تحت شعار أنا أمير الشعراء العرب ينطلق الثلاثاء من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، أولى تصفيات مسابقة «أمير الشعراء» في موسمه السابع، والذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، في إطار استراتيجيتها الثقافية لصون التراث الثقافي وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربي، وأعلنت اللجنة المنظمة في مؤتمر صحفي أمس عن قائمة العشرين شاعرا الذين سوف يُشاركون في الموسم السابع، وهم يمثلون 12 دولة عربية، من بينهم 10 شاعرات، و10 شعراء، تمكنوا من الوصول لهذه المرحلة بجدارة بعد منافسة مع المئات من الشعراء، ويمثل مصر 3 شعراء هم حسن عامر على، ووليد نسيم محمد الخولي، هاجر محمد محمد عمر.
«إطلاق برنامج أمير الشعراء في عام ٢٠٠٧ في نسخته الأولى لكي يُعيد الشعر الفصيح إلى قلب المشهد الثقافي العربي، الشعر الذي كان الشغل الشاغل للناس، ووسيلة الإعلام ومنبر الرأي والإبداع خلال قرون من التاريخ المُشرق للعرب» هكذا قال عيسى المزروعي مدير إدارة السياسات والمشاريع في لجنة إدارة المهرجانات بأبوظبي، وأشار إلى إن مسابقة «أمير الشعراء» تشكل جسراً بين عشاق لغة الضاض في العالم العربي وأبعد من ذلك، كظاهرة إعلامية غير متوقعة في عصر السرعة والتبسيط والإعلام الجديد.
185 شاعراً نجما تتراوح أعمارهم ما بين 18 – 45 سنة هو ما قدمته مسابقة «أمير الشعراء» هكذا أكد «المزروعي»، وقال الشعر أتاح الفرصة للشعراء بأن يكونوا سفراء لأوطانهم، خاصة أنه من أكثر البرامج التليفزيونية مُشاهدة في العالم العربي.
وأعلن «المزروعي» عن قائمة الـ 20 شاعراً الذين سيبدأون ماراثون البحث عن اللقب السابع، يُمثلون 12 دولة عربية، وقد تمّ اختيارهم من بين مئات المُتقدّمين من 27 دولة، بفضل معايير التقييم الدقيقة والجهود الكبيرة التي بذلتها لجنة التحكيم المُكوّنة من د.صلاح فضل، ود.عبدالملك مرتاض، ود.على بن تميم، إضافة لجهود كل من د.أحمد خريس والشاعر رعد بندر في اللجنة الاستشارية.
سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر، قال ما يميز المسابقة هذا العام تنافس الشاعرات على اللقب والذين يمثلون نصف العدد المتأهلين لأول مرة، بعد أن كانت قد وصلت إلى خمس وعشرين بالمائة في الموسم الخامس، مما يشكل نسبة فوز تعادل نسبة الشعراء الذكور في المسابقة في هذا الموسم.
أما عن آلية المسابقة والتأهل في هذا الموسم، أوضح «العميمي» أن العشرين شاعراً في المرحلة الأولى من المسابقة سيتنافسون عبر خمس حلقات تليفزيونية، ويتأهل من كل حلقة 3 شعراء، الأول بقرار لجنة التحكيم في نهايتها، فيما يتأهل شاعران بمجموع درجات لجنة التحكيم التي تشكل خمسين بالمائة من التقييم، يُضاف إليها خمسين بالمائة من نتيجة تصويت الجمهور على الشعراء خلال أسبوع كامل.
وأشار أنه سيتأهل إلى المرحلة التالية خمسة عشر شاعراً، يتنافسون على امتداد ثلاث حلقات، ويتأهل من كل حلقة شاعران، أحدهما بقرار لجنة التحكيم، والثاني بالنسبة الأعلى لمجموع درجات لجنة التحكيم وتصويت الجمهور، ليتأهل ستة شعراء يتنافسون بينهم في حلقة ليصل خمسة منهم إلى الحلقة النهائية التي سيعلن في نهايتها الفائز أو الفائزة بلقب أمير الشعراء لهذا الموسم، إضافة إلى الجوائز والمراكز الأخرى.
كما قال العميمي أنه عبر تاريخ المسابقة، بلغ عدد الدول التي وصل شعراؤها إلى المنافسات النهائية على مسرح شاطئ الراحة إحدى وعشرين دولة عربية، منها ثماني عشرة دولة عربية، هي: الأردن، الإمارات، البحرين، تونس، الجزائر، سلطنة عمان، السودان، سوريا، العراق، فلسطين، قطر، الكويت، لبنان، ليبيا، مصر، المغرب، موريتانيا، اليمن، وثلاث دول غير عربية، هي بوركينافاسو، مالي، الهند. وجميع شعراء هذه الدول قرضوا الشعر بلغة واحدة، وبناء شعري أصيل، وهذا يؤكد لنا أن ينابيع الشعر العربي ما تزال متجددة، وأنهاره جارية، وأنه عامل من عوامل تجمعنا وتقاربنا.
وقال د.على بن تميم، إنه يأمل أن يكون هذا البرنامج الأدبي الثقافي الذي نشهد هذا العام موسمه السابع صورةً عن النموذج الحضاري الذي تمثله دولة الإمارات في العالم، لا لأنه يقدم مقترحاً إعلامياً مبتكراً وعصرياً، يفتح بوابة للشعر العربي على العالم بعيداً عن أعباء التقليد الأعمى وحسب، وإنما لأنه يؤكد أن الثقافة في دولة الإمارات وفي فكر قادتها ومُجتمعها تمضي جنباً إلى جنب المنجزات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولا تقل أهمية عنها.
وذكر أن البرنامج نجح منذ انطلاقته في العام 2007، في أن يؤسس لمشروع ثقافي عربي متفرد، ويقدم حدثاً كبيراً انتصر للإبداع الشعري في مسابقة تستجيب لإيقاع عصر الثقافة الجماهيرية، وذلك عبر مقترح تليفزيوني يتجاوز الشكل التقليدي، الذي عادة ما تبدو المسابقات الأدبية مأسورة فيه، نحو فضاء تفاعلي يتعرف فيه المُشاهد على مفهوم الإبداع المعاصر، إذ تقيّم النصوص أمامه ويتعرّف على المتنافسين وعلى نصوصهم والرؤى النقدية لها ومعايير لجنة التحكيم في تقييمها، وصولاً إلى إعلان أمير للشعراء.
وأكد أننا ونحن على أعتاب مرحلة العروض المباشرة من النسخة السابعة من البرنامج، نفخر أن هذا الأخير ارتقى بالذائقة العامة في تلقي الشعر الفصيح ونظمه، وأنّ القيم النقدية في «أمير الشعراء» تزداد حضوراً في العالم العربي، الأمر الذي يؤكده تميز شعراء هذا الموسم بأدائهم وحسن اختيار قصائدهم، وكلي ثقة أن الموسم السابع سيكون لؤلؤاً يشع في عقد أمير الشعراء السابقة.
حضر المؤتمر الصحفي كل من عيسى سيف المزروعي مدير إدارة السياسات والمشاريع في لجنة إدارة المهرجانات، والسيد سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، ود.على بن تميم عضو لجنة التحكيم في المسابقة، كما حضر المؤتمر أعضاء لجنة التحكيم كل من د.صلاح فضل ود.عبدالملك مرتاض، ومقدمي البرنامج المذيع محمد الجنيبي والإعلامية د.نادين الأسعد، وحشد من الإعلاميين والشعراء.