يستقبل نادي إشبيلية الإسباني فريق ليستر سيتي الإنجليزي، الأربعاء، ضمن منافسات دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا، وهو صدام يجمع بين بطل الدوري الأوروبي الموسم الماضي، مع حامل لقب «البريميرليج».
المباراة ظاهريًا تبدو مشوقة، لكن الواقع العملي يقول إن الفريق الأندلسي لديه مهمة سهلة أمام فريق إنجليزي يتواجد على بعد نقطة واحدة من مراكز الهبوط في الدوري المحلي خلال الموسم الحالي، كما فشل في التسجيل محليًا في بطولة الدوري خلال العام الحالي، محققًا أسوأ الأرقام لبطل دوري إنجليزي يدافع عن لقبه.
مشاكل ليستر ستستأنف عندما يدخل الفريق ملعبا في غاية الصعوبة، وهو رامون سانشيز بيزخوان، معقل الفريق الأندلسي، ملعب لم يهُزم عليه إشبيلية في الدوري الإسباني سوى في مناسبة وحيدة، بدون إغفال ذكر أن ليستر سيتي في الدوري المحلي لم يحقق أي فوز خارج ملعبه هذا الموسم، حيث لعب 13 مباراة، تعادل في 3 مناسبات وخسر 10.
نتائج الفريقين في دوري الأبطال خلال دور المجموعات لا تعكس أبدًا حالة الفريقين قبل المباراة، فليستر سيتي، الذي يخوض هذه المسابقة لأول مرة في تاريخه، تميز بشكل كبير خلال دور المجموعات، محققًا 4 انتصارات وتعادل وهزيمة، محتلًا قمة ترتيب مجموعته، التي ضمت بورتو البرتغالي وكوبنهاجن الدنماركي وكلوب بروج البلجيكي، بينما حل إشبيلية وصيفًا، في مجموعة ضمت يوفنتوس، بطل إيطاليا، وليون الفرنسي ودينامو زغرب الكرواتي، حيث حقق الفريق 3 انتصارات وتعادلين وتلقى هزيمة واحدة.
إشبيلية، وعلى النقيض تمامًا من ضيفه، يقدم مستوى كبيرا في مسابقة الدوري المحلي، فالفريق الأندلسي يحتل حاليًا المركز الثالث برصيد 49 نقطة بفارق 3 نقاط عن المتصدر الحالي، ريـال مدريد، الذي تتبقى له مبارتان مؤجلتان.
يقدم إشبيلية موسما قويا جعله منافسًا على اللقب، في مفاجأة غير متوقعة لفريق كان الجميع في بداية الموسم يظن أنه سيكون بعيدًا عن صورة المنافسة، مع التغيرات الفنية التي طرأت عليهم برحيل الإسباني أوناي إيمري لتدريب باريس سان جيرمان الفرنسي، وقدوم الأرجنتيني خورخي سامبولي، إلا أن الأخير قدم مع الفريق أسلوب لعب وفلسفة هجومية ممتازة، جعلت الفريق أحد أبرز القوى الكروية، ليس في إسبانيا فقط بل وعلى الصعيد الأوروبي أيضًا، حيث جعل أسلوب وطريقة لعب «سامباولي» يتصدر قائمة المدربين المرشحين لخلافة الإسباني لويس إنريكي في تدريب نادي برشلونة الإسباني، حال رحيل الأخير.
ولكن أبرز عيوب إشبيلية كان الدفاع، فالفريق محليًا استقبل 28 هدفا في 23 مباراة، بمعدل أكثر من هدف في المباراة، وإن كان ذلك يبدو رقما جيدا لليستر سيتي، الذي استقبل 43 هدفا في 25 مباراة في الدوري الإنجليزي، بمعدل هدفين تقريبًا في المباراة.
ليستر سيتي ظهر هذا الموسم بوجهين، وجه متميز في دوري الأبطال جعل الفريق الإنجليزي من أوائل الفرق التي ضمنت التأهل لدور الـ16، ووجه آخر مخيب محليًا، جعل الفريق أحد أبرز المرشحين للهبوط هذا الموسم، مع الأداء السيئ وسلسلة النتائج السلبية التي شهدت غياب الانتصارات عن الفريق في الدوري المحلي، لقرابة الشهرين، حيث كان آخر فوز للفريق في نهاية العام الماضي على ويست هام بنتيجة «1-0»، وهو الفوز الوحيد للفريق في آخر 10 مباريات في «البريميرليج».
الإيطالي كلاوديو رانييري، المدير الفني لليستر، يريد الخروج بنتيجة إيجابية، لأن أي هزيمة ثقيلة ستزيد من جراح الفريق، الذي تحول حلمه في الموسم الماضي إلى كابوس في الموسم الحالي.
ويأمل المحنك الإيطالي أن ينقذ الفريق من وضعه المزري الحالي، حيث سيعتمد على نجمي الموسم الماضي رياض محرز وجيمي فاردي، اللذين يقدمان موسما مخيبا حتى الآن، بالأخص الأخير الذي لم يسجل في دوري الأبطال هذا الموسم، على الرغم من مشاركته بشكل أساسي في 5 مباريات خلال دور المجموعات.
كما يسعى «الثعالب» لاستعادة الوجه المشرق الذي قدموه خلال الموسم الماضي ونقلوه فقط لدوري الأبطال هذا الموسم، لكن موقعة الأندلس لن تكون بالمباراة السهلة أبدًا أمام فريق احتكر لقب الدوري الأوروبي في آخر 3 مواسم، يواجه فريق يلعب لأول مرة في تاريخه بالبطولة.