«أحسست تلقائياً بطيف من الحسرة عندما قرأت اليوم فى نهاية البردية العاشرة عبارة «تمت البرديات»- برغم علمى منذ البداية أنها عشر برديات فقط، فقد تابعت هذه التأملات القصصية المستوحاة من تاريخ مصر القديم والتى تنتمى لقالب الدراما الوثائقية docudrama باستمتاع وإعجاب أعادانى إلى زمن الإحساس بالدهشة والاستغراق فى النص».
كلمات كتبها القارئ عصام المغربى على موقع «المصرى اليوم» الإلكترونى الذى تابع عليه حلقات الكاتب محمد سلماوى «برديات مصرية» التى نشرت على مدار عشر حلقات عبر فيها عن إعجابه بالفكرة والمعالجة التى برع فيهما سلماوى وأبدى فى الوقت نفسه حزنه لانتهاء ما سماه الإحساس بالدهشة والاستغراق فى النص.
وربما يقلل من حزن هذا القارئ صدور البرديات العشر فى كتاب مدهش بدوره لأنه جمع إلى جانب نص محمد سلماوى البديع لوحات رائعة مستوحاة منه رسمها الفنان رضا عبدالرحمن. صدور الكتاب الذى حمل عنوان «10برديات مصرية« تأملات قصصية من وحى التاريخ حقق ما أراده القارئ محمد كامل حين كتب على الموقع: «رجاء خاص للأستاذ محمد سلماوى.. لقد تابعنا بردياتك الرائعة على مدى الأسابيع الأخيرة فإذا وضعت هذا العمل الكبير بين دفتى كتاب تكون أسديت للقراء خدمة جليلة». وليس ثمة مقدمة تقليدية للكتاب الذى صدر عن الدار المصرية اللبنانية مصحوبا بترجمة كاملة للنص إلى الفرنسية أنجزتها سهير فهمى إنما تصدره مثل التعليقين السابقين وغيرهما من ردود فعل قراء «المصرى اليوم» الذين أعلنوا دون مواربة عن تميز برديات سلماوى التى اختلط فيها الرمز بالواقع وامتزج فيها ما يوحيه التاريخ والأدب من حب ووفاء باستنهاض النفوس حسب تعبير القارىء د. يحيى بسيونى.
الثابت من مطالعة تعليقات القراء التى تصدرت الكتاب أن ثمة وعياً حياً ويقظاً ومتعطشاً لمثل هذه الأعمال التى نجح فيها الراوى سلماوى بامتياز فجذبهم برفق إلى منطقة التاريخ المصرى الثرى لكنه تركهم فيه ليتأملوا ويستخلصوا العبر كل حسب هواه.
محمد سلماوى أهدى كتابه إلى حفيده سليم الشرقاوى الذى ولد كما أشار مع مولد الكتاب. وإهداء رئيس اتحاد الكتاب المصرى له هو الآخر مغزاه: فيوماً سيقرأ الصغير ما رواه جده ويفهم وينبهر.