أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة مساء أمس الثلاثاء في القاهرة اختيار الممثلة التونسية «هند صبري» "سفيرة لمكافحة الجوع" لتنضم إلى الممثل القدير «محمود ياسين» في دعم جهود البرنامج في البلدان النامية في جميع أنحاء العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط.
وقالت «هند صبري»، في مؤتمر صحفي بمناسبة الاختيار، إن علاقتها برنامج الغذاء العالمي بدأت قبل عام في ذكرى مرور عام على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عندما طلبت من البرنامج أن يقوم باستغلال طاقتها ووقت فراغها في "عمل نافع" بعيدا عن التعيين كسفيرة نوايا حسنة ودون أي مقابل.
وأضافت أنها سافرت مع البرنامج لأول مرة إلى سوريا حيث معسكرات اللاجئين العراقيين، وهناك "فهمت أن الجوع ليس سببه الوحيد الفقر وإنما أيضا الحروب والظروف المناخية، فبينما يفترض ألا يكون هناك جائع واحد في العالم في القرن الـ21 وبالتالي لا نحتاج سفراء لمحاربة الجوع فإن الواقع يؤكد أن هناك مليار جائع يوميا في العالم وهو رقم صادم".
وأوضحت أن مهمتها مكافحة الجوع لأنه "العدو" الأكبر للتنمية والتعليم والتطور الطبيعي، "فالإنسان الجائع لن يفكر في ممارسة حقوقه الطبيعية"، مشيرة إلى المبادرة التي تعمل عليها «بليون فور بليون» والتي تعتمد على كون عدد الجوعى في العالم مليار شخص وهو نفس عدد مستخدمي شبكة الإنترنت الذين يجب عليهم المساهمة في إيجاد حلول للأزمة.
وأضافت أنها سافرت ثانية للأراضي الفلسطينية وتحديدا مدينة نابلس "وهناك فهمت أن البرنامج يحترم خصوصيات الشعوب المختلفة ويتأقلم مع ظروفها دون حسابات سياسية".
وردا على سؤال حول كون الحروب والاضطهاد من أسباب الجوع ذات الخلفيات السياسية ومدى تأثير ذلك على مهمتها، قالت «هند صبري» إن البرنامج يتبع منظمة عالمية حيادية هي الأمم المتحدة والأمور السياسية لا تتدخل على الإطلاق في عمل البرنامج الذي يتعامل مع 30 مليون شخص في العالم سنويا وله ممثلون في كل البلدان التي تنشب فيها حروب.
وأضافت الممثلة التونسية أن الدول الصناعية الكبرى التي تمول البرنامج تأثرت بالأزمة الاقتصادية العالمية مؤخرا لكنها جميعا تعهدت بعدم التخلي عن التزاماتها تجاه البرنامج "وإن كانت الميزانية تضاءلت بنسبة ما، لكن علينا كشعوب الضغط على تلك الدول لاستمرار دعمها وعلينا كأفراد المشاركة في الدعم أيضا".
وحول العمل مع «محمود ياسين»، قالت إنها ستعمل معه لأنه "أكثر خبرة ودراية كونه يعمل مع البرنامج منذ 2004"، مشيرة إلى أن أهم الأولويات حاليا اليمن الذي يعاني بسبب الصراع الداخلي المحتدم الذي يخلف نازحين إضافة إلى النازحين إليه من الصومال حيث بلغ عدد من يساعدهم البرنامج هناك أكثر من 175 ألف شخص.
وأشارت إلى أنها تضع غزة نصب عينيها وترغب في زيارتها ومثلها إقليم دارفور السوداني الذي يضم وحده 3 ملايين منتفع من البرنامج من بين 6 ملايين مستفيد من البرنامج في السودان وحدها ، موضحة أن العالم الإسلامي يضم 48 مليون منتفع من برنامج الأغذية العالمي.
وأدت الآثار المضاعفة للأزمة الاقتصادية التي أعقبت أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في عام 2008 إلى ارتفاع عدد الجوعى في العالم إلى مستويات غير مسبوقة حيث أصبح في العالم أكثر من مليار شخص يعانون يوميا من الجوع ويرتبط ثلث عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة في العالم النامي بنقص الغذاء.
وتنضم الممثلة الشابة إلى مشاهير العالم الآخرين الذين يستخدمون شهرتهم لمساعدة البرنامج في رفع مستوى الوعي العام بالجهود العالمية المبذولة لمكافحة الجوع وتضم مجموعة مشاهير العالم الممثلة الأمريكية «درو باريمور» ولاعب كرة القدم البرازيلي «كاكا» و«محمود ياسين».