اللواء مجدى حجازى محافظ أسوان لـ«المصري اليوم»: «أقسم بالله» لا علاقة لزيارة الرئيس بمواسير صرف «كيما»

كتب: محمود ملا الثلاثاء 21-02-2017 23:46

قال اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، إن هناك محاولة للوقيعة بين أهل النوبة وباقى أفراد الشعب، مثل محاولات الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، مشيرًا إلى أن قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال مؤتمر الشباب الأخير أجهضت تلك المحاولات ونزعت فتيل الأزمة، وأن الدولة لم تكن جادة فى تلبية مطالب أبناء النوبة كجديتها هذه الأيام. وأضاف «حجازى»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن الصلاحيات الممنوحة للمحافظين غير كافية، وأشار إلى أنه مع اختيار المحافظين عن طريق الانتخاب، وليس التعيين قائلا: «إننا فى مصر ما زلنا فى سنة أولى ديمقراطية ولابد أن نتدرج فى أساليب العمل السياسى».

ولفت إلى أن مؤتمر الشباب الثانى الذى استضافته المحافظة، بحضور الرئيس السيسى حقق عدة نتائج، أهمها أنه بعث برسالة إلى الشعب المصرى والعالم أن مصر آمنة ومستقرة، وأن محافظات الصعيد أصبحت فى القلب، ولم يعد هناك تهميش لها.. وإلى نص الحوار:

■ فى البداية: ما المردود الذى حققه مؤتمر الشباب الثانى الذى استضافته أسوان بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- المؤتمر حقق عدة نتائج، أولها أنه بعث برسالة إلى الشعب المصرى كافة والعالم بأن مصر آمنة ومستقرة، بدليل أن رئيس الجمهورية يذهب، ويعقد مؤتمرا فى أقصى محافظة على الحدود الجنوبية، ويتحرك فى توقيتات مفاجئة وغير مخططة، والرسالة الثانية للصعيد عامة بأنهم فى القلب، وإن كان هناك تهميش، فهذا لم يعد موجودًا الآن، وبما أن المؤتمر أقيم فى أقصى محافظة فى الجنوب، وبالتالى فإن باقى محافظات الصعيد ستكون فى بؤرة الاهتمام، أما الرسالة التى حملها المؤتمر لأهالى أسوان بصفة خاصة، فهى أنهم أهلنا، ولن ننساهم أبداً بعد أن كانوا يعتقدون بحكم الموقع الجغرافى للمحافظة أن الإهمال لديهم أكثر من باقى المحافظات، وهناك رسالة أخيرة مهمة بعث بها المؤتمر لأهلنا فى النوبة، هى أن زيارة الرئيس وقراراته وضعت الأمور فى نصابها الصحيح.

■ ما تصورك لتحقيق التوصية التى خرج بها المؤتمر بتحويل أسوان إلى عاصمة للثقافة والاقتصاد الأفريقى؟

- الموضوع يحتاج تصورًا كاملًا لهذه المسألة، لأنها تضم شقين يجب أن تعمل بهما عدة جهات متخصصة، لكن بالنسبة لما يخص الثقافة فى تصورى لابد أن تعمل بها وزارات الثقافة والتعليم والآثار، والسياحة، والتعليم العالى، أما بالنسبة لشق عاصمة الاقتصاد فيجب أن تعمل به كل الجهات المعنية من وزارات الاستثمار والتعاون الدولى والتجارة والصناعة والمالية والتخطيط. وأعتقد أن هناك بعض التصورات الخاصة بى بدأت العمل عليها على مستوى المحافظة لتكون أسوان عاصمة ثقافية أفريقية، فلابد من تجهيز منشآت ثقافية لائقة وتطوير وتجهيز المنشآت القائمة، أما فيما يخص تحويلها لعاصمة اقتصادية، فأرى أن المحافظة مؤهلة لذلك لما تمتلكه من مقومات وإمكانيات لا توجد فى أى محافظة أخرى.

■ ما ردك على تشكيك البعض فى آلية اختيار الشباب المشارك فى المؤتمر وأنه تم بانتقائية معينة؟

- ليس لى أى دخل فى اختيار المشاركين فى المؤتمر، ولو كان هناك انتقائية فى الاختيار، فهل كنت سأختار الشاب علاء مصطفى الذى توجه بسؤاله لى أمام الرئيس، والبعض قال إنه متفق عليه، لكن أؤكد أن الأمر «مش تمثيلية».

■ هل شعرت بالضيق أو الحرج من سؤال الشاب «علاء» لك أمام الرئيس؟

- إطلاقا لم أشعر بالضيق، فقد عبر عن رأيه بأدب، خاصة أننا لا نسعى إلى كبت الشباب، لكن هل من المنطق والعقل أن يكون لدى زيارة رئيس جمهورية، ولا أتخذ إجراءات زيادة فى التأمين والتجميل والنظافة.

■ هل يعنى ذلك أن المواطن الأسوانى يشكو من سوء حالة النظافة لذلك قارن بين مستوى النظافة قبل وأثناء زيارة الرئيس؟

- هذا أمر طبيعى يفعله أى إنسان حينما يأتى إليه أى ضيف فى منزله، وأحب أن أشير إلى أن كل ما فعلته هو أننى ركزت بعض العمالة والمعدات التى بها نقص فى مناطق محددة وهناك جزء كبير مما أعجب الناس كان عبارة عن تجميل وليس نظافة.

■ ما الذى يمنع استمرار حالة النظافة على ما كانت عليه أثناء زيارة الرئيس؟

- من الصعب الاستمرار، لأن التجميل مكلف وعلى سبيل المثال دهان «البلدورات» استهلك 15 طن بوية، وأعترف أننى لست راضيًا عن مستوى النظافة بسبب ما نعانيه من نقص العمالة وعدم وجود معدات كافية.

■ ما حقيقة إخفاء مواسير الصرف التى تصب فى النيل قبل زيارة الرئيس؟

- إقسم بالله إن الموضوع ليس له علاقة بزيارة الرئيس، ولو افترضنا أنه من أجل الزيارة، فما الذى سيضير لو بيتك يحتاج صيانة، وأتت مناسبة وأجبرتك على إصلاحه، وأنا لدى الجرأة أن أقول إننى قمت بهذا الأمر من أجل زيارة الرئيس، مثلما قلت إن النظافة كانت من أجل الزيارة، لكن حقيقة الأمر أنى كنت أنتظر الانتهاء من محطة صرف كيما 1 و2 للقضاء على مشكلة مياه الصرف الصحى بمصرف السيل وعندما تعمقت فى التفاصيل شعرت أن الموضوع أكبر من ذلك بكثير، ووجدت أننا لن نستطيع حل المشكلة بنسبة 100% لذلك رأيت على الأقل أن نحل مشكلة الروائح الكريهة المنبعثة، وتوصلنا لحل، وأعطيت توجيهات للانتهاء منها نهاية يناير، دون أن أخطر أحدا بأن الرئيس قادم.

■ وماذا عن مشكلة الصرف الصحى فى المحافظة؟

- المشكلة تمتد لنحو60 عاما ونتجت عن تقادم الشبكات والمحطات وعدم كفاية الشبكات الحالية بسبب التوسعات العمرانية التى شهدتها المحافظة، إلى جانب تفاقم مشكلة المياه الجوفية التى لو تم حلها لقضينا على 25% من مشكلة الصرف الصحى من خلال عمل آبار لاستيعاب كميات المياه الجوفية وضخها فى شبكة المياه، ومع ذلك وفرنا 249 مليون جنيه من صندوق «تحيا مصر»، وتم تخصيص أكثر من نصفها لحل مشكلة الصرف، وهذا لا يعنى أن المشكلة ستنتهى حتى لو وفرنا مليار جنيه، فلدينا 272 قرية دون صرف صحى.

■ لماذا لم يتم استغلال الثروات الطبيعية والمعدنية التى تمتاز بها أسوان؟

- الأمل كبير فى قانون الاستثمار الجديد أن يتضمن عناصر جذب للمستثمرين لأن قوانين الاستثمار التى كانت قبل ذلك طاردة للمستثمر وإن أردنا استثمار هذه الثروات فلابد من وجود وسائل جذب للمستثمرين بشكل عام على مستوى الدولة، أما بالنسبة لأسوان فرغم تعدد أوجه الاستثمار فى مجالات المحاجر والتعدين والأسماك والحديد والسياحة وغيرها، إلا أن بُعد المحافظة يجعل المستثمر يحجم عن الاقتراب منها، ولدينا «سيديهات» عليها فرص الاستثمار متاحة للمستثمرين.

■ لماذا لم تستغل بحيرة ناصر على نحو أمثل حتى الآن؟

- البُحيرة من المفترض ان تستغل أكثر من ذلك ليكون إنتاجها السمكى أفضل من الإنتاج الحالى، ونسعى للوصول بالإنتاج السمكى بها إلى 60 ألف طن سنوياً من العام المقبل فى ظل وصوله حالياً إلى نحو 25 ألف طن، ولكى يزيد الإنتاج هناك وسائل علمية وفنية وتقنيات ومعدات صيد وإجراءات تأمين وتوعية مطلوبة.

■ هناك شعور لدى النوبيين أن الدولة غير جادة فى التعامل مع مطالبهم، بل من منطلق هاجس أنهم يسعون للانفصال.. ما ردك؟

- هناك محاولة للوقيعة بين أهل النوبة وباقى أفراد الشعب، وهناك من لهم مصلحة فى ذلك وبالنسبة للهاجس الأمنى، فهو من الجانبين وأوجده من يحاولون الوقيعة، فالجميع يعلم ما للنوبيين من طيبة خلق وأمانة وصدق وحب لوطنهم وتضحية، فهل سننزع هذه الصفات الآن؟

إذن هى وقيعة ولن ينجحوا فيها، والرئيس كان يعلم أنها وقيعة لذلك جاءت قراراته التى اتخذها فى مؤتمر الشباب الأخير لنزع الفتيل.

■ ما دورك فى حل الأزمة؟

- قمت بدراسة موضوع النوبة وجلست مع المحافظين السابقين، بالرغم أنه ليس لى دور سياسى، لكن أبذل جهدا من نازع وطنى أكثر من إنى محافظ خاصة أننا بدأنا نتحدث علنا، ولا أعتقد أن الدولة كانت جادة بالنظر لهذا الموضوع كهذا التوقيت، وأعتقد من ضمن التطور فى موضوع النوبة أننا أصبحنا نتحدث بأريحية فى هذا الموضوع، بعد أن كان أحد الأسرار.

■ كيف ترى مطالبهم؟

- بعض المطالب متعلقة بإحلال وتجديد منازلهم فى نصر النوبة والبعض يبحث عن توفير نشاط صناعى لتشغيل شباب النوبة، لذلك قررنا إقامة مدينة صناعية حرفية بنصر النوبة، وتمليك أراضى مهجرى خزان أسوان، وهناك مطلب استجد ووضعته لأول مرة خاص بقرار نزع ملكية أراضى الشريط النهرى بأسوان الجديدة حتى لا أترك أى مشكلة للأجيال القادمة وجميع الحلول والبدائل قابلة للنقاش، سواء منح أراضى أو مساكن بديلة أو تعويض مادى، أو دراسة المناطق الست التى تم اختيارها على البحيرة، وقبل أن أصرف لابد أن أعرف من سيتوجه إلى هناك، وكم ستكون التكلفة لأنه لا يصلح إقامة مدرسة بها ربع فصل ولو الاختيار وقع على منطقة أو 2 وتحققان الغرض فليس هناك مشكلة، ومن يرغب فى العودة على ضفاف البحيرة فليتجمع، ونبحث حاليا أى المناطق تصلح، وكم عدد من يرغب فى الذهاب.

■ هل أخذت أسوان وضعها على خريطة السياحة العالمية؟

- لا، ولا يزال ينقصنا الكثير وأهم ما ينقصنا أن نستعين بمتخصصين فيما يخص المنتج السياحى، والدعاية والتسويق، وإذا أردنا أن نستفيد حقيقة فيجب الاستعانة بالمحترفين والمتخصصين.

■ هل الصلاحيات الممنوحة للمحافظين كافية؟

- الصلاحيات غير كافية على الإطلاق، والمطلوب تعديل قانون الحكم المحلى ليتضمن صلاحيات أكبر.

■ هل أنت مع انتخاب المحافظ أم تعيينه؟

- أنا مع انتخاب المحافظ، ويمكن وقتها منح الصلاحية للمجلس الشعبى المحلى فى سحب الثقة منه، ومن الخطأ منح الصلاحية للمجلس الشعبى المحلى فى سحب الثقة من المحافظ ما دام المحافظ جاء بالتعيين.

■ هل أنت مع اختيار المحافظ من أبناء المحافظة أم من خارجها؟

- مع اختيار المحافظ من أبناء المحافظة، لكن هناك محافظات ذات صفة خاصة «حدودية»، ويجب إضافة شرط فى المرشح الذى سيأتى من أهل البلد يحيث تكون خلفيته عسكرية.

■ ماذا عن مشكلة مصرف السيل الذى يصب بمياه الصرف فى النيل؟

- فى 31 مارس المقبل ستنتهى مشكلة تلوث النيل بمياه الصرف الصحى حيث سيتم الانتهاء من محطتى كيما 1 و2 اللتين زارهما الرئيس من خلال معالجة مياه الصرف معالجة ثنائية، وستنقل إلى النيل عبر مصرف السيل، لكنها ستكون صالحة للاستخدام، والكميات الزائدة على 75 ألف متر مكعب، وهى طاقة المحطة، ستنقل إلى الغابة الشجرية بالعلاقى.

■ الدولة اتخذت خطوات جادة نحو محاربة الفساد فكيف تواجهونه؟

- محاربتى للفساد جاءت بمجهود شخصى وبشكل فردى اعتمدت فيها على خبراتى وليس بشكل ممنهج، وهناك فساد ناتج عن جهل بالقوانين أو أخطاء إدارية وهو يمكن تداركه بالتدريب والتوجيه، ومنه ما هو متعمد حيث أحيله للنيابة.

■ وماذا عن ترشيد الإنفاق؟

- وفرنا نحو 6 ملايين جنيه من خلال خفض المصروفات فى الأشهر الست الأولى من عام 2016 مقابل 11،5 مليون جنيه فى الأشهر الستة السابقة لها، وقمنا بترشيد صرف حوافز الجهود غير العادية والمكافآت للعاملين فى المحليات، وضبط آلية صرف المكافآت من الصناديق والمشروعات.

■ لماذا لا يشعر المواطن بمردود هذا الترشيد؟

- لأن جميع ما يتم توفيره يذهب رواتب للعاملين الذين ليس لديهم درجات مالية فى موازنة الدولة.

■ يتردد أنك تعيش فى برج عاجى وترفض استقبال المواطنين فى مكتبك.. ما ردك؟

- من يرددون ذلك لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة، وأنا لا يمر يوم إلا وأستقبل مواطنين بسطاء، وألتقى بهم، وحددت يوما أسبوعيًا للقاء المواطنين، وحتى الآن التقيت بأكثر من 10 آلاف مواطن.

■ هناك شكوى من تأخر تسليم شقق إسكان الأوقاف والمتميز؟

- بالنسبة لإسكان الأوقاف بنظام الإيجار، المحافظة أعلنت أسماء من تنطبق عليهم الشروط بإجمالى 5503، وتم استبعاد 2682 متقدمًا وجارٍ فحص التظلمات، وسندرس إقامة وحدات إسكان اجتماعى جديدة بالإيجار أو التمليك لقوائم الانتظار التى تصل نحو 15 ألف متقدم، أما بالنسبة لمشروع الإسكان المتميز، فمشكلته فى فروق الأسعار، بعد أن توقف المشروع بعد ثورة يناير ولتدبير زيادة فروق الأسعار وعدم تحميلها على الحاجزين، وندرس الاستفادة من المتخللات داخل حيز المشروع لطرحها لتغطية فارق الأسعار.