا وأن أرفع علمي، هذا يجعلني أشعر بالفخر، وسأذكر هذا اليوم طوال حياتي، ولكن كنت أرغب في رؤية خطوات مستمرة من قبل الإدارة الأمريكية».
وأضاف «عريقات» أنه لا يتوقع أن يتسبب رفع العلم الفلسطيني في إساءات من جانب الجمهور الأمريكي، وقال: «المجتمع المريكي متفتح، والفلسطينيون يعملون مع الإدارة الأمريكية لإحداث تقدم في عملية السلام».
ورداً على سؤال لـ«هاآرتس» عن ما إذا كان يرى فرقاً بين موجة الاعتراف الأخيرة بالدولة الفلسطينية وبين المحاولة التي قام بها ياسر عرفات في هذا الشأن، قال «عريقات» إنه يرى أن هناك فرقاً كبيراً بين الحالتين، وأضاف: «عندما تعترف الدول بدولة فلسطينية على حدود 67، وهو ما لا تعترف به إسرائيل حتى الآن، فإنهم لا يعترفون فقط بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، ولكن أيضاً بحدود مادية، وهذا هو الفارق، فهو يذكر بالتحديد الحدود المستقبلية للدولة الفلسطينية».
وأضاف: «أنا أتذكر الأيام التي كنا عندما يرفع أحد العلم الفلسطيني في المناطق المحتلة كان يتم حبسه نصف سنة، وأخذنا وقتاً لجعل إسرائيل تعترف بالعلم الفلسطيني، واليوم يرفعونه في كل مرة يلتقي فيها مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون في لقاءات رسمية».
وعن الأزمة السياسية الإسرائيلية الداخلية التي أعقبت استقالة «باراك» من حزب العمل، قالت صحيفة «هاآرتس» إن رئيس حزب العمل الإسرائيلي المستقيل، وزير الدفاع «إيهود باراك»، تلقى هجوماً قاسياً، أمس الثلاثاء، في اجتماع لقطاع الكيبوتسات في حزب العمل في تل أبيب، في أعقاب استقالته «الدراماتيكية» من الحزب وإقامته لكتلة برلمانية جديدة، وأضافت الصحيفة أن الاجتماع حضره وزراء حزب العمل المستقيلين من الحكومة، أعضاء الكنيست «بنيامين بن أليعازر»، «أفيشاي برافيرمان»، و«يتسحاق هرتسوج».
وقالت الصحيفة إن مدير الحركة الكيبوتسية «زئيف شور» وصف استقالة «باراك» بأنها «زلزال»، بينما قال «إيتسيك فلبسكي» من كيبوتس «عاين هاشوبيط»، إنه كان من الخطأ الكبير انتخاب «باراك»، وقال: «أنا أعترف بخطأي عندما أيدت باراك في الانتخابات الأخيرة»، وأضاف أن باراك هو «أسوأ زعيم لحزب العمل».
من ناحية أخرى، نقلت «هاآرتس» عن رئيس «الشاباك» «يوفال ديسكين»، أمس الثلاثاء، قوله إن هناك زيادة في نسبة عرب 48 وعرب شرق القدس المتورطين في عمليات وصفها بـ«الإرهابية» خلال العام الماضي، ففي إطار إحصائية تم عرضها على لجنة الخارجية والأمن في الكنيست قال «ديسكين» إنه خلال العام المنصرم بلغ عدد عرب 48 الذين تم اعتقالهم على خلفية «تورطهم في أعمال إرهابية» 46 في مقابل 24 في عام 2009.
وأضاف: «في ظل عدم وجود علاج شامل لمشكلة العنف والسلاح غير الشرعي في الوسط العربي، فإن هناك فرصة لزيادة العنف في الوسط على خلفية قومية وجنائية».
«يديعوت أحرونوت»
قالت «يديعوت أحرونوت» إن جمعية «منتدى المحامين» الإسرائيلية، توجهت ظهر أمس، الثلاثاء، إلى مراقب الدولة الإسرائيلي، القاضي «ميخا ليندنشتراوس»، بطلب لفتح تحقيق عن مصادر تمويل حزب «إسرائيل بيتنا»، وجاء في الخطاب الذي تم إرساله لمراقب الدولة الإسرائيلي: «مؤخراً أُعلن أن الشرطة لديها حقائق عن مصادر تمويل حزب إسرائيل بيتنا منذ تأسيسه وحتى اليوم»، وأضاف الخطاب: «على مراقب الدولة أن يستخدم كل الوسائل المتاحة له، من أجل التحقيق في تمويل الحزب».
وأضافت رسالة المحامين: «من غير المعقول أن حركة كبيرة في الحياة الجماهيرية في إسرائيل، كحزب إسرائيل بيتنا، يدار في الظلام، ويجمع أموالاً بطرق غير شرعية».
ويأتي طلب التحقيق في مصادر تمويل حزب «إسرائيل بيتنا» في أعقاب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية، للتحقيق مع عدد من المنظمات الحقوقية في إسرائيل، اتهمها الحزب الذي يتزعمه وزير الخارجية الإسرائيلي «أفيجدور ليبرمان»، بتلقي أموال من منظمات ودول أجنبية لنزع الشرعية عن إسرائيل، وتقديم معلومات عن الجنود الإسرائيليين لتقديمهم للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
من ناحية أخرى، قالت «يديعوت أحرونوت»، إن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، «أليستير برت»، الذي يزور المنطقة حالياً، أكد «أهمية كسر الجمود في عملية السلام، والبدء في المفاوضات لأن البدائل أكثر سوءاً»، ونقلت الصحيفة عن «برت» قوله إنه ترأس وفداً بريطانياً، والتقى ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وطلب منهم ضمان حصول الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة على حقوقه وفق ميثاق جينيف، كما نفى أن يكون لدى بلاده أي معلومات عن مصير أي من الجنود الإسرائيليين المفقودين في معركة سلطان يعقوب، بعد المعلومات التي تم نشرها في إسرائيل، والتي تفيد أن بريطانيا لديها معلومات عن أحد الطيارين الإسرائيليين المفقودين في معركة «سلطان يعقوب» في لبنان، وترفض الكشف عنها حرصاً على علاقتها مع سوريا.
«معاريف»
قالت صحيفة «معاريف» إن المفاوضات على رئاسة حزب العمل بدأت بين عضو الكنيست «عامير بيرتس»، ووزير حزب العمل المستقيل من الحكومة «بنيامين بن أليعازر»، وذلك بعد استقالة رئيس الحزب «إيهود باراك»، من الحزب وإعلانه عن نيته تشكيل حزب جديد، وقالت الصحيفة إن اتصالاً تليفونياً جرى بين القياديين في حزب العمل، أمس الثلاثاء، ناقشا فيه إعادة بناء الحزب.
وأضافت «معاريف» أن المحادثة فتحت حواراً بين الرئيسين الأسبقين لحزب العمل، من أجل الحفاظ على كتلة حزب العمل موحدة في الكنيست، وأشارت إلى أن هناك رفضاً في حزب العمل لتولي «بن أليعازر» رئاسة الحزب بشكل مؤقت لحين انتخاب رئيس جديد.
من ناحية أخرى، قالت «معاريف» إن نائب المستشار القانوني للحكومة «راز نيزاري» أكد في رده على رسالة من عضو الكنيست «ياريف ليفين» أن التهم المنسوبة إلى العضو العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي، «عزمي بشارة» تنصب على «مساعدة العدو أثناء الحرب»، و«تزويد العدو بالمعلومات»، وقال «نيزاري» في رسالته إن «بشارة غادر البلاد وقت التحقيق وذلك بحجة أن هذه الرحلة كان مخططاً لها من قبل، ولم يعد ولا يزال مطلوباً للتحقيق لدى الشرطة والجهات الأمنية».